وها أنا أتيتُك يا الله ،حافي العينين ،نحيلُ الوريد ،اسمرُ الدّمِ والضوء ،أتعبتني أحاديث الأرض ،لم تغفو لحظةً عن كتفيّ وسأخبركَ بكُلِّها ..
مُذ بعثتني من رحم الأرض عاريَ الأمِّ والأب لم أجد سقفاً غير سماك موطني ،فيا الله فلسطينُك ما عادت لك ولا العيالُ عيالُك ،فقد حفِظوا كل شيءٍ إلا كتابك ،وفعلوا كُل شيء إلاّ حِفظُ دينك .. ذبحوا باسمك و سفكوا الدماء بذكرِك ،استباحوا العِرض والأرض ومَن عليها ..
إقرأ أيضاً: قصة المذبوح في حلب لن تغفرها فبركات القاتل… و«جنوبية» توضح وتعتذر
أهانوك يا الله !! إيهٍ أهانوك .. فلم يبقى من كتابك إلا رَسمُه ومن دينك إلا إسمُه ،هم عربٌ ،غرب ،جرَبٌ !! لستُ أدري لكنني أدرِكُ أننا بين ” عدوّيك ” يا الله !! بين من يدّعيكَ زيفاً من الشرق و بين من يقاتلنا من الغرب بغضاً مِنهُ لدينك الأصيل !!
دنياك ربي أصبحت مليئة بغير بني البشر !! وكُلُّهم شَهَروكَ ضدّكَ !! فيا رحمانُ ما من رحيم ويا عادلُ اختلّ ميزان الأرض، ويا رؤوفُ لم يرأفوا بقلِّة حيلتي ولا بصغر سني ولا بضعفي ولا بدمي المختلط بالدواء !! أوقفتُ أقاتِلُهم ؟ نعم وقفتُ حين عزّ عليَّ صوتُك وحيداً بينهم .. أأطلقتُ النار عليهم ؟ رُبّما نعم .. لكن حينَ أطلقوا النار عليك ..
إقرأ أيضاً: ماذا قالت جماعة نور الدين زنكي لـ«جنوبية» عن جريمة نحر الطفل الفلسطيني؟
عتبي يا الله بقدر ظلم الأرض وعتبي على حُسنِ وجهِك الكريم أني وفي طريقي إليك استدارت سماواتُك حين سألتُ عن عيناي !! يعزُّ عليَّ أني أتيتُك لا رأسَ لي أضعهُ في حِجْر عرشِك !!
