لاءات 14 آذار في ميزان شباب الأحزاب

“لأ لوصاية السلاح”، “لأ للغدر،”لأ للطائفية”… بضع لاءات بدت كافية لإثارة شهية النقاش بين الوزراء والنواب. فالوزير محمد جواد خليفة اعتبرها غير “موفقة”، في حين رأى النائب وليد جنبلاط أنها تثير “العنصرية” و”التحريض”.

الشعارات في لبنان، كما في مختلف دول العالم، تشكل مقدّمة لأي تحرّك شعبي أو سياسي. في هذا الإطار، يوضح عالم الاجتماع الدكتور ميشال سبع لـ “الجمهورية”، “أنّ القبائل القديمة كانت أوّل من استخدم الشعارات لمهاجمة القبائل الاخرى وإخافتها، عبر استخدام رايات من القماش، أو رفع الجماجم وأحيانا العظام على رؤوس الرماح”. ويضيف:”الشعار نوع من التوطئة النفسية لمهاجمة الآخرين، ومحاولة الضغط عليهم، ومع دخول وسائل الإعلام وتطورها، انتقلت الشعارات من الصورة إلى الكلمة المقروءة أو المسموعة أو المرئية”.

وعشية إحياء الذكرى السادسة لـ “ثورة الأرز”، سرعان ما انتقل الجدل الذي أثارته الشعارات بين السياسيين إلى صفوف الشباب، “كي لا نصف العناوين المرفوعة بأنها كاذبة، فهي غير مقنعة”، هذا ما عبرت عنه الناشطة في “التيار الوطني الحرّ” غريس مخايل، مضيفة: “لا شك في أن الشعارات المستخدمة هي لتجييش الشارع فقط وحشد أكبر عدد ممكن من الشباب”.

في السياق نفسه، تؤكّد مخايل أنّ “ثورة الأرز الثانية لن تشبه نظيرتها، وتقول: “بعد انسحاب الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى جانب عدد كبير من السنّة الذين شاركوا في استقبال الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في طرابلس، تخسر الذكرى في العام الجاري أحد أوجهها وجانبا من المشاركين”. وتوقفت عند شعار “لأ لوصاية السلاح”، مستغربة: “لماذا الحديث عن السلاح في وقت ظهر أيام الشهيد رفيق الحريري؟” وتؤكّد أنها ستكون أوّل المطالبين بنزع سلاح حزب الله، “لكن بعد سحب السلاح الفلسطيني من المخيّمات”.

بدوره، يعبّر نائب رئيس لجنة الشباب والشؤون الطلابية في “التيار الوطني الحر” أنطون سعيد “أن الشعارات المرفوعة هي أقرب إلى الوقوف على الأطلال والبكاء على فقدان 14 آذار زمام الحكم”. ويضيف: “يستغل قادة ثورة الأرز شعارات محدّدة للاستثمار السياسي، وكيفية العودة إلى السلطة”. ويتساءل:”لماذا لم يتم إحياء الذكرى في 14 شباط؟ لا شك في أنّ المسألة استلزمت معهم مزيدا من الوقت لتوفير الحشد اللازم لها”.

في المقابل، يعرب منسّق اعلام قطاع الشباب في تيار “المستقبل”، عبد السلام موسى، عن انزعاجه من التسرّع في انتقاد شعارات 14 آذار، ويقول: “يبدو أنّ بعضهم منزعج من الحقيقة ويتخوّف منها. لذا، يحاول أخيرا إفراغ عناوين الذكرى من مضمونها”. ويضيف: “بعد خروج الجيش السوري أصبحنا نشهد وصاية السلاح، ففي كل مرة نعود فيها إلى الحوار، يستخدم السلاح ويوضع على الطاولة”.

ويرد موسى على كل من يعتبر ان قوى 14 آذار انهمكت في وضع الشعارات من دون طرح الحلول، فيقول: “حين نرفض السلاح غير الشرعي، نعني أننا نريد السلاح الشرعي بديلا. ربما غاب عن بال بعضهم ان طاولة الحوار من أبرز البدائل والحلول التي طالبنا بها، إضافة إلى المحكمة الدولية التي من شأنها ان تضع حدا لسلسلة الاغتيالات… لكن على ما يبدو يَلي تحت باطو مسلّة بتنعرو”.

من جهته، ينتقد رئيس طلاب الجامعة اللبنانية في الكتائب يوسف عبد النور، اعتبار بعضهم “أن الشعارات عينها تتكرر من عام إلى آخر”، فيقول: “بعد المراجعة الذاتية التي أجرتها قوى 14 آذار، وأعادت قراءة المرحلة المنصرمة، كان لا بد من التشديد على الثوابت الأساسية، والتذكير بها، عبر رفع تلك الشعارات، ومنها تمسّكنا بالمحكمة الدولية”.

ويضيف: “أتفهّم رفض 8 آذار لشعاراتنا، لكن استغرب هجوم النائب جنبلاط، ولو أنه لم يعد في قوى 14 آذار، فهل نسي انه كان دوما السبّاق إلى رفع شعاراتنا والمناداة بها عبر المنابر؟”

من الواضح أن تفسير الشعارات يختلف في صفوف الشباب، ويتنوع وفق انتماءاتهم السياسية، ولكن يبقى السؤال: أين الشعارات التي يطلقها سياسيو لبنان من التطبيق؟

السابق
إحتفال لـ”امل” في ذكرى شهدائها في الحدث
التالي
احتفالات تكريمية للمعلمين في الدوير وحبوش وحاروف