سمّت الكتل النيابية جميعها الرئيس سعد الحريري لتأليف حكومة العهد، باستثناء حزب الله والبعث السوري. وكان اللافت في الاستشارات النيابية تسمية كتلتي المردة والتنمية والتحرير للحريري وإعلان دولة الرئيس نبيه بري أنّه وفى بوعده حينما قال أنّه مع الحريري ظالماً أو مظلوماً.
الحريري الذي اتجه لبعبدا بعد انتهاء الاستشارات وقبل التكليف أعلن أنّه سوف يعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل بها كل الأفرقاء، فهل ستمر مرحلة التشكيل بسلاسة كما مرّت مرحلة التكليف؟ وما الذي ينتظر سعد الحريري؟ وما دلالة الـ 112 صوتاً؟
الصحافي والسياسي نوفل ضو أكّد لـ”جنوبية” أنّ “112 صوت بشكل أساسي هم مجموع مجلس النواب باستثناء حزب الله وهذا يدل أنّ المشلكة في البلد ما زالت على ما هي عليه منذ سنوات طويلة، فمن المعروف أنّ حزب الله قد دأب على عدم تسمية سعد الحريري أو اي من أعضاء تيار المستقبل، بالتالي يمكن القول أنّه من جهة هناك اجماع، ومن جهة ثانية هناك عملية إصرار من قبل حزب الله على البقاء في مواجهة مع الرئيس سعد الحريري”.
مضيفاً ” قد استوقفني أيضاً في الاستشارات النيابية قول الرئيس نبيه برّي أنّ (للرئيس الحريري بذمتي دين وقررت مع كتلتي أن أرشحه لرئاسة الحكومة وأكون بذلك قد وفيت الدين بكامله)، كلمة تعني أنّ الدين انتهى عند التسمية ولا يشمل التشكيلة الحكومية، وفي اعتقادي قد دخلنا في عملية شد حبال جديدة لها علاقة بموضوع التشكيل، لا سيما وأنّه هناك تناقضات داخل الفريق الواحد حول شكل الحكومة، فبين ما أعلنه الدكتور سمير جعجع بالأمس انها ستكون حكومة أكثرية وما قاله اليوم الرئيس الحريري عن حكومة وفاق وطني، ظخر اختلاف، وكذلك في معسكر الآخرين، بين حزب الله الذي يصر على عدم تسمية الحريري، وبين الرئيس نبيه بري الذي له شروطه لتشكيل حكومة”.
ولفت ضو إلى أنّ “شبه الاجماع في التسمية لا يعني ذلك أنّه سيكون تفويض مطلق للرئيس الحريري بتشكيل الحكومة التي يراها مناسبة مع رئيس الجمهورية، إذ أنّ كل فريق سوف يكون له شروطه، وبالتالي نحن أمام مرحلة سوف يكون بها العديد من التعقيدات والصعوبات”.
إقرأ أيضاً: فتفت المستقل عن المستقبل يسمي الحريري
مردفاً “بدون شك نحن مقبلين على عملية كباش سياسي جديد وهذه عملية تقاس بالأسابيع على الأقل”.
وأشار ضوّ، فيما يتعلق بالتشكيلة الحكومية وإمكانية طرح الثلث المعطل إلى أنّه “من الواضح اليوم أنّ الرئيس الحريري تحدث عن حكومة وفاق وطني تشمل جميل الكتل حتى التي لا تسميه، أما بالنسبة للثلث المعطل فإني أرى أنّ الموضوع تجاوز هذا الإطار، فحزب الله في موقع قادر على التحكم بكل مواقع السلطة وبالتالي علينا أن نرى إن كان فريق 14 آذار التقليدي سوف يحصل على ثلث معطل بتركيبة من هذا النوع”!.
إقرأ ايضاً: الناشطون يحتفلون بالحريري: #دولة_السعد
وعن مطالب حزب الله بالحكومة والضمانات أكّد أنّ “حزب الله ضمانة لنفسه ولا يسعى إلى ضمانات من خارج السلطة، ضمانته بسلاحه، حزب الله دائماً لا يفتعل مشكل في تشكيل الحكومة لجهة حصته أو المناصب الوزارية فهو بأهم حكومة كان له وزيران ولم يأخذ حقائب سيادية، وبالتالي حزب الله مطمئن أنه قادر على أن يحكم البلد بطريقة غير مباشرة وليس بانتظار مواقفة من سلطة سياسية”.
