عندما يُمنع الفقراء في لبنان من بيع الكعك!

بائع الكعك
بعد خسارة "أبو علي" عربته في الحمرا.. هكذا ستكون نهاية مشكلته..

في كل مرة تتخذ فيها الدولة ازالة المخالفات، يقع ضحيتها الفقراء مع ان النافذين لا يتوقفون عن التعدي على الاملاك البحرية والمرافق العامة.

تلاحق السلطة عربة خضار او كعك لفقير يبحث عن تحصيل الف ليرة من عرق جبينه كي يعيش ويؤمن الغذاء لاولاده، وآخر الضحايا هو الذي كشف عنه المحامي حسن بزي عبر صفحته الخاصة فيسبوك حيث نشر بزي عبر حسابه منشورا عن بائع الكعك الستيني محمد علي جواد الذي يعمل على عربته منذ سنوات طويلة أمام مدخل مستشفى الجامعة الأميركية.

وكتب بزي: “منذ ثلاثة أيام قامت دورية من قوى الأمن الداخلي باعتقاله وسوقه إلى الفصيلة المختصة حيث نظم بحقه ضبط بجرم بيع الكعك على عربة دون ترخيص وتم إتلاف عربته أمام ناظريه ضمن حرم الفصيلة.

بعد إبلاغي بالأمر قمت بالإتصال بآمر الفصيلة للإستفسار عن واقعة تكسير وإتلاف العربة حيث أكد لي بكل احترام صحتها ولكنها تمت استناداً الى تعميم صادر عن قيادة الدرك بسبب عدم وجود مرائب لحجز هذا النوع من العربات”.

واشار بزي في منشوره إلى أنّ محمد علي جواد تقدم بالأمس من بلدية بيروت بطلب ترخيص عربة متجولة، معلناً عن انطلاق حملة لجمع ثمن عربة جديدة يقدر بمبلغ ألف دولار أميركي.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: بائع الكعك في بيروت يحرق العربة احتجاجاً على مصادرتها

وكانت صفحة “إغضب” على فيسبوك شاركت متابعيها بمنشور قالت فيه: ” مين منا ما اشتغل بالحمرا او حتى مرق مرقة طريق وما مرق اشترى كعكة من عمو أبو علي.. وكان اول كلمة يقلك ياها ما معك مصاري عمو روح منا أزمة بس تتسهل بتعطيني.. عن ألف ليرة عم يحكي اي عن الف ليرة!!!

مين منا ما صبح عأبو علي بكلمة صباحو ورد عليه “يحميك الله صباحك ورد”..

مين منا ما بيحب هيدا الزلمي الختيار اللي ضحكتو معباية شارع الحمرا..

اليوم مرقت بنفس الطريق اللي صرلي بقطعوا ٣ سنين كان الشارع فاضي، بلا لون، بلا حياة، معقول عرباية خشب مع زلمي ختيار بتعطي كل هالحب وكل هالدفا..

اليوم صباحي وصباح كتار ما كان ورد كان غصة..

أمرت الدولة يشيلوا عرباية الكعك لإنها مخالفة هني ما شالوها كسروها لإنو فقير وباب رزقة ما عندو غيرا..”.

وتابعت: “عمو أبو علي، 63 سنة مريض سكري وضغط وقلب كل ذنبو انو لبناني اي انك تكون لبناني هيدا ذنب..

بكي عمو ابو علي ونزلو دموعو عخدودو التعبانين بكي بحرقة وقلي “اي بلد هيدا اللي ما بيحمي رجالو وولادو انا ما بدي آكل لأ بس ما بدي نام بالطريق ما حدا حيرحمني.. ”

اقرأ أيضاً: «بائع البطيخ» الذي أكل الطبقة الوسطى!

وفي هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع المحامي حسن بزي الذي أكد أنه “اليوم سيتم إيجاد حل للترخيص وهناك إحتمال كبير أن يبدأ محمد العمل يوم غد، خصوصاً أنه تم شراء عربة جديدة له”.

واشار بزي إلى ان ” قضية محمد علي جواد وصلت للمحافظ وللاعلام”، شاكراً كل من تحرك لمساعدته وابدى تجاوبه “.

وبالنسبة للأشخاص الذين تشبه حالتهم حالة محمد ولا يضيء الاعلام عليهم، أجاب بزي “جميع البلديات تقوم بإعطاء التراخيص بإستثناء بلدية بيروت التي قامت بتجميدها تفادياً لحصول زحمة سير”.

واعتبر بزّي أنّ ما تقوله البلدية ليس مبرراً، مشدداً على “ضرورة العمل بهذه التراخيص لاسيما وأنّ تجميدها يعتبر ارهاقاً للفقير الذي يبحث عن لقمة عيشه”.

السابق
توجه أمريكي إسرائيلي لمنح الرياض موطئ قدم بالقدس المحتلة
التالي
سوق الرايتينغ مزدهر: من يحتكر ويبيع مسلسلات أكثر؟!