بعد اعتقالهم لاعتراضهم موكباً أميركياً في صيدا: اعتصام مفتـوح حتـى الإفـراج عـنهم

أمضت عاصمة الجنوب أمس، نهارا مليئا بالشائعات التي تحدثت عن واقع أمني مأزوم، وعن تصعيد بين الجيش اللبناني من جهة، و»التنظيم الشعبي الناصري» من جهة أخرى، على خلفية استمرار اعتقال الجيش الطلاب الثلاثة عبد الغني الغربي، عماد الغربي، وعبد الله حمود، الذين اعترضوا الموكب الأميركي في صيدا السبت الماضي. وقد ترافقت تلك الأجواء مع نقل الطلاب الثلاثة إلى المحكمة العسكرية في بيروت، حيث تردد أن «التتظيم» ينوي التصعيد في الشارع، من خلال الاعتصام وإحراق الإطارات المطاطية على الطرق.

وعلمت «السفير» أنه على ضوء ذاك، تحرك الجيش اللبناني، ناشراً لعدد من ناقلات الجند في ساحة النجمة وسط المدينة، حيث نصب «التنظيم الشعبي الناصري» خيمة اعتصامه، وأعلن رئيسه الدكتور أسامة سعد الاعتصام المفتوح، لحين الإفراج عن الموقوفين الثلاثة. كما شوهدت تعزيزات للجيش في ساحات وشوارع المدينة الرئيسية. وتؤكد مصادر مطلعة في المدينة على أنه «في ذلك الجوّ المحموم، تسارعت الاتصالات بين قيادة التنظيم والجيش اللبناني، عبر نائب مدير مخابرات الجيش العميد عباس إبراهيم، ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور»، الذي شوهد في ساحة النجمة ظهر أمس، يتابع الأوضاع ميدانيا. كما التقى سعد قرب خيمة الاعتصام، مع مسؤول مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوح صعب.

وأشارت المصادر إلى أن «الاتصالات أفضت إلى عدم لجوء التنظيم إلى التصعيد، وإعطاء المجال للمساعي الجارية لتسوية الموضوع. وأن لا شيء يدعو إلى القلق في صيدا. وأن خيمة اعتصام ساحة النجمة هي قائمة لفترة محدودة ولحين الإفراج عن الثلاثة، وقد استحصلت على «علم وخبر» من السلطات الرسمية المختصة. وليست مرتبطة بخيمة إسقاط النظام الطائفي في ساحة الشهداء». وبعد ظهر أمس، لوحظ أن الجيش اللبناني خفف من تواجده واستنفاره في ساحة النجمة.

وكان سعد و»شباب التنظيم»، يرافقهم «شباب التيار الوطني الديموقراطي»، قد بدأوا منذ ليل أمس الأول، وطوال نهار أمس، اعتصاما مفتوحاً في ساحة النجمة، والبقاء فيها ضمن خيمة نصبت وسط الساحة لحين اطلاق سراح الطلاب الثلاثة، رافعين صورهم وطالبوا بإطلاق سراحهم على الفور. وقد شهدت ساحة الاعتصام تجمعاً شعبياً. وأمضى قسم كبير من المعتصمين ليلتهم في الساحة، بحضور سعد وعدد من القيادات الوطنية، التي أعلنت تضامنها مع الطلبة. وأكد سعد على أن «شباب التنظيم سيواصلون اعتصامهم المفتوح إلى حين إطلاق سراح معتقلي الرأي الثلاثة»، مطالباً القوى الامنية اللبنانية بـ «إطلاق سراحهم على الفور».

ووزع الشباب المعتصمون قصاصات على المارّة، جاء فيها، «شارك معنا في الاعتصام المفتوح في الميدان حتى إطلاق سراح معتقلي الرأي الثلاثة، الطلبة الجامعيين الذين تم اعتقالهم منذ يوم السبت من قبل الأجهزة الأمنية، لأنهم تجرأوا على قول كلمة حق في وجه وفد السفارة الأميركية في صيدا. قالوا: لا لأميركا راعية الإرهاب الصهيوني، ورأس التآمر على لبنان والقضية الفلسطينية والأمة العربية. ولانهم قالوا: لا لجواسيس أميركا في صيدا عاصمة المقاومة». ومن القصاصات «يا للمفارقة المستنكرة: الأجهزة الأمنية تعتقل ثلاثة طلبة لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم، ودافعوا عن كرامتهم وكرامة لبنان، بينما هي تغضّ النظر عن العصابات المسلحة التي تروع المواطنين وتوقع الجرحى بينهم، وتطلق النار على البيوت!».
وكان سعد قد تلقى عددا من الاتصالات والرسائل، التي استنكرت اعتقال الطلاب الثلاثة وطالبت بالافراج الفوري عنهم، منها رسالة من «الحزب العربي الديموقراطي»، ورسالة من أمانة سر المنظمات الشبابية والطالبية اللبنانية.
وعقدت الأحزاب اللبنانية والقوى الوطنيّة والإسلاميّة في مدينة صيدا اجتماعاً ا برئاسة الدكتور أسامة سعد، حضره الشيخ زيد ضاهر عن حزب الله، فياض النميري عن «الحزب الشيوعي اللبناني»، وبسام كجك عن «حركة أمل»، وغسان عبدو عن «الحزب الديموقراطي الشعبي»، وبسام حشيشو عن «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، وقاسم غادر عن «حزب البعث»، والشيخ خضر الكبش عن «جبهة العمل الإسلامي»، والعميد سعد الدين الشريف عن «حركة المرابطون»، وبلال نعمة ومحمد ضاهر عن «التنظيم الشعبي الناصري». وتم التداول في قضية الطلاب الثلاثة الموقوفين. وتلا سعد البيان الصادر عن المجتمعين في ساحة الاعتصام، بحضور حشد شعبي وحزبي، حيث أكّد البيان على أن «الطلاب قاموا باعتراض سياسي مشروع تضمنه القوانين والأعراف الدولية». وطالب «السلطات اللبنانية بإطلاق سراح الطلاب فوراً، باعتبارهم معتقلي رأي». وشجب البيان «الاستفزازات الأميركية المتواصلة من خلال تجوال الوفود الأميركية في المناطق والأحياء الشعبيّة، التي عانت من سياسات الولايات
المتحدة على مرّ سنوات طويلة».

و حذّر سعد من «المساعي الهادفة إلى منع التضامن السلمي مع المعتقلين في ساحة النجمة تحت حججٍ واهية»، مؤكدا على «الاستمرار في التحركات الشعبية السلمية على كافة المستويات حتى إطلاق سراح الطلاب المعتقلين»، مشيراً إلى أن «المحاولة الاميركية لإجهاض الصوت العربي واللبناني المناهض للسياسة الأميركية هي محاولة يائسة، ولن تصل إلى شيء». كما أكد على أن «صيدا هي مدينة المقاومة، ولن يستطيع أحد أن يستوطي حيط صيدا وشبابها الوطني. فلا ننسى دعم الولايات المتحدة الاميركية للعدوان الصهيوني ضد لبنان بخاصة في حرب تموز من العام 2006». وطالب سعد السلطة السياسية اللبنانية بـ»تحصين لبنان ضد سياسات التدخل الأميركي في شؤون لبنان الداخلية».

السابق
أشرار يبرّرون شرورهم بقدوم أشرار
التالي
موظفو مستشفى حاصبيا: إضراب مفتوح لعدم دفع الرواتب