الدراما التركية بعد الدبلجة… تعود «معرّبة»

التدراما التركية
فتحت الدراما التركية أبوابها على عصر جديد تجاه المشرق العربي، إذ أن الجمهور العربي سيكون شاهداً على نقلة نوعية فاتحتها أحد المسلسلات التركية، الذي سيتحوّل الى عربي أحداثا وأبطالا، فالجمهور العربي سوف يستمتع برؤية نجومه من الممثلين العرب في المستقبل القريب، وهم يلعبون أدوارهم داخل أحداث مسلسلات تركية صاخبة تعوّدوا على سياقاتها الدرامية في العقود الماضية.

خلال عقد من الزمن دخلت العلاقة بين الدراما التركية والجمهور العربي مراحل متعددة من الاقتراب والتتنافر، ولكن العمل على إقصاء هذا النوع من الدراما لصالح الإنتاج المحلي والإقليمي لم يثمر، فباتت أشكال استيراد الإنتاج التركي متنوعة لا تقتصر على الدبلجة، بل تعدت ذلك إلى الاقتباس والإنتاج المشترك والتعريب، وفي المحصلة حافظت الدراما التركية على جمهور واسع في الوقت الذي تعاني فيه الدول العربية ثورات وحروب وأزمات اقتصادية لا تنتهي.

أحدث أشكال هذه الدراما هي نسخ معربة من مسلسلات تركية معروفة، يبدو أكثرها قرباً من ناحية التاريخ هو مسلسل “حرملك”، تجري عمليات تصويره بين أبوظبي وبيروت لصالح شركة كلاكيت السورية مع حصة إنتاج إماراتية.

المسلسل شهد إشكالاً من ناحية النص الأصلي للكاتب السوري خلدون قتلان وبعد احتفاظ الشركة المنتجة بالنص ثلاث سنوات، قررت إنتاجه أخيراً بعد صياغة كاتب السيناريست سليمان عبد العزيز النص الجديد. ويدخل المسلسل حرملك قصور السلاطين في العصور الوسطى وإن تناولها من المرحلة المملوكية، ولكن لا يمكن إغفال تقاطع المسلسل مع المسلسل التركي “حريم السلطان” من ناحية التركيز على حرملك السلطانات كمحرك للأحداث السياسية. فما زالت الشاشات العربية تعيد عرض أجزاء حريم السلطان كمسلسل حقق جماهيرية كبيرة من موسمه الأول وأعاد الحضور للدراما التركية بقوة في ساعات الذروة بعد تراجع نسب عرض الدراما الاجتماعية منها.

اقرأ أيضاً: إليسا تتعرض لموقف محرج في القاهرة وتدارك الموقف بممازحة الجمهور

ثاني الأعمال التي يجري تصويرها هو “عروس بيروت”، ويعد هذا المسلسل الفورمات الأول المصرح فيه من الدراما التركية. فهنا لا اقتباس أو تقاطع، بل شراء حقوق وتعريب للنص على يدي الكاتبين نادين جابر وبلال شحادات عن مسلسل “عروس اسطنبول”. والنسخة التركية تشهد من موسمها الأول ضجة سواء في تركيا حيث يعرض العمل أو عبر اليوتيوب في الحلقات المترجمة إلى العربية.

المفاجىء في هذا العمل هو عودة شبكة MBC إلى البر التركي، بعد توقف من قرابة العام عن دبلجة المسلسلات التركية لصالح الشبكة الأضخم عربياً. إذ شكل غياب الدراما التركية عن قنوات الشبكة إلى تراجع نسب المشاهدة، فلم تفلح المسلسلات الكورية والاسبانية واللاتينية من إنقاذ الوضع. فما لبثت الشبكة تزامناً مع إطلاقها استوديوهات إنتاج جديدة أن أعادت تفعيل السوق التركي عربياً عبر شراء فورمات تركي وتصوير جزء من مشاهد المسلسل داخل اسطنبول على أن ينتقل التصوير إلى بيروت في وقت لاحق.

اقرأ أيضاً: فنانون سوريون مستاؤون… من «البرد»

بينما اختارت شركات أخرى الاستعانة بوجوه أتراك في مسلسلات وأغنيات لتسويق أعمالهم، ولولا الخلافات على إنتاج الموسم الثالث من مسلسل مدرسة الحب، لكنا أمام سداسية جمعت نجوم أتراك مع الفنانة السورية جومانة مراد. في حين زارت الممثلة التركية مريم أوزيل المعروفة عربياً باسم “السلطانة هيام” مصر لتشارك الممثل محمد إمام مشاهد في فيلمه الجديد “لص بغداد”.

بذلك تعبر الدراما التركية نسقاً جديداً من التأثير وإن كان ليس بوجوه ممثليها أو بشوارع مدنها السياحية وقصورها الفخمة، بل عبر تنميط الإنتاج الدرامي العربي بطريقة بناء النص التركي وأسلوب التصوير والإخراج لتبتعد الدراما المحلية خطوة جديدة عن الشارع الغارق في المشاكل وتقدم له دراما تسمى “عائلية” قوامها قصص الحب البسيطة وصعود بطل أو بطلة من القاع إلى حياة الثراء والرفاهية.

السابق
محفوض: قبل أن تتحمسوا لإعمار سوريا أعيدوا إعمار الكهرباء
التالي
الجنس بوابة الراتينغ مرة أخرى