تريث الحريري بانتظار «النأي بالنفس» للعودة عن الاستقالة

في عيد الاستقلال، تريث الحريري عن إستقالته، الى هذا الواقع انتهت الايام الثمانية عشرة منذ اعلانه التمرّد على سفينة التسوية المترنحة، فكيف قبل الحريري بالتريث؟ السيناريوهات كثيرة، لكن الاقرب فيها من الواقع هي ان الضغوط العربية والدولية على المعنيين بالازمة الناشئة فعلت فعلها فبردت السعويدية اندفاعتها.

شهد يوم الاستقلال في لبنان أمس، مفاجاة فجّرها رئيس الحكومة سعد الحريري العائد بعد 18 يوما من الغياب بإعلانه تريثه عن الإستقالة، ليكون محور الاهتمام مجددا سياسيا وشعبيا، لا سيما بعد الاستقالة الملتبسة  من  السعودية.

إقرأ ايضًا: الحريري والرياض: تناغم أم طلاق؟

وعلى اثر اجتماعين عقدهما مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد إنتهاء عرض الإستقلال خرج الحريري ليعلن التريث في استقالته والتشاور في اسبابها وخلفياتها السياسية  بناء على طلب رئيس الجمهورية. والتريث كان احد ابرز السيناريوهات التي كانت مطروحة لهذه المرحلة اي ما بعد عودة.

وقالت “النهار”  هي فرصة جديدة قدمها الحريري لاعادة الأمور إلى نصابها، رامياً الكرة في ملعب الرئيس عون، مكرراً من بعبدا شرطه الأساسي: “النأي بالنفس”. أما في خطاب “بيت الوسط” فكرر الحريري مصطلح “عروبة” أكثر من مرة، في وقت كان لافتاً وجود الأعلام السعودية في الساحة إلى جانب علمي لبنان و”تيار المستقبل”. هي فرصة للدول المهتمة بالحفاظ على استقرار وأمن لبنان، لفتح قنواتها من أجل الخروج بحل يحمي لبنان من أزمة حكومية كادت أن تجر لبنان إلى المجهول.

وفي بيت الوسط ومحيطه إحتشد أكثر من 30 الف ومحيطِه  ليقولوا للرئيس الحريري  وبالفم الملان انك القائد والرمز خط الدفاع الاول عن لبنان وعن استقراره وعن عروبته . وقال ليس لدينا أغلى من بلدنا وليس لدينا إلا بلدنا وشعارنا سيبقى: “لبنان أولا”. ولفت الرئيس الحريري الى انها لحظة للتاريخ وللجغرافيا ولمن له عيون ترى فليرى ومن له اذنان تسمع فليسمع.

وقد وضع الحريري ثلاثة شروط للعودة عن استقالته، وعزَت مصادر في بيروت لـ”الشرق الأوسط” تريث الحريري إلى رغبته في “إحراج “حزب الله”، وتأمين أوسع دعم ممكن في صفوف اللبنانيين لمطالبه الوطنية”.

وقال مصدر المطلع نفسه  إن “شروط سحب الاستقالة، هي صون اتفاق الطائف، والتطبيق الفعلي للنأي بالنفس، وعدم الإضرار بالعلاقات مع الدول العربية”. وشدد المصدر على أن وجود الحريري في الحكم مرتبط بهذه الأسس.

وذكرت مصادر مقربة من الحريري أن الحكومة ستستأنف عملها، مؤكدة أن “التريث يعني تعليقاً مؤقتاً لاستقالة الحكومة، بعدما بحث رئيسها مع الرئيس عون خلفيات موقفه، ولمس منه جواً إيجابياً لبحث مطالبه”. وأبدت مصادر مقربة من عون والحريري تفاؤل الرئيسين بإمكانية التوصل إلى نتيجة إيجابية.

بدورها، أكدت مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” لـ”الشرق الأوسط”، استعداد الحزب للحوار مع التأكيد أن “سلاح الحزب سيكون خارج المعادلة، وأن بحثه سيكون مرتبطاً بالاستراتيجية الدفاعية”.

إقرأ ايضًا: الحريري يتحرّر ويمسح عار الاستقالة

كما أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة “الحياة” أن “تريث رئيس الحكومة سعد الحريري في استقالته لم يأت ابن ساعته، لكن لم يتقرر منذ مدة طويلة وجاء نتيجة اتصالات سبقت الاجتماع مع الرئيس ميشال عون”.

وأضافت المصادر أن “التريث له وظيفة، وهو ليس لتعويم الاستقالة بل مرتبط بالآلية العملية لتطبيق المبدأ المركزي، أي النأي بالنفس عن الصراع الإقليمي. وهو لا يعني أن الرئيس الحريري سيترك الأمر لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بل المقصود به أن يجري تشاوراً معه ومع الرئيس نبيه بري، وكيفية توسيع التشاور لإيجاد الحلول المناسبة، لأن الأزمة أنتجت عناوين لا يمكن التعامل معها”.

كشفت مصادر محيطة بالرئيس سعد الحريري لصحيفة “الحياة” أن الحريري سيوضح اليوم أثناء ترؤسه اجتماعاً مشتركاً للمكتب السياسي لتيار المستقبل ولكتلته النيابية، حيثيات التريث وظروف المرحلة.

السابق
مارسيل غانم لا يزال رافضا المثول امام المدعيّ العام
التالي
تريّث الحريري في الإستقالة.. ليس وليد اللحظة!