الهجوم على الشيخ ياسر عودة: لترهيب المجتمع الشيعي

صراع طرفين، ورأيين، مع فارق كبير بينهما. الأول الشيخ ياسر عودة المحقق والباحث الإصلاحي، والثاني جماعات حزبية منظّمة تأتمر بإشارة من مسؤوليها، والهدف هو ضرب كل ما يمتّ للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله بصلة.

بعد الاعتداء الذي تعرّض له الشيخ ياسر عودة، أمس، وهو في طريقه الى منزله في منطقة المريجة، مع عدم انجرار الشيخ الى فتنة مطلوب جرّه إليها. تواصلت”جنوبية” مع سماحته للاطلاع على القصة كاملة وعلى آخر المستجدات التي تم التوصل اليها.

إقرأ ايضا: الشيخ بحسون يدعو الشيخ ياسر عودة ان يعتمر القلنسوة اليهودية!

وقد روى الشيخ عودة ما حصل معه فقال: “كنت داخل سيارتي في طريقي الى المنزل، في مكان غير مكتظ بالناس، نازعا العمامة عن رأسي، تقدّم شاب نحوي وهو يقود سيارة”رابيد”، لم أتمكّن من معرفته، وبدأ بالشتم والسباب حيث اوقف سيارته في منتصف الطريق، حتى لا يسمح لأحد بالتدخل، لكني لم ارد عليه، بل تركته يقول ما نقل إليه من صورة مغلوطة”.

و”اعتقد ان الامور ستتطور لأن “أهل الخير” لا زالوا يحمّسون الناس ضدي. علما ان بيانا صدر عن قناة الإيمان وإذاعة البشائر التابعتين لمؤسسة السيد محمد حسين فضل الله، أُعلن فيه توقيف بث برنامجيّ. وقامت المؤسسة بايقاف بثّ البرنامجين لأجل تهدئة الاجواء المشحونة. واقول للجميع أشعر أني وحيد، وأدفع الثمن، لانه “ما ترك ليّ الحق من صاحب”. كما توقفت عن الذهاب الى المسجد، لانه “كفى الله المؤمنين شرّ القتال” ولن أغيّر رأييّ مهما كثرت الضغوطات”.

و”أؤكد انه لا دليل على كلامهم، وما قاله الشيخ علي بحسون في بيانه هو كذب، ولم يرد اصلا خلال اللقاء. وقد رددت على البيان بكلام مختصر عبر “يوتيوب””.

“ولم يتصل أحد من حزب الله ليدافع عنيّ، حتى لا يقال ان حزب الله معي، فهم بموقفهم هذا يريدون ان يقولوا أنهم لا يعيرونني أي إهتمامهم”.

و”انا اقول ان ما جرى ويجري ضدي هو فتنة، واحمّل المسؤولية فيها للسيد حسن نصرالله، وللاستاذ نبيه بري، فهذه الثنائية هي المسؤولة لأن الكلام الذي قلته مقتطع، حيث اني قلت ان النبيّ لا يعلم الا ما علمّه اياه الله. ولكنهم جماعة بلا دين، وما يجري ليس الا زوبعة في فنجان. وفيما يخص كلام الشيخ علي بحسون فهو كذب وعار عن الصحة تماما، وغير صحيح، وكان النقاش بيننا حول الولاية التكوينية، ومسلمات المذهب، وآراء العلماء بالمشهور، والاجماع”.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر عودة في مواجهة تعصّب دعاة شيعة !

ويتابع الشيخ عودة كلامه، فيقول: “ألم يكن أولى بهم ان يتحّركوا لما يجري من مصائب في المجلس الاسلامي الشيعي، أليس الاولى بالمشايخ القضاء على الشرك الواضح لدى بعضهم مما ينشره الرواديد، وقارئي العزاء، ولما ينشره الشيرازيون؟ لم يسمعوا سوى بياسر عودة، ألم يقرأوا ما يقوله علي بحسون والمرجع النجفي من ان هذا القرآن ليس هو القرآن الحقيقي، وان قرآننا نحن الشيعة مخبأ ولم يظهر بعد؟ أليس هذه مغالاة”.

وفي اتصال مع إعلامي متابع، للتعليق على بيان الشيخ علي بحسون، الذي نشرت مضمونه “جنوبية” أمس، قال “من المستحيل ان يكون الشيخ ياسر قد قال ما ورد في البيان لانه من غير المعقول انه اذا كان عميل مخابرات ان يقول لأحد انهم طلبوا منيّ ذلك!”.

وفي حين رأي الشيخ علي حسين مظلوم، انه “في السابق قام السلفيون الشيعة بحملة شعواء ضد الشيخ ياسر عودة، فلم يفلحوا في توقيف برنامجه، انهم يساندون مدرسة الخرافة في صراعها ضد مدرسة العقل”.

نعم خذله بيت فضل الله، حفاظا على المؤسسات. علما انه لا خبرة سياسية لديهم، والمقصود من هذه الحرب ليس الشيخ بل بيت فضل الله”. “نحن معه، وكل أهل بريتال معه، وأهل حيّ السلم أيضا”.

علما ان الشيخ ياسر كان يدرس في المعهد الشرعي الاسلامي. وللعلم ان متابعي الشيخ ياسر عبر “يوتيوب” اكثر من متابعيه عبر الشاشة. والمستغرب ان يلجأ منشد يدعى حسن علامة الى انشاد كلمات مسيئة جدا، لا اخلاقية بحق الشيخ عودة. فهل هذه هي اخلاق اهل البيت؟ وأخلاق علي أمير المؤمنين؟”.

وأقول انه: “اذا ظهرت البدع، على العالِم ان يُظهر علمه، ونحن عندنا علماء كثر فلما لا يقومون بالتحقيق، وليظهروا المخطئ من المُصيب؟، أين العلماء من هذه المهزلة، حيث الشتيمة والسبّ واللعن. هذا الاحتقان مرّده الغيرة من الشهرة التي نالها سماحته كون الشيخ ياسر دخل قلوب الجميع دون ان يدفع فلسا واحدا”.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر عودة يرد على الشيخ شرارة: لا للسلفيّة الشيعيّة!

مع الاشارة الى انه صدر بيان باسم 144 شيخا، معظمهم غير معروف وغير لبناني، ضد الشيخ ياسر. فهل يا ترى اجتمعوا ضد الظلم، والجور، والكذب. واتحداهم أن يظهروا انه على خطأ؟. والسؤال أين العلماء؟. ولو كان الشيخ ياسر مخطئا هل تستحق هذه الزلة كل هذا الهجوم؟. واذا كان لدينا علماء حقيقيون فليحققوا بالامر. ولكن للاسف من يهاجم الشيخ عودة هم من الحزبيين والمنظمين”.

وختاما، يبدو ان ما يحصل من هجوم منسق تماما ان كان من المتحزبين الشيعه او من السلك الديني الشيعي الرسمي على الشيخ ياسر عودة. وما هو إلا هجوم ممنهج وغير عفوي من اجل ترهيب المجتمع الشيعي، واستمرار سوقه سياسيا ودينيا وعقائديا نحو المشروع السياسي الذي يصادر حرية الفرد ويجعله بأمرة قائده او زعيمه الطائفي.

السابق
الأسعار المرتفعة تنغّص فرحة العيد في الضاحية
التالي
مرحلة جديدة في الحرب السورية