ريفي: ثمة غرفة عمليات واحدة تحرّك السجناء وأهاليهم معاً

أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن "حركة الاحتجاجات التي تجددت يوم الاثنين الماضي في سجن رومية، وترافقت مع احراق اطارات في المناطق، بيّنت لنا كأن ثمة غرفة عمليات واحدة تحرّك السجناء وأهاليهم معاً، الأمر الذي نبّهنا الى أن الأمر أبعد من تحرك مطلبي"، قائلاً "لقد أعطينا المفاوضات فرصة يومين، لكن الأمور الميدانية كانت تتدهور بسرعة، حتى وصلنا الى مرحلة نعتبرها مرحلة "الخط الأحمر"، الذي ينذر بسيطرة السجناء على السجن، وهم كانوا قد وصلوا الى أبوابه فعلاً، وبالتالي كانت المرحلة الثانية تقضي بخروج كل السجناء وعددهم أكثر من 3700 سجين".

ريفي، وفي حديث الى صحيفة "النهار"، رأى أن "الأخطر من ذلك هو ما نعرفه عن طبيعة السجناء في رومية، الذين نتعاطى معهم من منطلق انهم مقسمون الى 3 مجموعات متنافرة الى أقصى الحدود، وبالتالي فإن العلاقة بين هذه المجموعات أقلّ ما يُقال فيها أنها علاقة متفجرة، وبالتالي اذا وصل أي فريق منهم الى الفريق الآخر لكانت وقعت مذابح في ما بينهم".

وفي هذا الاطار، أوضح ريفي أن هذه المجموعات الثلاث هي "المجموعة الجنائية"، وتشمل السجناء والموقوفين بجرائم قتل وسرقة وتجارة وتعاطي مخدرات وغيرها. أما القسمان الآخران فيندرجان تحت عبارة "ذوو الخصوصية الأمنية" وهما مجموعة "الاسلاميين" ("فتح الاسلام" وغيرها) ومجموعة الموقوفين والمحكوم عليهم بجرائم التعامل مع اسرائيل"، مشيراً الى أن "هذه المجموعات الثلاث لا يفترض ان تكون في سجن واحد، لكن عدم وجود سجون خاصة لـ"ذوي الخصوصية الامنية" حتّم علينا وضعهم جميعاً في سجن واحد، ولكن بعد عزلهم عن بعضهم البعض بإحكام".

وأشار ريفي الى أنه "في الساعات الأخيرة قبل عملية ( إقتحام سجن رومية ليل الثلاثاء الماضي)، كان السجناء المحتجون، وهم للمناسبة من مجموعة السجناء الجنائيين فقط، قد تمكنوا من إزالة أغلب الأبواب الحديد الفاصلة بين المجموعات الثلاث، وأصبح عدد الأبواب الفاصل بينها قليل جداً"، قائلاً "آنذاك تأكدنا أن الأمور وصلت الى الخطوط الحمر، وأن أي تأخير لساعات من شأنه أن يحمل تطورات دراماتيكية بعد تحطيم الأبواب المتبقية، لأنه مع وصولهم الى بعضهم البعض لا بد سيحصل الاحتكاك الحتمي بين هذه المجموعات، وهو أخطر ما يمكن أن نصل اليه، أي المذبحة".

وأوضح ريفي أنه "في هذه الدقائق اضيف عامل جديد بعدما اشعل المحتجون حريقاً كبيراً في سجن الأحداث واصيب حدثان بحروق متوسطة، وبدأت نداءات الاستغاثة تخرج من هذا السجن، لأن السيطرة عليه لم تعد ممكنة، وأمام هذه التطورات كان علينا أن نتّخذ القرار، ولا سيما أننا ندرك أن أي تأخير ستكون نتائجه وخيمة"، قائلاً "تشاورتُ شخصياً مع قائد الجيش، واتفقنا على خطة مشتركة للانقاذ قضت بأن نكلف النخبة لدى الجيش (المغاوير) والنخبة لدينا (الفهود وقوى التدخل) لتكون العملية نموذجية ودون خسائر بشرية كبيرة، ووضعنا نصب أعيننا أن نتحمل، كما في كل عملية امنية، هامشاً من امكان وقوع ضحايا بعدد محدود من السجناء أو من رجالنا".

واعتبر ريفي أن هذه العملية "هي عملية أمنية عسكرية تدخل في صلب مهماتنا ولا تحتاج الى قرار سياسي، باعتبار أننا ملزمون بموجب القوانين حفظ الأمن والنظام في السجون، وحماية المجتمع من مخاطر الخارجين على القانون، وحماية السجناء من أنفسهم وبعضهم من البعض الآخر"، مؤكداً "عدم استعمال الرصاص الحي، بل استخدام القنابل الصوتية والقنابل الوميضية والرصاص المطاط كما يحصل في أرقى دول العالم، ورجالنا مدربون على ذلك، وكانت النتيجة سقوط ضحيتين كما بات معروفاً ونحو 14 جريحاً من السجناء، واغلب جروحهم غير خطرة، كما اصيب 5 عناصر من الفهود اصاباتهم بسيطة".

وإذ أعرب ريفي عن أسفه لوقوع الضحايا"، شدّد على أنه "لم يكن أمامنا خيار آخر لتجنب الاسوأ، وهو الصدامات بين السجناء ووقوع المذبحة، وسيطرة السجناء على السجن، وما سينجم عنها من ضربة معنوية لهيبة الدولة، ثم فرار السجناء، وبينهم الارهابي، والعميل الاسرائيلي، وتاجر المخدرات، والقاتل، والسارق، وهؤلاء لو فرّوا لكانت بداية لشريعة غاب".

وتابع ريفي: "لقد خرجت أصوات تهوّل علينا وكأننا ارتكبنا الموبقات أو كأنهم لا يعرفون مخاطر الخيار الآخر فيما لو تركنا الأمر أو تقاعسنا ولم نقم بواجباتنا القانونية والوطنية، وقد تمادى البعض الى درجة صوّر السجناء وكأنهم ضحايا ونحن المرتكبين"، مستدركاً "لقد قمنا بواجباتنا المنوطة بنا قانونياً من دون تردد، ونفخر بما قمنا به ونعتبره انجازاً نوعياً، ومع أننا نأسف لوقوع ضحايا، علماً أننا بقينا ضمن الهامش الأدنى للمخاطر".

وأضاف ريفي: "اجرائياً قدت شخصياً العمليات من داخل سجن رومية، وكانت قوانا تدخل مبنى بعد آخر، مستعملة القنابل الصوتية والوميضية لدب الذعر في قلوب السجناء المتمردين لتسهيل السيطرة عليهم، وكانت قوى المغاوير تؤازرنا من خلال انتشار لافت في باحة السجن ومن خلال عزلها للمباني الواحد عن الآخر، وكانت العملية قمة في التكامل والتنسيق مع الجيش الذي نوجه اليه الشكر الكبير. كما واكبتنا السلطة السياسية في هذه العملية بمسؤولية عالية".

السابق
زهرا توقع المزيد من الضغوط على ميقاتي لتطويعه
التالي
قباني: سنحدد رأينا في الحكومة على ضوء بيانها الوزاري