عين الطاووس تفقأ زيتون حاصبيا

(خاص الموقع)

بعد أزمة زيت الزيتون المغشوش، إستيقظت حاصبيا ومنطقتها على مشكلة جديدة تفتك بأشجارها وتهدّد موسم الزيتون للسنة الآتية. إذ اجتاح مرض "عين الطاووس" البساتين هناك، فظهرت العوارض على الأوراق والأغصان التي ذبلت واصفرت إلى حدّ يباس القسم الأكبر منها، في ظل غياب الإهتمام والمعالجة من قبل وزارة الزراعة.

أهالي المنطقة يؤكدون الخطر، ويعتبر المهندس الزراعي جون شيحاني، في حديث لـ"جنوبية" أن "هذا المرض خطير ومؤذي يضرب لبنان من عكار إلى حاصبيا ويفتك ببساتين الزيتون". فهو يكثر في المناطق على ارتفاع 700 متر وما دون، حيث البيئة الرطبة التي تعتبر واحة تشكّل وتكاثر الفطريات المضرّة.

ويشرح شيحاني أن علاج الأشجار يتم "برش مادة caber blue، الشبيهة بمبيد الجنزارة"، مؤكداً أن "عملية الرش يفضل أن تكون قبل أن يزهر شجر الزيتون، إذ أن كمية الرش قبل أن يزهّر تصل إلى 100 غرام في الليترين، بينما بعد التزهير يجب أن تقل إلى النصف، أي أقلّ من 50 غراما في الليترين، وبالتالي تكون فعاليته أقل ونتيجته غير كاملة ما يترك آثاراً سلبية تظهرمن خلال بقع بيضاء على الأغصان، ما يضرب حبات الزيتون".

بلدة الفرديس والقرى المحيطة بها في العرقوب تعرّضت إلى انتشار كبير لهذا المرض، نظراً لوجودها في منطقة منخفضة، محاذية لنهر الحاصباني. وهناك يستمرّ المرض بالإنتشار بشكل واسع. رئيس بلدة الفرديس وعضو التعاونية الزراعية أنيس سليقا أكّد لـ"جنوبية" أنّ "كل الزيتون مضروب، والناس تعمل على رشّه، لكنّ عملية الرشّ يجب أن تكون متكاملة، بحيث إذا رش المزارع أرضه فعلى جاره أن يرش أرضه أيضاً، وإلا فلا نفع للأرضين".

وشرح سليقا معاناة المزارعين: "فوزارة الزراعة لم تعطنا شيئاً لنتصرف في الأزمة، والمزارعون يعملون على التصدّي للمشكلة بجهود فردية وبإمكانات مالية محدودة، والبلدية والتعاونية الزراعية إستطاعتا تأمين مولد لرش المبييدات من مؤسسة رينيه معوّض، إلاّ أنه ينقصه جرّار زراعي كي يعمل". وبالتالي فإنّ أهل المنطقة في حاجة إلى هذا الجرار كي تبدأ عملية الرش وحماية ما تبقى من الأشجار التي لم تصب بأذى، إضافة إلى حاجة المزارعين لمساعدتهم بالأدوية والمبيدات اللازمة لتخطي هذه الأزمة".

وقد أوضح سليقا أن "تكلفة العلاج ليست باهظة ولكن المشكلة الأساس أن الرش لم يعد ينفع لأن أشجار الزيتون قد زهّرت، وعلى المزارعين انتظار شهري آب وأيلول لرش البساتين، الامر الذي سيؤثر سلباً على حبات الزيتون ويضرب المحصول".

أزمة "عين الطاووس" امتدت لتهدّد المناطق المجاورة للفرديس، ما زاد من خطر انتشار هذا المرض في المناطق الزراعية بالعرقوب، لا سيما الهبارية، حيث أشارـ رئيس تعاونيتها الزراعية رياض عيسى في حديث لـ"جنوبية"، إلى تخوفه "من وصول وانتشار هذه الأمراض في بساتين الهبارية، لأنّها معرّضة لذلك، والمزارعون غير قادرين على معالجة هذه الأزمة لأنهم لا يملكون الأدوية اللازمة، إضافة إلى أن رشها لم يعد ينفع لأن الأشجار قد زهّرت".

ومثل جميع أهالي المنطقة ومزارعيها، يشكو عيسى من "غياب دور وزارة الزراعة في حلّ هذه المشكلة، التي يقتصر السعي إلى حلّها على الجهود الفردية من قبل المزارعين والتعاونية الزراعية التي أقامت ندوات توعيّة وإرشاد لهم بالتعاون مع عدد من الجمعيات المختصة بهذا المجال". وأضاف عيسى: "هذه الأمراض تنتقل من كرم إلى كرم، وبالتالي فإنه لا بدّ أن يكون هنالك المزيد من التوعية لمواجهة هذا الموضوع"، داعيا إلى "ضرورة اهتمام الوزارة بالمنطقة ومتابعة هذه الكارثة الزراعية التي تهدد محصول الزيتون في الجنوب".

وقد أكدّ على أن التعامل مع هذه القضية من قبل الجهات المعنية يتم "على اساس أنها مؤسسة لا دولة، فمن حقنا ومن واجباتها أن تكونقد حصرت الكروم المتضررة وعددها، وأن تساعد المزارعين والتعاونيات الزراعية وأ، تمدّهم بالمبيدات للخروج من هذه المشكلة بأقل خسائر ممكنة".

هكذا إذا، أزمة تلو الأزمة تضرب حاصبيا، فمن زيت الزيتون إلى اعتصام موظفي المستشفى وصولا الى مرض عين الطاووس، في غياب تام لنوّاب وفعاليات هذه المنطقة.

السابق
قانون الانتخابات
التالي
مستوصف يارين: فُتح في السياسة وأُقفل في الصحّة