أين أخطأت المعارضة السورية؟

أين أخطأت المعارضة السورية؟ ولماذا تراجع دور القيمين عليها من اليسار والليبراليين والعلمانيين؟ ومن أفشلها في الوصول الى أهدافها المحقة؟ هذا ما أوضحه الصحافي سامي كليب في مقال له بجريدة السفير تحت عنوان "خمسة أخطاء قتلت المعارضة السورية".

«نادراً ما شهد العالم تشرذما في معارضته، كما حصل مع المعارضة السورية التي ارادت اسقاط نظام بشار الاسد، بحيث شكّل كل عشرة أشخاص فريقا معارضا مدعوما من جهة خارجية ما.

إقرأ أيضا: واشنطن باعت المعارضة السورية؟

وفي زيارة لوفد سوري معارض الى إحدى دول الخليج أواخر عام 2012، خرج المسؤولون الخليجيون، الذين التقوا كل على حدا من اعضاء الوفد، بخلاصة مفادها ان كل واحد منهم يود ان يكون زعيما. وقد قال هذا المسؤول الخليجي حرفيا «والله بعد ان التقيتهم تمنيت أن يعود حافظ الأسد الى الحكم وليس فقط بشار».

من هنا يمكن القول إن أخطاء المعارضة تتمثل بالتالي:

الخطأ الأول: والذي تمثل في تشتتها وتنافسها مما يسهل اختراقها إقليميا ودوليا. فقد كتب برهان غليون أول رئيس لـ «المجلس الوطني السوري»، في احدى مقالاته أن «ترامب وعقيدته الرثة» ألم تكن الولايات المتحدة الامريكية من أهم «أصدقاء سوريا» وهي التي وعدت المعارضة بالعسل واللبن؟ ففي العام 2011، قال برهان غليون ان المجلس الوطني السوري “نحن اذا غيّرنا النظام الحالي وتسلمنا السلطة في سوريا، سنقطع علاقاتنا مع إيران، ومع حزب الله وحماس”. أليس هذا عبارة التصريح عبارة عن تقديم ورقة اعتماد للأميركي والإسرائيلي.

اما الخطأ الثاني هو في عدم استطاعتها تشكيل نموذج طليعي للمعارضة في الشرق الأوسط. فقد انصاع ميشال كيلو الناشط السياسي ذو التجربة اليسارية الطويلة، للسياسة السعودية وجلس كالتلميذ أمام وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ليسمع النصح حول كيفية إسقاط الرئيس الأسد وصناعة الديموقراطية!! ظنّا منه ان الأمر سينتهي قريبا في بلده سوريا، وأن امريكا والسعودية سيهجمان على القصر الرئاسي السوري وسيخلعان بشار الاسد من مكانه.

والخطأ الثالث تمثّل في الاعتماد على دول إقليمية لا علاقة لها بالديموقراطية أصلا، وعلى دول لا تهمها شؤون وشجون وهموم الشعوب العربية. حيث عبّر الشيخ معاذ الخطيب رئيس “الائتلاف السوري المعارض” عن يأسه من الأنظمة الكبرى والسياسات الدولية التي لديها مصالحها وهذا ما يهمها ولا يهمها مصير الشعب السوري.

إقرأ أيضا: المعارضة السورية تعترف: هنا أخطأنا

اما الخطأ الرابع للمعارضة السورية فهو في قبولها تغييب الوجوه اليسارية والعلمانية والليبرالية خلف الإخوان المسلمين المدعومين كليّا من قطر وتركيا. فحين قبلت المعارضة غير الاسلامية بالانحسار خلف الإخوان المسلمين، فهي تكون قد قبلت بأن يُصادر دورها من قبل تكفيريين ليسوا أصلا بسوريين ولا تهمهم سوريا ولا تاريخها ولاحضارتها ولا تراثها لدرجة تولى فيها السعودي عبدالله المحيسني قرار المعارضة.
والخطأ الخامس والأخير فيتمثل باعتقاد هذه المعارضة أنه بالسلاح يمكن إسقاط النظام، لذا سلّمت قرارها لمن يمنحها السلاح من الدول العربية. لقد ضيّعت المعارضة فرصتها الذهبية، بسبب التنافس والمصالح والأموال».

السابق
الجزيرة: الإيرانيون أوقفوا عملية الإجلاء في حلب
التالي
تخوّف من مصير مأساوي للعسكريين المختطفين بعد طلب فحوصات الـ«DNA»