لبنانيون عادوا اليوم من ارض الفوضى الى وطن المجهول

وصلت صباح اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط قادمة من غانا، وتحمل على متنها 126 راكباً قادمين من ابيدجان (أهم مدن ساحل العاج وإحدى كبرى المدن الناطقة باللغة الفرنسية في العالم، وهي ميناء تجاري ومركز ثقافي هام في الغرب الأفريقي، وتوصف بعاصمة الفرانكفونية في غرب أفريقيا) حيث كانت السلطات الفرنسية قد ساهمت في نقلهم من هناك إلى لومي والتي تطل على خليج غينيا وتعتبر العاصمة الإدارية والصناعية للبلاد ومن ثم إلى غانا. وكان في استقبالهم في المطار مدير عام المغتربين هيثم جمعة وعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي المقداد وممثلون عن مديرية المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين وأهالي القادمينشكر بعض القادمين السلطات الفرنسية الموجودة في ساحل العاج التي عاملتهم وكأنهم مواطنين من مواطنيها وساعدت على نقلهم إلى غانا ومن ثم عبر "الميدل ايست" إلى بيروت، وقالوا إن "اشتعال الصراع القائم بين الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي تتمركز قواته في أبيدجان ومناطق الجنوب العاجي، والرئيس الفائز المعترف به دوليا الحسن وتارا، كان سريعا جدا ومفاجئاً… ادت امتداداته الى نزوح الآلاف من اللبنانيين نحو المناطق المجاورة، كما أقامت الأمم المتحدة مخيمات في مدينة أبيدجان لإيواء الهاربين من جحيم الاقتتال بين الفريقين المتصارعين على السلطة". مجمعين على ان "الوضع الامني كان مخيفاً وأن أملاك اللبنانيين وأرزاقهم ومتاجرهم تعرضت للسلب والنهب وخسائرهم كبيرة جدا". وناشدوا الحكومة والمسؤولين اللبنانيين "العمل على مساعدة أبناء الجالية اللبنانية للعودة لاجلائهم من هناك حيث يرغب عدد كبير منهم بذلك".
قواعد عسكرية
يقول فادي قطاف، مدير المدرسة اللبنانية في ابيدجان والذي عاد هو وزوجته يوم امس على متن طائرة الميدل ايست ان "الجيش الفرنسي قام بنقلنا من الـ zone4حيث نقطن الى معسكراته القريبة من مطار ابيدجان حيث قبعنا هناك فترة من الزمن الى جانب حوالى 2000 شخص 90% منهم لبنانيون… بعدها تم إجلاؤنا عبر طائرات حربية فرنسية عادة ما تنقل جنودها اما الى لومي عاصمة توغو واما الى داكار عاصمة السنغال وهي قواعد عسكرية للفرنسيين". وبالنسبة لعدد الركاب الذي تتسع له الطائرة العسكرية الفرنسية يجيب "كنا 70 شخصا على متن الطائرة". ويتابع قطاف قائلاً "في لومي كان باستقبالنا الكولونيل الفرنسي ومسؤول الجالية اللبنانية في توغو".
البيت اللبناني
ويضيف "في لومي توزعنا بين البيت اللبناني والفنادق، من كان يمتلك المال نزل على حسابه الخاص ومن لم يمتلكه كانت ابواب البيوت اللبنانية هناك مفتوحة للجميع. وفي اليوم الثاني انتقلنا الى "اكرا" عاصمة غانا من ثم توجهنا الى بيروت عن طريق طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط، وكان بانتظارنا مدير عام المغتربين هيثم جمعة ومساعد وزير الخارجية اللبنانية قبلان فرنجيه". وفي سؤال عن الاوضاع التي كانت سائدة في ساحل العاج، يشير قطاف "في ابيدجان كنا قابعين وسط المعارك وقرب الحزب الحاكم المستهدف، واكثر مبنى للبنانيين استهدف كان مبنى "زورقط" والذي يحتوي على 29 مسكنا تم إخلاؤه كليا عبر الطائرات العسكرية الفرنسية بعدما حوصر بالمسلحين".
المدارس الفرنسية
وتوجه قطاف بالشكر الى "السيد جواد الموسوي مدير مكتب الميدل ايست في ابيدجان، لأن الرحلة من اكرا الى بيروت كانت على حساب الشركة من تمكن من الدفع دفع ومن لم يتمكن اتى على حسابها". وعند سؤاله عما اذا كانت الدولة اللبنانية تتحمل فعلا مسؤولية التأخر في إجلاء اللبنانيين هناك اوضح "ما حصل في ابيدجان هو ان العمليات كانت سريعة جداً ومفاجئة… فكرنا حينها بالتوجه الى بيروت عبر البواخر ولكن رأينا ان الموضوع غير وارد، اذ يتواجد في ساحل العاج ما يقارب الـ90000 لبناني وبالتالي كان المرفأ غير آمن، حتى ان المدارس الفرنسية لم تقفل ابوابها، ليوم الخميس حين اشتدت المعارك".
غياب الماء والكهرباء
من جهته كشف اسعد زعيتر الذي عاد الى لبنان هو وعائلته ان "الطائرات العسكرية الفرنسية قامت بنقلنا من ابيدجان وتحديدا من منطقة ماركوري الى لومي من ثم الى غانا"، وحول الاعداد التي كانت متواجدة في المعسكرات الفرنسية يشير زعيتر الى ان "المخيم كان يضمّ حوالى 2000 شخص بينهم 800 لبناني اكثريتهم من العائلات". متوجها بالشكر في ختام حديثه الى الدولة اللبنانية التي "قامت بما تقدر عليه" والفرنسية التي "عاملتنا كمواطنين من مواطنيها". وهو ما تؤكده بدورها صفا الحاج التي قالت "الجيش الفرنسي ساعدنا كثيرا وابقانا في مخيماته العسكرية تحت ظل حمايته بعدها قام بنقلنا عبر طائراته الحربية الى لومي حيث استقبلتنا الجالية اللبنانية وفتحت لنا بيوتها، من ثم توجهنا الى غانا وبعدها الى بيروت"، ونناشد "الحكومة والمسؤولين اللبنانيين العمل على مساعدة كافة الرعايا اللبنانيين هناك لاجلائهم حيث يرغب عدد كبير منهم بالعودة، وخصوصا انهم بدأوا يعانون من نقص المياه وانقطاع الكهرباء".

السابق
عملية بناء ناشطة على مشاعات الزهراني النبطية وصور
التالي
الحكومة مؤجلة: هل يعود الحريري؟