زلزال في «حزب الله»: عقاب نواف الموسوي رأس جبل الجليد؟

احمد عياش

ماذا يدور خلف الكواليس في “حزب الله”؟سؤال تضج به الاوساط القريبة من الحزب ،لكن بصمت تفاديا لإثارة الاهتمام على المستويات العلنية. لكن هذا الصمت لم يبق مكتوما فيما يتعلق بالقرار الذي اتخذه مجلس شورى حزب، وهو الهيئة القيادية الأعلى، وقضى بتجميد كل الأنشطة النيابية والسياسية والحزبية والإعلامية للنائب نواف الموسوي، وذلك لمدة سنة كاملة. فما هي المعطيات التي لم يجاهر بها الحزب حتى الان؟
في معلومات لـ”النهار” من اوساط شيعية ان “حزب الله” بدأ منذ شهور يتصرف على أساس انه سينسحب من سوريا في صورة نهائية. وقد بدأ يترجم هذا السلوك في الانتخابات النيابية الاخيرة التي قرر ان تنتهي الى احراز فوز باهر فيها.وقد حقق فعلا هذا الهدف ،ليس فقط في مواجهة خصومه ،لا سيما تيار “المستقبل” فحسب، بل حقق هذا الفوز في وجه حلفائه وتحديدا حركة “أمل”.ودعت هذه الاوساط الى مراجعة نتائج تلك الانتخابات لكي يتبين انها تميّزت بفارق لافت في عدد الاصوات التي نالها مرشحو الحزب مقارنة بتلك التي نالها حلفاؤه في الدوائر نفسها، وهذا الامر سرى على الرئيس نبيه بري.ووفق الكتاب الذي أصدرته “الدولية للمعلومات” عن هذه الانتخابات النيابية في 6 أيار الماضي، حلّ “حزب الله” اولاً بحصوله على أكثر من 342 الف صوت فيما حل “التيار الوطني الحر” ثانياً وتلاه تيار “المستقبل” ومن ثم حركة” أمل”. وبفضل اصوات الحزب، وفق موقع “الكلمة اون لاين” الالكتروني،نال الرئيس بري في قضاء الزهراني 42137 صوتاً، مقابل علي عسيران على لائحته الذي نال 3203 صوتاً. في حين حصل النائب محمد رعد على أصوات أعلى من الرئيس بري في النبطية وحصل على 43797 فارق 1500 صوتاًَ. اما في بيروت، فقد تباهى قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، وفق ما نقلت عنه وكالة ابناء فارس، ان الفائر الاول في العاصمة (محمد خواجه) “ينتمي الى حزب الله”.

اقرأ أيضاً: ليلة القبض على نواف الموسوي.. عثرة النائب في «المسيرة الإلهية»

بعد الانتخابات ، بدأ “حزب الله” ينفذ جدول أعمال كانت باكورته تشكيل الحكومة التي كان له فيها ما اراد ،سواء ما يتعلق بحصوله على حقيبة وزارة الصحة بالرغم من الاعتراض الاميركي والتردد الغربي، او فيما يتعلق بتوزير من يمثل الكتلة السنيّة التي وصلت الى البرلمان بدعمه.
ماذا بعد الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة؟ تقول الاوساط الشيعية نفسها، ان الحزب يتصرف من منطلق انه صار وجها لوجه امام مهمة إدخال الدولة الى مربعه، وليس دخول الحزب الى مربع الدولة، كما حصل بعد إتفاق الطائف عام 1989 عندما جرى حلّ الميلشيات وتم إستيعاب عناصرها ضمن المؤسسات الامنية بعد تجريدها من السلاح بإستثناء “حزب الله” بقرار سوري ايام رئاسة حافظ الاسد. ومن الامثلة المبكرة على هذا التصرف، ما قام به في الايام الماضية وزير الصحة جميل جبق ،التابع للحزب بالاعلان عن التوسع في الانفاق بعيدا عن الموازنة، من دون ان يصدر توضيح من الجهات المسؤولة عن المال العام. وفي موازاة ذلك، علمت “النهار” ان الحزب يستعد قريبا لطرح حصته في وظائف الفئة الاولى ضمن اول دفعة تعيينات يتم الاتفاق على إصدارها، ما يعني ان زمن إحتكار حركة “أمل” لهذه المناصب قد ولىّ الى غير رجعة.
في سياق متصل، لاحظت اوساط نيابية، ان مثابرة “حزب الله” في فتح ملف الفساد، والمكلف به رسميا من القيادة النائب حسن فضل الذي أطل أخيراً بمؤتمر صحافي لهذه الغاية، يأتي في إطار الامساك باوراق الضغط على الواقع الرسمي بدءا بحليفه الشيعي كي يجري إخماد اصوات الاعتراض من أي نوع كان. وضمن هذا التوجه، يتفادى الحزب فتح أي جبهة تؤدي الى الانحراف عن هذا الهدف. وقدّرت الاوساد ذاتها ان يكون النائب الموسوي قد دفع ثمن سلوكه الشخصي الذي أدى الى الى وضع الحزب في مواجهة المسيحيين من دون طائل.
في موازاة ذلك، توقف المراقبون بإهتمام عند المواقف التي أطلقها أخيراً أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني، من أن بلاده “حققت 90 في المائة” من أهدافها في سوريا. وأشار شمخاني في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء الإيرانية نشرته السبت الماضي الى أن إيران “ستبقى في سوريا وتحارب الإرهاب لطالما تريد الحكومة الشرعية في سوريا هذا الأمر”. ويعود إهتمام المراقبين بما ادلى به شمخاني الى ان انها توحي بإحتمال الاعلان عن إنكفاء الدور الايراني في سوريا بذريعة قرب انتهاء الحاجة اليه. أما قول شمخاني، ان بقاء الدور العسكري الايراني في سوريا مرتبط بقرار “الحكومة الشرعية” هناك، فلا يعدو كونه إخراجاً لما تمليه الحسابات التي تقودها روسيا في هذا البلد.
على رغم ان كل الاحتمالات مفتوحة في سوريا، أفادت مصادر شيعية قريبة من “حزب الله” انه للاسبوع الرابع على التوالي يستفيق اللبنانين الذين يقومون بزيارة دمشق، ويباتون ليلتهم في الفنادق القريبة للسيدة زينب على تكسير زجاج سيارتهم المتوقفة قرب المقام .وعند سؤال احد هذه المصادر عن الامر، ولماذا يتم السكوت عنه، وهل الامر من فعل أشباح أجاب: “أكيد مش اشباح بس مش كل العالم بتحبك بسوريا او في غير سوريا… لو كان كل العالم معنا ما كنا وصلنا لهون، الله يستر”. وقد ترافقت هذه المعطيات مع شريط مصوّر إنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن مشاهد لتكسير زجاج السيارات التي تحمل لوحات لبنانية متوقفة قرب مقام السيدة زينب ومعه صوت أمرأة تشرح الحادث واصفة الامر بأنه”عملية تخريب مش اكتر”.
أقل ما يقال، بحسب الاوساط الشيعية، ان ما يجري حاليا في “حزب الله” هو زلزال”. أما ما خرج الى العلن بحق النائب نواف الموسوي، ليس سوى “الجزء الظاهر من الجليد”!

السابق
وزير إسرائيلي: صفقة القرن تهدد وجود الدولة العبرية
التالي
مايكل جاكسون ضحية اعتداء جنسي!