لبنان خلال أشهر بين حربيّن؟

احمد عياش

لم تعر وسائل الاعلام المنضوية تحت لواء “حزب الله” إهتماما بالموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بالامس امام الكونغرس الاميركي والمؤيد لعودة النازحين السوريين في لبنان الى ديارهم.الى جانب الاهمية التي ينطوي عليها هذا الموقف، الذي يأتي مباشرة بعد زيارة بومبيو للبنان، يتحدث عن “كيفية تأمين الولايات المتحدة وشركائها العرب الظروف المناسبة على الارض في سوريا” لكي يتمكن هؤلاء النازحون من العودة الى بيوتهم…وهو موضوع ستكون الخارجية الاميركية في الصفوف الامامية لتحقيقه”. ويرجح المراقبون ان يكون عدم إهتمام الحزب إعلاميا بالموقف الاميركي الجديد ،مرده الى انه ينسف نظرية عودة النازحين عن طريقة المبادرة الروسية عبر بوابة التنسيق مع النظام السوري.ولعل هذا الامر، يفسر ان قناة تلفزيونية محلية مرموقة، تمارس حاليا نهج المحاباة مع العهد والحزب معا، تجاهلت عبارة بومبيو “الولايات المتحدة وشركائها العرب”.ما يعني ان مسار الاحداث مستقبلا في سوريا سيمر عبر الجهات التي لن ترضى ان يكون النظام السوري بزعامة بشار الاسد في دمشق عندما يحين موعد الحل النهائي للازمة في سوريا.

اقرأ أيضاً: «تجديد» حزب الله: إجراءات تنظيمية.. مدنية وعسكرية

غداة القصف الاسرائيلي الجديد لمواقع عسكرية إيرانية في حلب ، ترددت معلومات في بيروت تشير الى إحتمال “إندلاع حرب إسرائيلية ضد حزب الله في الفترة القريبة وان هناك تحضيرات إسرائيلية لعملية عسكرية موسعة. “وكان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وخلال كلمته المتلفزة قبل أيام، التي خصصها للرد على مواقف الوزير بومبيو في بيروت ،أعلن “ان الخيار الوحيد أمام السوريين ليستعيدوا الجولان واللبنانيين ليستعيدوا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من أرض الغجر ،والخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة هو المقاومة والمقاومة والمقاومة…”وإستشهد بإطلاق صاروخ من غزة والذي سقط في شمال تل أبيب وكيف تسبب بـ”حالة الهلع والخوف والرعب التي إنتابت هذا الكيان الذي هو اوهن من بيت العنكبوت..”
على الجانب الاقتصادي ،إنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي في الايام الماضية موضوع حمل عنوان “ترقب انهيار الدولة اللبنانية بين الربع الاخير لسنة 2019 والربع الاول لسنه 2020”. وجاء فيه: “من المتوقع في نهاية العام الحالي ان تتخطى كلفة خدمة الدين العام وعجز الكهرباء جميع ايرادات الدولة فلا تبقى ليرة واحدة لدفع اجور الموظفين في القطاع العام من جيش وقوى امنية ومؤسسات تربوية وغيرها.”
قبل أشهر طرحت دوائر قريبة الصلة برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عبر “النهار” أسئلة تتصل بتنفيذ موجبات مؤتمر “سيدر” هي الاتية :”هل هناك إستقرار سياسي وقانوني وقضائي؟ هل هناك إستقرار إقتصادي؟ المالية العامة في هذا البلد هل هي قابلة للاستمرار، أم انها امام عجز كبير؟” لا جدال في ان هذه الاسئلة حظيت بإجوبة اليوم تؤكد منحاها السلبي! هل هذا يعني ان لبنان عالق هذه السنة بين حربيّن؟

السابق
ماكرون يرفض الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
التالي
تجاوزات مالية من بعض المقيمين الإيرانيين