استطلاع في تركيا بمناسبة الثورات العربية

فيما ينزل الناس إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح في الشرق الأوسط وفي ليبيا، أجرت "مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية" استطلاعاً في تركيا عن صورة الشعب العربي كشف أن الأتراك يفضّلون المصريين بين الشعوب العربية.
أظهر الاستطلاع أن مصر هي البلد العربي الأكثر شعبية، مع 42.7 في المئة من الدعم، بين 20 بلداً عربياً. وتلتها السعودية وفلسطين واليمن وسوريا والأردن والمغرب والكويت وعمان والإمارات العربية المتحدة ولبنان والجزائر والسودان وليبيا. أما الصومال والبحرين وقطر والعراق فحلّت في المراتب الدنيا. أجري الاستطلاع الذي تولّى تنسيقه البروفسور طالب كوجوكجان في 12 محافظة تركية وشارك فيه 3040 شخصاً.
وقد كشفت النتائج أن 33.2 في المئة من الأتراك يكنّون مشاعر إيجابية حيال الشعب العربي، فيما يكنّ 39 في المئة مشاعر سلبية. وبالمقارنة مع الأتراك الأكبر سناً، الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئة العمرية 18-25 لديهم المشاعر الأكثر إيجابية.
عبّر 42 في المئة من الذكور الذين شملهم الاستطلاع عن مشاعر سلبية حيال العرب، مقارنة بـ36 في المئة من الإناث. وأبدى المجيبون ذوو المستويات التعليمية المتدنّية تفضيلاً للعرب أكثر من أولئك الذين يملكون مستويات تعليمية مرتفعة. وكذلك، فإن نسبة الأشخاص الذين يعملون في وظائف متدنّية الرتبة ويحبّون العرب أعلى من النسبة لدى أصحاب الوظائف الأرفع مستوى.

الأتراك يفضّلون
العرب على الأوروبيين

كشف الاستطلاع أيضاً أنه لدى سؤال الأتراك من يفضّلون أكثر، العرب أم الأوروبيين، يختار معظمهم العرب.
وقال 25.3 في المئة من المجيبين إنهم يوافقون تماماً على النظرة التي تعتبر أن العرب أفضل من الأميركيين والأوروبيين، في حين قال 19.9 في المئة إنهم يوافقون عليها في شكل عام. أما نسبة غير الموافقين فهي 32.7 في المئة.
قال نصف المجيبين تقريباً، 46.9 في المئة، إنهم يعتقدون أن العرب ينغمسون في اللاأخلاقية، فيما اعترض 18 في المئة على هذه المقولة. وقد قال الباحثون إن تصوير العرب في الثقافة الشعبية والإعلام والسينما بأنهم ينغمسون في المسائل اللاأخلاقية يؤدّي دوراً كبيراً في تعزيز هذه النظرة إليهم. وأضافوا أن الإشارات المماثلة إلى العرب في الحكايا والأمثال الشعبية يؤثّر أيضاً في شيوع هذه النظرة عن الشعب العربي.

"العرب مفرطون
في تديّنهم وخمولهم"

تعتبر غالبية من الأتراك، 47 في المئة، أن العرب "مفرطون في تديّنهم وخمولهم"، في حين لا يوافق 32.4 في المئة على هذا القول.
قال أكثر من نصف المجيبين، 50.5 في المئة، إنهم يوافقون على النظرة التي تعتبر أن "العرب كسالى ولا يشعرون بالحاجة إلى العمل". وقد ذُكِر في الاستطلاع أن الطريقة التي يُصوَّر بها العرب في الثقافة الشعبية والإعلام تؤدّي دوراً في هذه النظرة.

الأتراك لا يثقون بالعرب

سئل المشاركون في الاستطلاع أيضاً عن آرائهم حول الاعتقاد السائد على نطاق واسع في تركيا بأن "العرب خانوا الأتراك [خلال الحرب العالمية الأولى]". وقد أيّد 45 في المئة من المجيبين هذا الاعتقاد، في حين قال 30.1 في المئة إنهم لا يوافقون عليه.
ورداً على مقولة "يؤمن الأتراك والعرب بالدين نفسه، يستطيع الأتراك أن يثقوا بالعرب في الأزمنة الصعبة"، قال 38.9 في المئة إنهم يوافقون على هذه النظرة في حين قال 27 في المئة إنهم غير موافقين، وقال 24.1 في المئة إنهم لا يريدون التعليق على هذه المسألة، مما دفع بالباحثين إلى الاستنتاج بأن هناك "مشكلة ثقة بين الأتراك والعرب". وقالت غالبية المجيبين، 43.6 في المئة، إنها تعتقد أن "العرب قذرون"، في حين لم يؤيّد 36.8 في المئة هذه المقولة.
سئل المشاركون أيضاً في الاستطلاع عما سيكون رد فعلهم في حال جرى ضم اليونانيين والعرب والبوسنيين إلى حياتهم اليومية، فقال 48.5 في المئة إنهم لن ينزعجوا لنيل بوسني الجنسية التركية، وقال 42.5 في المئة إنه لا يزعجهم أن يصبح عربي مواطناً تركياً. لكن النسبة انخفضت إلى 21.3 في المئة في حالة اليونانيين. قال 24 في المئة إنه لا يزعجهم أن يكون لديهم أصدقاء يونانيون؛ لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 42 في المئة في حالة العرب و52 في المئة في حالة البوسنيين.
(نسرين ناضر -النهار)

السابق
الانباء: العملية الحكومية عمليا أمام 3 احتمالات
التالي
ماروني: حكومة “حزب الله” وشيكة