بين الحفرة والحفرة… حفر على طريق صور

قبل نحو شهرين، على الطريق الدولية بين صيدا وصور، وضمن النطاق العقاري لبلدية العباسية، لقي الشاب حسن نجمة (18 عاماً) حتفه وجرح صديقه هاشم السلمان إثر اصطدام سيارتهما بشاحنة عند مفترق قدموس. وفي ظروف الحادث، حاول كل من نجمة وسائق الشاحنة اللذين كانا يسيران باتجاهين معاكسين، في الوقت ذاته تجاوز حفرتين على جانبي الطريق فتصادما وجهاً لوجه. وفي مكان آخر من الطريق بالقرب من مفترق بلدة الخرايب، وقع رئيس بلدية العباسية نفسه في حفرة أثناء مروره بسيارته في وقت متأخر من الليل. تضرر الإطارات الناجم عن قوة الارتطام في الحفرة العميقة سببه أنّ الرئيس لم يلحظها بسبب مياه الأمطار التي كانت تغطيها، فضلاً عن غياب الإنارة في الشارع.
غزارة الأمطار خلال فصل الشتاء، أدّت إلى تزايد حجم الحفر وعددها، وبالتالي تضاعف عدد المتضررين وحجم الأضرار الناجمة عنها. وإذا ما نظرنا الى الطريق بين أبو الأسود وصور، نجد أنها باتت أشبه بلعبة السلّم والثعبان. فالسيارات تتلوى كالأفعى، خلال محاولة سائقيها التهرب من الحفر المنتشرة بالاتجاهين و«المسلّم الله». فما الحل؟.

بما أن وزارة الأشغال العامة هي المسؤولة عن صيانة الطرق الرئيسية، فإن «القصة مطوّلة» بحسب رؤساء البلديات الممتدة على طول الطريق. فالمكتب الإقليمي للوزارة ـــــ فرع الجنوب، أعلم الرؤساء بأن «لا إمكانية لصرف اعتمادات أو لحظ مشاريع جديدة قبل تأليف الحكومة الجديدة». تجدر الإشارة الى أن المجالس البلدية ليس من صلاحياتها التصرف بالطرق العامة، هذا لو امتلكت الإمكانات المادية للقيام بذلك في الأساس. وعليه، يجب على المواطنين أن يتجنبوا الوقوع في الحفر التي حفرتها الأمطار وإهمال الدولة لهذه الطريق الدولية التي حظيت آخر مرة «بحفلة صيانة» في عام 1993.

أما من مفترق العباسية حتى مفترق الحوش عند مدخل صور الجنوبي، فالطريق التي كانت على قدر من السوء، صارت غير قابلة للعبور منذ أن ضربت آلة أحد المتعهدين فيها قبل أكثر من عام خلال تمديده لشبكة الصرف الصحي من بلدات القضاء نحو محطة البقبوق لتكرير المياه المبتذلة المزمع إنشاؤها على شاطئ العباسية.

مدّد المتعهد المكلف من مجلس الإنماء والإعمار شبكته، إلا أنه لم يُ0عد الطريق الى الحال التي كانت عليها قبل بدء الأشغال، بحسب ما ينص عليه العقد الموقّع بينه وبين اتحاد بلديات صور. كرّر الاتحاد مناشدته مراراً من دون جواب، الى أن اتحدت كل من بلديات صور والبرج الشمالي والعباسية المعنية عقارياً، وطالبته بوضع جدول زمني لإنجاز ترقيع الحفر. وأخيراً، انتهى المتعهد الى ترقيعها بالبحص في مقاطع متباعدة من الطريق التي بقيت «ممراً غير آمن» للسيارات.
لكن الأمطار سرعان ما هطلت بعد حملة الترقيع «لتعري» الحفر من جديد وتؤكّد أن الحل يجب أن يكون شاملاً ودائماً وليس مؤقتاً. فالمواطنون عادوا الى لعبة السلّم والثعبان. وتتعدّد حوادث السير التي ينجم معظمها عن اصطدام السيارات ببعضها أثناء محاولة السائقين تجنب السقوط في الحفر.

معرض الحفر لا ينتهي عند هذا الحد، بل يمتدّ الى الشوارع الداخلية في مدينة صور. وللغاية، رقعت البلدية الحفر بطبقات من البحص رغم أنها سرعان ما تتطاير مع أول «شتوة». ويقرّ رئيس بلدية صور حسن دبوق بأن تلك الإجراءات لا تعدو حلولاً مؤقتة، بانتظار استئناف عمل مجابل الزفت خلال الأسبوع الجاري. حينها ستبادر البلديات بالاستحصال على إذن من الوزارة لترقيع الحفر بالزفت، بانتظار الحل الشامل.

السابق
“انتفاضة” مخالفات البناء مستمرّة في الزهراني
التالي
النابلسي استقبل وفدا من “عصائب اهل الحق – العراق”