عيد البشارة في النبطية..دعوة تصالحية مع الذات

(خاص الموقع)
إن أبغض مناهج البشارة هي الطائفية،فهي عدوة الوحدة الوطنية،ولأن البشارة هي للوحدة فجاء غحتفال عيد البشارة في مدينة النبطية بمثابة البشارة الجديدة التي جمعت المسملمين والمسيحين في كنف الإحتفال بعيد البشارة،بشارة السيدة مريم بإبنها المسيح عيسى بن مريم،الذي نظمته جمعية "أبناء مريم ملكة السلام" بالتعاون مع بلدية النبطية وثانوية السيدة للراهبات الانطونيات، وذلك في قاعة مار انطونيوس في ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية حشد كبير من أبناء الطائفيتين المسيحية والمسلمة وفاعليات سياسية حزبية دينية وثقافية
النشيد الوطني اللبناني أفتتاحاً، ثم تلا الشيخ حسين بحمد آيات من القرآن الكريم، تلاه قراءة من الانجيل لشربل يونان، ثم تقديم من عضو بلدية النبطية الدكتور عباس وهبي،
ليلقي الرئيس الاول لمحكمة الاستئناف في محافظة النبطية القاضي برنار شويري كلمة رأى فيها"نحن في جبل عامل،نسعى إلى أن يكون لهذا الجبل وحدته المعنوية فوق الحواجز الجغرافيا، وفوق التقسيمات الادارية ، انه بلاد بشارة، ولن نضيع في أصل التسمية بل آمل أن يكون هذا الجبل بلاد البشارة، فإن سألت عن جبل عامل قالوا بلاد البشارة، وإن قلت أين بلاد البشارة، قالوا جبل عامل.
أما رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل فلفت الى أنه"ليس عجباً،أن يحتفل المسلمين والمسيحين بعيد البشارة، فالجميع مسلمين ومسيحيين ينظرون الى السيدة مريم نظرة قداسة، ولها خصوصية كبيرة في الاسلام،وهذا الايمان المشترك بقداستها هو بمثابة جسر يعزز العيش المشترك والمودة بين الطوائف الاسلامية والمسيحية.
ولذا"نحن بحاجة الى النظر في القواسم المشتركة، وفيما يجمعنا وليس فيما يفرقنا، وما مدينة النبطية إلا خير دليل على ترجمة هذه القواسم المشتركة.
وقد ركز مطران صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك ايلي بشارة الحداد على أهمية التكاتف بين المسيحيين والمسلمين للخروج معا الخروج من منطق الدفاع عن الطائفة لنلتزم في العمل على خير الجميع،لنواجه المشاكل الحالية الملحة مثل الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الانسان والاغتراب والهجرة ونتائج العولمة والازمة الاقتصادية والعنف والتطرف والحياة،والطائفية التي قال عنها "أنها ابغض المناهج على البشارة لأنه تولد المذهبية،في وقت نحن بأمس الحاجة لان نفهم من جديد ما يريده الله منا، معا وليس متباعدين عن بعضنا، تائبين وليس مدينين لبعضنا، مصلين وليس متفرجين على بعضنا،مستنيرين بالثقافة اللبنانية التعايشية،لأن المهم هو الانسان المبشر في المسيحية والاسلام والامين لقيم الاديان لا المختبىء وراءها دون ان يطبقها.
فيما شدد إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين على ما شهده لبنان من نزاعات على خلفية دينية وطائفية وحروب دامية وضروس ليس مردها الاديان،الذي أعادها صادق الى الجهل بديانات وطوائف بعضهم البعض بل وجهل الكثير من ابناء هذه الديانة او تلك لنفس ديانتهم ، ما يفضي هذا الجهل والانسان عدو ما يجهل من العصبيات.
لافتا الى أن:"ما يعزز القناعة بخلاص لبنان انما هو في التحرر من قيود وأغلال الطائفية السياسية،وبإعتماد قانون المساواة والحقوق بين كل أفراد الشعب اللبناني على أختلاف انتماءاته الدينية والمذهبية والسياسية، وأعتماد الكفاءة في الوظيفة الحكومية وإدارات مؤسسات الدولة وإقرار قانون أنتخابي سليم أكثر قدرة على إدخال النواب الحقيقيين والممثلين الشرعيين للشعب الى البرلمان

ثم القى رئيس جمعية "ابناء مريم ملكة السلام" المحامي حسين جابر كلمة اعلن فيها اننا في هذا اليوم المجيد الذي تغير فيه وجه التاريخ ننحني خشوعا امام طهارة السيدة مريم وقداستها، التي لا يقتصر دورها فقط في ولادة يسوع المسيح بل اعطاها الله القدرة في دائرة انسانيتها وفي اوضاعها الخاصة لاكثر من هذه المهمة،
بعد ذلك قدمت ثلة من براعم ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات تراتيل مريمية.

السابق
“سورية أقوى من الفتنة”
التالي
التحولات في المنطقة وأثرها على الكيان الصهيوني