ماذا قصد نصر الله بقوله أنّ «الأخلاق» تتقدم على الدستور والقانون في بناء الدولة؟

الدستور والقوانين بنظر السيد حسن نصرالله لا يعوّل عليها في بناء الدولة والوطن في لبنان. ذلك أنّه كما قال فإنّ الدستور والقانون قابلان للتفسير والتأويل كما يشاء. لكن بنظره الإلتزام الأخلاقي والصدق هما ما يبنيان الدولة والوطن.
أعتقد أنّ أحداً لا يدعو لقلّة الأخلاق ولا لكثرتها أو المتاجرة فيها أيضاً، ولكن السيد نصرالله يريد أن يجعل من الأخلاق هي المرجعية..

مهلاً، الأخلاق وجد تعريف وطريق محدد لها. تبدأ من عدم احترام الدستور ولا القانون لأنّه لا يعوّل عليهما. ومن ثم الأخلاق والإلتزام هما في من يلتزم مع السيد نصرالله ويقدم الولاء والطاعة. فمثلاً الأخلاق أن تعطّل الرئاسة عامين ونصف كُرمى لشخص ولو خالف ذلك مقاصد الدستور وأضر بالبلاد والعباد. الأخلاق ان ترسل اللبنانيين للقتال من أجل الدفاع عن نظام الأسد ولو كان ذلك على حساب الشعب السوري وعلى حساب الدولة والشعب في لبنان. وهنا التزام أخلاقي كما يقول نصرالله وهو لذلك أهم من الدستور والقانون .
الإلتزام الأخلاقي والصدق. هما باختصار الطاعة والولاء لمشروع السيد وسوى ذلك هو قلّة اخلاق.
عبارة الإلتزام الاخلاقي هي صناعة حزب الله وهي مرجعية اللبنانيين. أمّا الدستور والقانون فهي ألاعيب بنظر نصرالله.
معادلة جديدة يريد نصرالله فرضها على اللبنانيين ودائما باسم الأخلاق زوراً. إذ أمام الإنتهاكات التي يرتكبها حزب الله ضد الدستور والقانون. ضد السيادة، بحيث أنّ وجوده اليوم يناقض فكرة الدولة وأصل وجودها..ولكن يبدو أنّ حزب الله يريد أن يبتدع معادلة جديدة تبرر هذه الانتهاكات. هو يحيلها إلى الأخلاق والإلتزام الأخلاقي ودائماً هو المرجع لتفسير الأخلاق. إذ ليس هناك من وسيلة لتسفيه الدستور والقانون إلاّ بابتداع معادلة لم يسبقه أحد عليها وهي “الأخلاق”، فتتقدم على الدستور والقانون في بناء الدول والأوطان…بربكم هل من استهزاء بعقول الناس أكثر من ذلك؟

السابق
هذا ما قاله لي ميشال عون
التالي
الاتفاق لمدنٍ أربعة.. والموت من طرف واحد!!