يارين وأدت “فتنة” بين مجدليون والمصيلح

(خاصّ الموقع) 
رغم الخلافات الكبيرة، والتي تبدو مستعصية هذه الأيام بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، فإنّ النائب بهية زارت بري الأربعاء الماضي، متخطية هذه الخلافات. والسرّ هو البحث في شؤون بيوت أهالي بلدة يارين، المقيمين في محيط بلدة البيسارية.
ويارين، لمن لا يعرفها، هي بلدة سنّية، محاذية للشريط الحدودي مع فلسطين، وتحيط بها العديد من القرى، مثل الضهيرة، مروحين ورامية، وتقع ضمن نطاق قضاء صور, وهي تبعد نحو 114 كلم عن العاصمة بيروت، وترتفع 420 مترا تقريبا عن سطح البحر، وتمتد عل مساحة تقدّر بـ327 هكتارا. أمّا عدد سكانها فيزيد 3000 نسمة تقريبا.
لكن ما هو سر تجمّع أهالي يارين في بلدة البيسارية؟ وما الذي يجري هناك؟
موقع janoubia.com تحرىّ عن الموضوع وجمع بعض المعلومات، أهمها إتصال مع مختار بلدة يارين سامر العقلة الذي شرح سبب إقامة أهالي يارين في محيط البيسارية، معللا بأنّه "جراّء التهجير الذي تعرّض له أهالي البلدة عام 1978 نزح المهجّرون الى بلدة البيسارية في الزهراني. وبسبب النمو الطبيعي، سرعان ما ازدادت أعدادهم وأسّسوا حيّا خاصا بهم في البلدة، هو أقرب الى التجمع".
ويتابع المختار الذي يعالج الموضوع حاليا: "هذا التجمّع يضم سكانا من 17 قرية جنوبية، لكنّ غالبيتهم من أهالي بلدة يارين، بنسبة تتراوح بين 80 و85 في المئة. ونتيجة الحرمان والوضع المعيشي السيء عمد هؤلاء الأهالي الى البناء بطريقة عشوائية، وتمددوا، سكنيا، بشكل عامودي، وذلك على أراضي المشاعات التابعة للدولة أو للبلدية".
وبما أنّ مساحة بلدة البيسارية صغيرة، هي التي لا تضم أكثر من 137 منزلا، عمدت المحافظة، وبقرار من وزارة الداخلية والبلديات، على وقف رخص الترميم. وما جرى أنّ القرى المجاورة للبيسارية لم تتقيّد بهذا القرار، على ما يقول أهالي "التجمع"، ولم تكترث له، واستمرت في عملية البناء العشوائي. وهكذا فعل أهالي يارين، الذين، أسوى بغيرهم، على ما يصرّحون، لم يطبقوا قرار الوزارة، ما استدعى من الأخيرة التحرّك لمنع التعديات. هنا قام الأهالي بتنفيذ اعتصام على مدخل البيسارية وأحرقوا الإطارات، ورفعوا لافتات عدة كتبوا عليها: "كلن شيعة وسنية متحدين، من حانين ومن يارين"، الأمر الذي تطوّر الى احتكاك مع القوى الأمنية"، يقول المختار.
هنا تجدر الإشارة إلى أن أهالي يارين هم من المسلمين السنة، في محيط شيعي، ويعتبرون أنّ "تيار المستقبل" هو مرجعيتهم السياسية، حيث أنّ رئاسة بلديتهم في الدورتين السابقتين فاز بها "المستقبل". وحين دخلت القوى الأمنية الى البلدة وقمعت 12 مخالفة يوم الجمعة الماضي، أجرى الأهالي اتصالات بمرجعياتهم السياسية طالبين مساعدتهم على حل المشكلة. ثم توجهوا نهار السبت لزيارة النائب بهية الحريري وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي وقائد الدرك، كما زاروا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.
وبحسب المختار فإنّه تم الإتفاق على أنّه لا يوجد مخرج قانوني للمشكلة، حيث أنّ ما جرى يحتاج إلى تشريع من مجلس النواب: "لكن تبين أنّه يمكن السماح بتمرير بعض المخالفات في بعض الحالات الحرجة وغض النظر عنها"، يقول أحد وجهاء البلدة.
أمّا فيما يتعلّق بالتدخلات السياسية من قبل جماعات معينة، وسبب زيارة النائب الحريري للرئيس بري، فقال العقلة: "إلتقيت الخميس بالنائب بهية، وعرضنا تخوفنا من أن تأخذ الأمور منحى طائفيا، لأن القرى المحيطة بنا شيعية وغير مسموح لها بالترميم والبناء"، وتابع: "هناك بعض التحريض الذي يهدف الى إيجاد خلاف سنّي – شيعي. لذا قامت الحريري بزيارة إلى بري لتخفيف الاحتقان، ورفعت يدها عن أي مخالفة تحصل".
أما الخطوة التالية التي سيتخذها الاهالي فهي إكمال أعمال الترميم والبناء في بيوتهم حتى نهاية نهار الجمعة، وهي المهلة التي أعطتها القوى الأمنية لهم لإنهاء الأعمال، وبعدها، ستتتأكد القوى الأمنية من انتهاء عملية البناء، وأي مخالفة فردية ستلحظها سوف يتحمل القائم بها المسؤولية القانونية كاملة".
هكذا تمّ "تمرير" اتفاق على ما يبدو، قضى بإنهاء الإشكالات وغضّ النظر عما جرى ويجري، مع التعهّد بعدم القيام بـ"موجة" بناء أخرى في القريب. وهكذا تم إنجاز "محاصصة" أخرى، عنوانها "فضّ خلاف سنّي – شيعي" و"وأد فتنة جنوبية".
عاش الجنوب منارة للتعايش.

السابق
غيوم سورو يقول إن غباغبو يعيش ساعاته الأخيرة في السلطة
التالي
عباس سلّم المخطوفين السبعة الى فريق آخر خارج لبنان