الجيش والاعلام الجديد

عندما نتحدث عن الجيش الاسرائيلي والتقنية في هذه الايام، نفكر فورا في النجاح الكبير لمنظومة القبة الحديدية. لكن الحروب لم تعد منذ زمن رصاصا ودبابات. فالبيان الدعائي لتسويغ العمليات لا يقل أهمية عن ذلك في العالم.
فهموا في الجيش هذا الامر. فعند الجيش الاسرائيلي موقع انترنت رسمي منذ أكثر من ثلاث سنوات ولكن مع كل الاحترام لمواقع الانترنت الرسمية، يعرف الجيش الاسرائيلي ايضا ان الحاضر هو الشبكات الاجتماعية وان المسارات تُحرك اليوم في فضاء "البلوغ". في نهاية الاسبوع الاخير في قناة "اليو تيوب" الرسمية التابعة للجيش الاسرائيلي طُرحت مقاطع فيديو عرضت كيف يطلق أفراد "حماس" الصواريخ من مناطق مأهولة في قطاع غزة. إن موقع الجيش الاسرائيلي وقنوات الاعلام الاجتماعي التابعة له جرى تحديثها 24 ساعة وبايقاع أعلى من المعتاد، على أثر الاشتعال الذي كان في القطاع. في مقابلة ذلك افتتح الجيش الاسرائيلي حساب "تويتر" خاصاً من اجل تركيز المعلومات عن المهمة الانسانية للقوات الموجودة في اليابان بعد التسونامي.

وهكذا فان عيادة للجيش الاسرائيلي صغيرة نائية تترك انطباعا ايجابيا عند الجمهور في جنوب شرق آسيا. لانه اذا كانت الصورة الواحدة تساوي ألف كلمة فان مقطع فيديو يساوي مليونا. لهذا فمن المهم جدا ألا يوجد سلاح جو وذراع برية متفوقان فقط بل سلاح اعلام فاخر. أهلا وسهلا الى ساحة حرب الجيش الاسرائيلي في الشبكة العنكبوتية.

لفهم عظم ومعنى "الاعلام الجديد" في الساحة الدولية، اليكم معطيان: أصبح لافلام قناة الجيش الاسرائيلي في "اليو تيوب" أكثر من 22 مليون مشاهدة. عندما تقع حادثة في المناطق (الفلسطينية) ويكون عند الجيش الاسرائيلي مادة مصورة في "اليو تيوب" ستكون دائما بين المكان الاول والرابع في عدد المشاهدات العالمية. لـ"تويتر" الجيش الاسرائيلي الذي يجري تحديثه في كل بضع ساعات 15 ألف متابع، أي أكثر بضعفين مما يوجد لجيش بريطانيا. وقد أخذ عدد المتابعين يزداد سريعا، فقد كان قبل شهرين 11 ألفا فقط. ويوجد للجيش الاسرائيلي ايضا "فليكر" حيث تعرض صور من الميدان.

"هدفنا ان نكون ذوي صلة وان نعطي معلومات جديدة في كل مرة تؤثر في الرأي العام في العالم"، تقول المقدمة افيتال ليفوفيتش، رئيسة شعبة الاعلام الدولي (تفال) في قسم اعلام الجيش الإسرائيلي، مضيفة: الشبكة عندي هي أداة عمل طبيعية وحيوية جدا برغم أنها لكونها مفتوحة ومشتركة تعارض في صورتها الجيش الذي هو اطار مغلق.

لا يوجد دائما في ميدان القتال مراسلون اجانب، ولهذا يمكن الجيش الاسرائيلي ان يهب لهم أدوات ومعلومات من الميدان وان يعرض جانب الجيش الاسرائيلي في القتال، واذا كانت حاجة سيحاولون ايضا زعزعة العالم بصور صعبة.
إن "الاعلام الجديد" هو جزء مما يسمى "دبلوماسية السايبر". "أحد أجزاء العمل هو الموضوع التقني الذي يتعلق بالبرمجة وطرح المضامين، والجزء الثاني هو التفكير الخلاق كيف نبث الرسالة"، تقول ليفوفيتش، مضيفة: اذا كان التصور عن الجيش الاسرائيلي في العالم هو انه جيش محتل وعنيف فسأحاول بواسطة قواعد الاعلام الجديد ان أعرض الجيش باعتباره جسما انسانيا مفتوحا.

إن فضاء "البلوغ" أقل تطورا في اسرائيل مما هو في العالم الغربي، وإن أحد أهداف فرع "تفال" هو جعل الضباط المحاربين يكتبون "بلوغات" يعرضون فيها ما يجري لهم في المستوى العملياتي والانساني، وهكذا يتم الكشف عن الوجه الانساني لجنود الجيش الاسرائيلي.

السابق
الراعي وصل الى دير مار مارون عنايا
التالي
3 قتيلى و4 جرحى باطلاق النار اثناء قمع مخالفات البناء في صور