نجار يستضيف ندوة حول انعكاسات الأوضاع الإقليمية على الإستقرار اللبناني

نظمت “مؤسسة ثقافة – قانون وحريات” لقاء في مكتب معالي البروفسور ابراهيم نجار في الأشرفية، قدم خلاله العميد خليل حلو عرضًا مفصلا عن الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على الواقع اللبناني بحضور سياسيين ودبلوماسيين ورجال قانون وأساتذة جامعيين وإعلاميين.

وقد افتتح البروفسور نجار اللقاء مرحبًا بالعميد حلو لافتًا إلى أن ثمة تساؤلا كبيرًا حول إمكانية اندلاع حرب كبرى في المنطقة وانعكاساتها المحتملة على لبنان، رغم أن المؤشرات تدل على استمرار المظلة الدولية الراعية للأمن في لبنان. ونوّه نجار خصوصًا بقدرات الجيش اللبناني وما يظهره من قدرة على ضبط الساحة ومواجهة التحديات وتأمين الإستقرار في البلاد.

ثم تحدث حلو فقدم عرضًا لموازين وحسابات ومصالح القوى الدولية والإقليمية، لافتًا إلى أن روسيا أصبحت قوة إقليمية في الشرق الأوسط بعدما تمركزت في سوريا في العام 2015 وأنقذت نظام بشار الأسد الذي كان على وشك الإنهيار. ورأى حلو أن هدف روسيا من البقاء في المنطقة ليس الإستفادة من ثروتها النفطية والغازية، فروسيا هي أكبر مصدّر للنفط والغاز، إنما تريد روسيا إشغال الولايات المتحدة خارج أوروبا الشرقية للحصول على تنازلات أميركية في أوروبا الشرقية. وفي هذا السياق، تسعى روسيا إلى التهدئة في سوريا لأنها لا تريد الذهاب بعيدًا في دعم النظام السوري.

إقرأ أيضاً: ثلاث محطات خارجية قد تحدث انفراجاً قبل جلسة 9 حزيران

واعتبر أن إيران تريد العودة إلى الساحة الدولية وإلى السوق العالمي بأي ثمن. فقد تبين بعد سنة ونصف سنة من تنفيذ الاتفاق النووي أنه لم يكن بحجم الآمال التي وضعها الإيرانيون عليه، ولم تأت الإستثمارات التي كانت متوقعة لا بل إن الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها إيران إلى تصاعد. وتابع حلو أن إيران تريد البقاء في سوريا كما تدل المؤشرات، وثمة توقعات بأن عديد القوى التي توالي إيران في سوريا يصل إلى ثلاثين ألفًا من مقاتلين لحزب الله وميليشيات موالية وحرس ثوري. وقد بات للإيرانيين طريق بري مفتوح يستطيعون من خلاله إدخال ما يشاؤون من أسلحة ومسلحين والدليل الزيارات التي قام بها قادة ميليشيات عراقية إلى الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت.

أما إسرائيل التي لا يهمها إلا المحافظة على استقرارها الأمني، فقد كانت مستفيدة من استمرار الأزمات في سوريا؛ إلا أنها رفعت الصوت أخيرًا عندما رأت تثبيتًا للحضور الإيراني وأعلنت أنها لا تريد أن يصبح الجنوب السوري قاعدة لعمليات إيرانية ضد إسرائيل.

وتابع حلو أن الولايات المتحدة الأميركية، وبعدما كان القضاء على داعش هدفًا مشتركًا غير معلن مع إيران، تريد حاليًا إعادة التوازن في المنطقة ضد إيران. وقد هدفت زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة إلى تحقيق هذا الأمر الذي يصبح ممكنًا بجهد مشترك أميركي وسعودي وتركي. فالهم الأكيد لدى الولايات المتحدة الأميركية ألا تتحول إيران إلى قوة نووية وتشكل خطرًا على المصالح الأميركية على غرار ما هو حاصل مع كوريا الشمالية. وتسعى الولايات المتحدة إلى درع سعودي تركي ضد إيران.

ففي ضوء المعطيات المذكورة، يكون الذهاب بعيدًا في اندلاع حرب أمرًا مستبعدًا لعدم رغبة الأطراف الدوليين المؤثرين في ذلك. سيما وأن روسيا لن تحصد شيئًا من هذه الحرب لأن أهدافها النهائية من وجودها في المنطقة متصلة بتأمين مصالحها في أوروبا الشرقية. والولايات المتحدة تتطلع إلى إيجاد حل لمشكلة الشرق الأقصى المتصلة بالقوة النووية في كوريا الشمالية ولا تريد حربًا في الشرق الأوسط تلهيها عن مساعيها الاستراتيجية هذه. أما إسرائيل المهتمة بأمنها دائمًا وأبدًا، فلن تتأخر عن توجيه الضربات القوية حيث ترى أن هناك تهديدًا لها، دون الحاجة للدخول في حرب شاملة.

أما إذا تطورت الأمور ميدانيًا في الجنوب السوري إلى حد أدى إلى اندلاع مواجهة حادة، فمما لا شك فيه أن هذه المواجهة لن تقتصر على سوريا فقط، بل ستكون الجبهة واحدة في لبنان وسوريا، وسيتعرض لبنان للكثير من الضربات الموجعة، ما يجعل الحاجة ماسة منذ الآن لأن يتمسك لبنان بالقرارات الدولية والأمم المتحدة وبتحييد مؤسسة الجيش اللبناني عن الصراعات.

السابق
الجبير: الثورة الإيرانية أدّت إلى إنشاء حزب الله
التالي
ديما صادق: الكف اللي صفعك يا حسن صفعنا كلنا