الانباء: حقيبة الاتصالات انضمت إلى حبل العقد المشدود حول عنق الحكومة

دخلت «معركة» تشكيل الحكومة اللبنانية في استراحة المحاربين، مع اعلان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي التوافق مع الرئيس ميشال سليمان على مهلة اضافية للتشكيل، والاستراحة لا تعني القعود، بقدر ما تعني المتابعة ضمن هامش وقت اوسع، وبعيدا عن الضغوط، المرتبطة به، كعد الايام للرئيس المكلف، وتسجيل كل يوم يمر دون تشكيل الحكومة في خانة التراجع السياسي، وعلى المستويات الشعبية ايضا.

الرئيس نجيب ميقاتي قال كلمته في المصاعب والعقبات من قصر بعبدا، ولم يمش، كما تأمل معرقلوه، انما لوح بحكومة امر واقع كان بصدد اعلانها، لكنه تفاهم مع الرئيس ميشال سليمان على التريث، ومتابعة المساعي، مع رمي الكرة في ملعب المتطلبين، علهم يدركون ان الحكومة لن تقوم الا على قواعد دستورية وميثاقية ثابتة، بمعنى انه لا لون واحدا، ولا تجاوز للدستور في آلية التأليف وجوهره.

المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل، الذي شارك في المفاوضات مع العماد ميشال عون، اعتبر ان مطالب رئيس تكتل الاصلاح والتغيير محقة، ودعاه في المقابل الى التنازل من اجل المصلحة العليا.

وزارة الاتصالات عقدة جديدة!

وفي معلومات لـ «الأنباء» ان ثمة عقدة اضافية انضمت الى حبل العقد المشدود حول عنق الحكومة المرتقبة، تتمثل في الصراع على وزارة الاتصالات بين الرئيس المكلف والعماد عون الذي تقول اوساطه ان الرئيس ميقاتي تحفظ على ابقاء هذه الوزارة بيد الكتلة العونية، حتى لا يستفز فريق المعارضة الجديدة.

في غضون ذلك برز امس تصريح ملفت لرئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي القريب من دمشق اعتبر فيه أن ميقاتي هو المسؤول عن تأخير تأليف الحكومة، مؤكدا ان «الرئيس المكلف لا يمثل اكثر من 1% من الطائفة السنية»، مطالبا اياه بالاعتذار عن التشكيل.

بدوره التيار الوطني الحر قرأ في بيان ميقاتي من بعبدا 4 رسائل، الرسالة الأولى تؤكد ما بات معلوما بأن الأفق مقفل أمام الولادة القريبة للحكومة، والثانية بأن ميقاتي مستمر في مساعيه الى أجل غير مسمى، وبالتفاهم مع رئيس الجمهورية، والثالثة كأنه لا ينوي التراجع أو الاعتذار، حتى في ظل العجز عن التشكيل، أما الرسالة الرابعة، فتتضمن ان حكومة الأمر الواقع باقية ضمن خياراته، حتى ولو لم تنل ثقة مجلس النواب.

النائب علي حسن خليل، قال من جهته انه بغض النظر عن الشكل الذي عبر به الرئيس ميقاتي، فإنه كان يرسل اشارة بمعنى ان حركة الاتصالات مستمرة، وان هناك تقدما، ولكن يحتاج الى بعض الوقت، ومن دون تحديد تواريخ، «علما اننا تأخرنا عن التشكيل، وبات من الضروري ان نحسم خياراتنا، لأن كل الجدل القائم اليوم لا يعادل وحدة من أنّات الناس التي نسمعها بكل مناحي الحياة.واضاف: نحن بصراحة متفهمين لخلفية وجهة نظر عون بهذه المطالبة، لكن الوصول الى المشترك بين كل المطالبات، ربما يتطلب بعض التنازل، أمام المصلحة الأكبر.

من جهته النائب ميشال المر، اعتبر انه من غير الممكن السكوت على استمرار هذا التعطيل غير المبرر، في وقت تعاني الدول العربية ما تعاني، والمطلوب تأليف الحكومة بسرعة.

تعقيدات داخلية وخارجية

بدوره النائب عمار حوري (المستقبل) رأى ان ما أدلى به الرئيس المكلف من بعبدا يدل على ان هناك تعقيدات داخلية وخارجية، لن تتغير، ورأى انه لا يمكن لأحد الجزم بتاريخ تشكيل الحكومة، حيث أصبح التنبؤ بتشكيلها أشبه بقراءة الفنجان.النائب أمين وهبة والمستقبل، قرأ في كلام ميقاتي انه مازال بعيدا عن تشكيل الحكومة، كما انه لازال متمسكا بحقه وحق رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة وفي هذا اشارة واضحة الى تطاول بعض أطراف الثامن من آذار على الحق الدستوري للرئيسين، واقرأ أيضا ان اللبنانيين مازالوا أمام فترة انتظار طويلة.وفي خضم تخبط الأكثرية الجديدة في الواقع المرير لتشكيل الحكومة علمت «الأنباء» من مصادر موثوقة ان لقاء عقد بين رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس جبهة النضال الوطني قبل مغادرة الأخير الى الخارج الأسبوع الماضي، دام زهاء 4 ساعات، وبعيدا عن الأضواء.

وشارك في اللقاء نواب ووزراء جبهة النضال، وجرى خلاله استعراض الظروف التي حملت جنبلاط على مغادرة قوى 14 آذار، الى جانب احتمالات المستقبل.

السابق
الانباء: هل مازالت الحكومة ممكنة وأين تكمن المشكل
التالي
علوش: الاتهامات السورية للجراح مفبركة