«14 آذار» تبكي من المؤتمر التأسيسي وتذهب إليه!

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: “14 آذار” تبكي من المؤتمر التأسيسي وتذهب إليه!

لم تعُد المسألة إذا كان لبنان ذاهباً إلى المؤتمر التأسيسي أو لا. فهذا المؤتمر انزلق إليه لبنان واقعياً، وهو يعيش فصوله الأولى. والأرجح أنّ قوى “14 آذار”، التي تعلن رفضها المؤتمر (في العلن) بدأت تبحث (في السرّ) كيف تحسِّن شروطها. هكذا هي “قوى 14” في كلّ تجاربها: تبدأ بالتسابق على المواجهة والتصعيد وتنتهي بالتسابق على المهادنة والتنازل! لن يتوصّل الحوار الثلاثي الموعود، بعد أيام، إلى أيّ اتفاق على بنود “السلة المتكاملة”. وهذا الأمر يدركه الجميع. لكنّ “14 آذار” تعتقد أنها اكتشفت جديداً بقولها إنّ هذا الفشل سيُتخذ ذريعة لتنزلق طاولة الحوار لتكون المؤتمر التأسيسي الذي ينادي به “حزب الله”. وبدأ المتحمّسون في “14 آذار” يطلقون التحذيرات بالتصعيد، لكنّ الغالبية صامتة، وللصمت تفسيرات (….). لن يبقى لبنان تحت إدارة “الطائف”. لكنّ هناك ظروفاً ينبغي توافرها للتغيير. وهذه الظروف ينتظرها “حزب الله” بناءً على ما تفرزه موازين القوى. وثمّة اعتقاد بأنه يرغب في استثمار الاتجاه التغييري الذي يدعمه المجتمع الدولي في لبنان، والذي أظهره الحراك المدني والأنشطة المتزايدة للجمعيات والهيئات الأهلية والانتخابات البلدية. وهكذا، تبدو “14 آذار” أمام إرباك غير مبرَّر بين خيار التصعيد رفضاً للمؤتمر التأسيسي وخيار التنازل والقبول ضمناً بالمؤتمر وفقاً للشروط التي يطرحها “الحزب”. وهذا الإرباك يدفعها إلى التصرُّف وفق مقولة: “أبكي وأروح”. وبدلاً من الانجراف العشوائي في ردّ الفعل، كما في كلّ مرّة، هل يكون لـ”14 آذار” طرحُها الموحَّد، الكفيل باستيعاب “الحزب” وطرحه التأسيسي؟

السابق
المياومون أغلقوا أبواب مؤسسة الكهرباء في صيدا
التالي
قيادة الجيش عودٌ على بدء: التمديد لقهوجي