رئاسة لبنان وبازار حماية الأقليات

كتبت الصحافية نايلة تويني في ” النهار” ما نصه “نرفض ان تتحول الرئاسة اتفاقاً بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” يصار فيه الى توزيع المغانم وتقاسم الحصص، بل من الضروري فعلاً لا قولاً، ان تدخل الرئاسة بسلة من الاتفاقات الواضحة للجميع، وان يملك المرشح الرئاسي رؤية ورؤيا، لا ان يكون منحازاً الى هذا الطرف او ذاك، أو ثمرة اتفاق ثنائي، فيأتي مكبلاً بقيود تمنعه من الانطلاق وتحقيق أي شيء يطمح اليه اللبنانيون.”

اقرأ أيضاً: عون بانتظار كلمة السرّ الرئاسية من الحريري ويهدّد بالمواجهة

فعلى الرغم من وجود مرشّحين ممانعين هما ميشال عون وسليمان فرنجية، إلا أنه لا يمكن لنوّاب الموارنة النزول إلى مجلس النيابي وانتخاب رئيس لعلّة أن عددهم غير كاف لإكمال النصاب القانوني، والسبب الآخر وهو نيّة حزب الله قائد المعسكر الممانع تعطيل النصاب الرئاسي لحسابات إقليمية، أو بانتظار الاتفاق بين السعودية وإيران بما يريح حزب الله بعد عودته من الوحول السورية. إذن لا رئيس ماروني بانتظار توافق السنّة والشيعة.

«في حال التوافق على رئيس الجمهورية، نحن منفتحون على رئاسة الحكومة»، هكذا تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بمناسبة انتصاره في حرب تموز 2006 ضد إسرائيل، بما يعني أن رئاسة عون للجمهورية إذا دعمه زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، سيقابلها رئاسة الوزراء للحريري، فرئاسة مقابل رئاسة.

حوار سعد بري نصرالله

رئيس مجلس النواب نبيه بري قال: «ليس هناك من هو أفضل من الحريري لرئاسة الحكومة، وأنا معه ظالماً أو مظلوماً».

وبهذا تطرح رئاسة الجمهورية في بازار المزايدات والمناكفات المذهبية بين المسلمين، ويتحوّل الرئيس المسيحي الى جائزة يحصل عليها الطرف الأقوى، أما المسيحيون في لبنان فهم البضاعة النفيسة الرائجة في سوق “حماية الأقليات”، ومن يحصل على ورقتها قد يحصل على الحماية الدولية التي تحفظ وجوده من ناحية، وتساعد على تقدّم مشروعه المذهبي الإقليمي من ناحية ثانية.

السابق
الأزهر يعلّق على اغتيال ناهض حتّر: نرفض كل ما يسيء للإسلام ومقدساته
التالي
على طريق المطار: طعن أخاه والسبب «20 ألف ليرة»