بعد ان عدلت «حماس» وثيقتها: ما مبرّر الخلاف السياسي مع «فتح»؟

ما الجديد في وثيقة حركة "حماس" وما الذي تغيّر بعد تعديلات أمس؟ وما الهدف من هذه التعديلات؟

ادخلت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مساء أمس (الاثنين) للمرة الاولى تعديلات على وثيقة “المبادئ والسياسات العامة”، اعلن عنها رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في مؤتمر صحافي في الدوحة.

ولعلّ أهم ما ورد في الوثيقة هو احد البنود الذي وافقت فيه على اقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 من دون ان تعترف بحق اسرائيل في الوجود، وهو الأمر الذي ترجمه البعض بانه إعتراف ضمني بإسرائيل. كما برز في الميثاق المعدّل رافض المساس بسلاحها ، علاوة على تصنيف الصراع مع اسرائيل على انه صراع سياسي لا ديني.

اقرأ أيضاً: عودة حماس الى ايران بشرط: فقط فلسطين!

ورأى مصدر خاص متابع للشأن الفلسطيني لـ “جنوبية” ان “الجديد في الوثيقة هو انتقال الخطاب السياسي لحماس من مقولة التحرير الكامل للتراب الفلسطيني إلى إقامة دولة على أراضي الـ 67، وهذا موقف ينسجم مع مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد عام 1988 في الجزائر”.

وتابع “هذ يجعل موقف حماس الاستراتيجي يلتقي مع موقف حركة فتح، أي منظمة التحرير الفلسطينية، حول إقامة دولة فلسطينية بجانب الدولة “الإسرائيلية”.

لذلك، من جانب آخر يصبح السؤال المشروع هو: ما هو مبرر الإنقسام الفلسطيني؟ والجواب أن ذلك يكشف ان سياسة المحاصصة باتت سيّدة الموقف بين “حماس” المسؤولة على السلطة في غزة، و”منظمة التحرير” الموجودة في السلطة في الضفة الغربية، وتصبح سياسة الإنقسام الفلسطيني تعبيرا عن صراع نفوذ بين القوى الفلسطينية غير المختلفة سياسيا وتتنافس حول المحاصصة السياسية لا أكثر”.

وعن البند المتعلّق بانفصال حركة حماس عن حركة الإخوان المسلمين العالمية، قال المصدر إن ” هذا الامر مشكوك فيه لأن حركة الإخوان هي حركة عالمية لا تقطع شعرة معاوية مع أي من المكونات الإسلامية حتى لو تباينت الأراء، وحتى لواعلنت حماس ان مرجعيتها هي فلسطينية وليست إسلامية لكن ذلك لن يلغي التأثير الإسلامي على سياسة حماس”. وتابع “هذا نموذج آخر للنوذج التركي”.

وخلص المصدر إلى أن” حماس غيرت من خلال الوثيقة نهجها في مسعى إلى الانضمام لنادي اللاعبين المقبولين على السياسة الإقليمية، خاصة أنها تضمنت مواقف من أهمها قبول دولة فلسطينية على حدود 67 والتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين.”

وفي حديث لـ مع مدير مركز “تطوير” للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية” الصحافي الفلسطيني هشام دبسي قال إن حركة فتح انطلقت من الاساس بخطاب ديني بإعتبار فلسطين وقف إسلامي”.

مدير مركز “تطوير” للدراسات هشام دبسي

وتابع “بالرغم من رفضها سابقا لخيار منظمة التحرير الذي يقوم على وجود فلسطين على حدود الـ67 ، إلا أن الواقع أجبرها على قبول هذا البرنامج لأنه الوحيد المتاح للشعب الفلسطيني والذي يمكن تنفيذه”. وأشار إلى أن “حماس اصبحت مصدر السلطة في غزة وبدأت تتجه لخيار سياسي تغير فيه من مواقفها المتطرفة أساسا وتحاول تصحيح مسارها السياسي من خلاله لتصبح مقبولة من المجتمع الدولي بعد ان اصطدمت بالشرعية الدولية والعربية والفلسطينية”.

كما رأى دبسي أن “هذه الخطوة إلى الأمام لكنها ناقصة لأن حماس لا تزال حركة سياسية دينية مرفوضة بمختلف الدساتير العربية والدولية وكذلك الفلسطينية”. وأشار إلى ان “الخطوة تصبح ناجحة بفك حماس علاقتها بالإخوان نهائيا لتصبح ضمن الإطار الوطني الفلسطيني”.

كما لفت إلى ضرورة “إعلان حماس الفصل بين الدين والسياسة حتى تتماهى مع احزاب لها أصول دينية لها علاقة بحركة الاخوان في الجزائر وتونس”.

اقرأ أيضاً: لهذا اختارت حماس الصمت عن اتهام حزب الله بالارهاب

وخلص أنه “إذا استطاعت حماس تصحيح حركتها السياسية ضمن شرعية النظام الفلسطيني، إلا أنها لن تستطيع بإطارها السياسي- الديني أن تسوّق لنفسها في الشرعية الدولية الا اذا استطاعت أن تقدم خطوة جذرية في هذا الإطار”.

من ناحية ثانية، استبقت الحكومة الإسرائيلية إعلان حماس بالتأكيد على رفض الميثاق، واصفة إياه بأنه محاولة من جانب حماس لخداع العالم بأنها تتحول إلى جماعة أكثر اعتدالا.

وفي هذا السياق، قال دافيد كيز، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن “حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح”. وتابع قوله “يبنون أنفاقا للإرهاب ويطلقون آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين. هذه هي حماس الحقيقية”.

السابق
روسيا قد تبني أربع مناطق آمنة في سوريا
التالي
النظام الانتخابي الأفضل للولايات اللبنانية المتّحدة