36 سنة على 13 نيسان 1975

هي ذكرى اليوم الذي فتح جرحاً امتد على طول الوطن وعرضه، وبدأ بضحية فإثنتين فثلاثة، وانتهى مع وجع مفتوح على أكثر من 200 ألف شهيد، و17 ألف مفقود، وعدد لا يحصى من الجرحى، وأنهر دماء ودموع لها في كل بيت مصبٌ.

تصادف اليوم الذكرى الـ36 لاندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان، يوم اعتاد تجمع "وحدتنا خلاصنا" في الأعوام القليلة الماضية، على إحيائه بسلسلة نشاطات "وحدوية"، تتضمن هذه السنة عنواناً موحداً للصفحات الأولى للصحف اللبنانية ("36 سنة على 13 نيسان: السلام بيننا أو على لبنان السلام")، وتنظيم حلقة على درج المتحف الوطني تبث مباشرة عبر وسائل الاعلام المرئية، ورسالة من التجمع الى الجيل الشاب، باعتبارها رسالة "من جيل الحرب الأهلية الى جيل اليوم"، وصولاً الى دعاء مشترك يتلوه في ختام الحلقة رجال دين يمثلون الطوائف المختلفة.
وفي ما يأتي النص المشترك: "في 13 نيسان 2011، اللبنانيون يهتفون للسلام كما في كلّ سنة: لا للعنف، لا للفتنة، لا للحرب، لا للإنقسام، لا للتباعد، وسواها من العبارات المماثلة.
13 نيسان، الكلام فيه لا يكفي! والحديث عن تداعياته ترداد واسترجاع لواقع مرير نخشى إن أغفلنا ذكراه أن يتكرّر العنف الذي وصمه مرة أخرى.
13 نيسان، يوقظ ذاكرة الندم ليقضي على ذاكرة الحقد، ويفتح أبواب الغفران وقد أقفلها تعب السنوات.
13 نيسان، أكثر من ذلك، هو وقفة نقد ذاتي ومحاسبة شخصية لكلّ مواطن في الموقع الذي هو فيه، أكان مسؤولاً سياسياً، أو دينياً، أم كان إعلامياً أو عاملاً أو فناناً. كل مواطن يقف بصدق وشفافية أمام وطنه وإنسانيته ليضع في الميزان أفعال التقارب والتباعد، سلوكيات الفتنة وسلوكيات السلام، مواقف المواجهة العنيفة وهدم الآخر مقابل مواقف مدّ الجسور وبناء المشترك والتفاهم.
13 نيسان، يسقط حاجز الخوف من الآخر المختلف بالمعتقد الديني أو السياسي، لأنه يجدّد إلتزام المواطنية ويؤكد ضرورة بنيانها.
13 نيسان هو يوم للرجاء لغد يعتز بأننا شعبٌ علّمه ماضيه ان يرذل بشاعة دمرته ليجهد في سبيل لبنان الواحد، المتنوع في الوحدة، الحر والعادل.
13 نيسان يوم للذاكرة، وذاكرة ليجدّد المواطن كلّ يوم مسؤوليته والتزامه السلم والوحدة والإنسان".

المؤتمر الصحافي

وكانت جمعية "فرح العطاء" والتجمع عقدا مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة، تخلّله تشديد النقيب محمد البعلبكي على "الحاجة الماسة الى الاستمرار في العطاء الذي وحده يؤمن شيئاً من الفرح لكل اللبنانيين".
وأشار المنسق العام للتجمع مكرم عويس الى أن رسالة التجمع في ذكرى الحرب "دعوة لكل اللبنانيين الى التفاعل مع مضمونها والمساهمة في نشرها، ومشاركة التجمع في الآراء والاقترحات انطلاقا من ان تحصين السلم الأهلي مسؤوليتنا جميعاً".
وعرض مؤسس الجمعية ملحم خلف لبرنامج الذكرى، التي تأتي هذه السنة بعزم على "تأكيد وحدة لبنان واللبنانيين، والعزم على الوقوف متحدين ضدّ كل أنواع الانقسامات التي تهدد السلم الأهلي". وستتضمن الحلقة تقارير عن موضوعات عدة، منها المخفيون قسراً ومعوقو الحرب وعودة المهجرين الى قراهم وغيرها…
والى الدعاء المشترك والرسالة من جيل الحرب الى جيل اليوم، تشمل الذكرى نص "مصالحة ومصارحة"، جاء فيه: "أنا اللبناني، أعتذر منك أنت أخي اللبناني مهما يكن انتماؤك الديني أو الحزبي أو السياسي أو الفكري أو الاجتماعي وذلك لعدم قبولي باختلافك عني. وآسف لما صدر عني أو باسمي من أقوال أو أفعال أهانتك أو اضرت بشخصك أو بأقربائك أو بممتلكاتك (…) وأؤكد لك عدم اللجوء الى العنف بعد هذا التاريخ".

السابق
العثمانيون الجدد يكتشفون شرقاً أوسط جديداً
التالي
الهزات الإسرائيلية