5000 «داعشي» في لبنان.. ماذا يفعلون؟

هل بامكان لبنان ان يتحمّل هذا العدد الكبير من عناصر "داعش" على أراضيه؟ اضافة الى تبعات وجودهم الامنية والاجتماعية والعقيدية؟

اعلن مفوّض الشرق الأوسط لحقوق الإنسان وأمين عام الدائرة الأوروبية للأمن والمعلومات، في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، السفير هيثم أبو سعيد، “ان الإرهاب الدولي ومكافحته بات موضوعا تعجز عنه الأجهزة الإستخباراتيّة”، حيث انتقل عناصر هذا التنظيم الى اوروبا. بحسب ما نقل موقع شفقنا الاخباري.

إقرأ ايضا: الشيشاني اميرا جديدا لتنظيم داعش في لبنان.. وهذه استراتيجيته الجديدة

واضاف ابو سعيد، في تقرير له، بالقول “ان عدد عناصر تنظيم داعش في 26 دولة، هو على الشكل التالي: 35 ألف عنصر في العراق، 18 ألف في السعودية، 3 آلاف في قطر، 7 آلاف في الصومال، 3 آلاف في السودان، 10 آلاف في نيجيريا، 5 آلاف في لبنان، 3 آلاف في الأردن، 7 آلاف في مصر، 4700 في ليبيا، 15 ألف في تونس، 3700 في الجزائر، 2500 في المغرب، 1300 في موريتانيا، 11 ألف في فرنسا، 3700 في بريطانيا، 25 ألف في سوريا، 1800 في بلجيكا، 7800 في ألمانيا، 1500 في السويد، 1200 في النروج، 3000 في الكويت، 750 في البحرين، 17 ألف في تركيا، 7500 في روسيا”.

فيما يخص لبنان، ان هذا العدد الهائل، لا يتناسب وحجم لبنان الديموغرافي، ولا الجغرافي، ويتعدى طاقاته من هؤلاء الارهابيين الذين عجزت دول كبرى عن صدّهم عن اعمالهم العنفيّة لاسيما بلجيكا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا  في التفجيرات والاعتدءات الاخيرة.

فقد تعرّض لبنان، هذا البلد الصغير، الى عدة تفجيرات منذ انطلاقة الاحداث على ارض جارته سورية، وارتفعت نسبة الاعمال الارهابية بعد مشاركة حزب الله في الحرب السورية عام 2013، وراح عدد كبير من المدنيين في لبنان ضحية لهؤلاء، خاصة ان التفجيرات والعمليات الانتحارية كانت تحدث في اماكن تجمّع المدنيين في الاسواق، والمساجد، والحسينيات، والمدارس على مختلف الاراضي اللبنانية ولم توفر أحد.

وقد عانى لبنان، وبالأخص الضاحية الجنوبيّة لبيروت، حيث مراكز حزب الله، من تشدّد أمني كبير من اجهزة حزب الله اولا، ومن ثم من قبل القوى الأمنيّة من جيش وأمن عام ودرك.

ودخلت عملية المراقبة الدقيقة لكل غريب حيّز التنفيذ، خاصة للسوريين الذين ينتشرون بكثافة في المناطق الشعبية. وعاش سكان الضاحية اياما صعبة وصلت الى حد ان عددا كبيرا من اهلها انتقل الى العيش في القرى خاصة مناطق الجنوب والبقاع.

وكان لبنان قد دخل منذ ثلاثة ايام في مواجهات حامية الارهابيين من “داعش” والنصرة، في جرود عرسال اللبنانية، والقلمون وفليطة السوريتين.

وقد تمكّن مقاتلو حزب الله من بسط سيطرتهم على وادي الخيل، أبرز معاقل “جبهة النصرة” شرق جرود عرسال قرب الحدود مع سوريا. ونقل موقعRT أن عناصر الحزب دخلوا الوادي بعد اشتباكات عنيفة مع المتطرفين.

كما شن مقاتلو الحزب بالتنسيق مع الجيش اللبناني، هجوما واسعا من عدة جهات باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة، مؤكدا سيطرتهم على كامل وادي المعيصرة، ومرتفع قلعة الحصن المشرف على مثلث معبر الزمراني. حيث كسروا خطوط دفاع “جبهة النصرة” في المنطقة، وأحكموا سيطرتهم بشكل كامل على وادي الخيل، فضلا عن وديان معروف وكحيل وزعرور والدم والدقايق.

هذه المواجهة المستمرة منذ ليل الخميس-الجمعة هي الاولى بهذا الحجم، والتي تعبّر عن اتخاذ قرار الحسم ضد هذه الجماعات بعد ان تم اخراج “داعش” من الموضوع.

علما ان معلومات صحفيّة، ذكرت اليوم، لـ”جنوبية” ان مسؤول جبهة النصرة في لبنان ابو مالك التلي، قد هرب عبر الوديان الى الداخل السوري بعد مفاوضات بين حزب الله ودولة قطر. وكانت معلومات قد ذكرت ان التلي طلب الخروج الى تركيا الا ان انقرة رفضت استقباله.

إقرأ ايضا: خلايا «داعش» في لبنان.. وتفجير ملاهٍ ليلية في بيروت؟!

ها هو التلي، اليوم يختفي، كما اختفى قبله الارهابي شاكر العبسي، بعد معارك دامية في مخيم البارد، وقبله العديد من الارهابيين كالشيخ أحمد الاسير، بعد خوضه معارك مع الجيش اللبناني في عبرا، اضافة الى اختفاء ابو بكر البغدادي زعيم دولة الخلافة في الموصل.

فهل سيشهد لبنان جولة جديدة من العنف، ومن الوجوه المتشددة بعد اليوم؟ أم أن الاثمان التي دفعها من خطف لعسكريين وذبح لبعضهم الاخر وقتل عدد من الابرياء منهم كافية؟

السابق
ما بعد جرود عرسال..
التالي
المعلومات التي تتحدث عن مكان وجود المخطوفين العسكريين لا أساس لها من الصحة