زيارة وزير الخارجية الفرنسي لن تحل معضلة رئاسة الجمهورية

ايرولت
وصل وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت في بيروت، ومعضلة الرئاسة ما زالت بلا حلّ، فماذا رشح عن تلك الزيارة؟ وما هو الثمن الذي تريده القوى الاقليمية مقابل تسوية الملف الرئاسي؟

اطلعت على فحوى اللقاءات التي عقدها أمس في قصر الصنوبر، موضحةً أنّ ايرولت بدا في مختلف لقاءاته مستمعاً أكثر منه مبادراً في مهمة استطلاعية تحاول من خلالها باريس استكشاف مكمن “الداء والدواء” في المعضلة الرئاسية مع التركيز في الوقت عينه على المسؤولية اللبنانية في فكفكة العقد المحلية التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية.

اقرأ أيضاً: «قناة عربية» وراء تفاؤل «عون».. والآلية في لبنان مفقودة

وأفادت مصادر المشاركين في عشاء قصر الصنوبر “المستقبل” أنّ ايرولت ألقى خلال العشاء خطاباً شدد في مختصره على ضرورة “لبننة” الاستحقاق الرئاسي من خلال تفاهم القوى اللبنانية في ما بينها انطلاقاً من كون الإشكالية الرئاسية هي في جوهرها داخلية وحلها ليس بيد القوى الخارجية، لافتاً في الوقت عينه إلى تواصل فرنسا مع كافة الأطراف الإقليمية ذات التأثير بالوضع اللبناني بما يصب في خانة تعزيز ودعم التوافق اللبناني اللبناني على إنهاء الفراغ، كما أكد في كلمته التزام بلاده دعم لبنان في مواجهة الإرهاب مع الإشارة في هذا المجال إلى التواصل الفرنسي المستمر مع المملكة العربية السعودية في سبيل التوصل إلى إعادة تفعيل الهبة العسكرية المجمدة التي كانت مقدمة من المملكة للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار.

وفي معلومات “اللواء” ان الوزير ايرولت أكّد للقيادات اهتمام فرنسا بالوضع في لبنان، ولا سيما أزمة الفراغ الرئاسي، واطلعها على محصلة اللقاءات التي أجراها الرئيس فرنسوا هولاند مع كل من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سليمان ومع وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، مشدداً على ان المهم ان يحصل نوع من التفاهم بين هذه القيادات على إنهاء الشغور الرئاسي، لكي تستطيع فرنسا ان تفعل شيئاً على هذا الصعيد. ولفتت “اللواء” إلى ان الاجتماعات اللاحقة سواء السياسية أو الرسمية تركزت على ثلاث نقاط:

– المرحلة التي بلغتها الاتصالات في ما يتعلق بالملف الرئاسي، ودور فرنسا على هذا الصعيد.

– كيفية مواجهة النزوح السوري ان لجهة رفض التوطين والحد من النزوح والمساعدة في الإعادة إلى مناطق آمنة في سوريا.

– الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي بما في ذلك دعم الحوار القائم، سواء على طاولة الحوار، أو الثنائي بين “المستقبل” و”حزب الله” لدرء المخاطر الإقليمية والارهابية عن لبنان.

الفراغ الرئاسي

ونظرَت مصادر ديبلوماسية عبر “الجمهورية” بإيجابية إلى زيارة إيرولت من حيث حضوره إلى لبنان، إلّا أنّها تحفّظت على المضمون، خصوصاً وأنّها لا ترى بوادرَ حلحلة رئاسية في الأفق. وقالت: “لو كان هناك أيّ حلّ، لكانت بشائرُه قد لاحت قبل وصوله، ولكن لا نعتقد أنّه آتٍ للتمتّع بطقس لبنان، بالتأكيد هو يحمل معه شيئاً ما، لذلك يجب انتظار ما يحمل في جعبته، وبالتأكيد سيكون من الغريب إنْ كان آتياً خاليَ اليدين”.

اقرأ أيضاً: أحزابنا اللبنانية وهي تحتفي بموتها

ولفتَت إلى أنّ فرنسا “تتحرّك رئاسياً بمباركة أميركية. مشيرةً إلى وجود مفاوضات بينها وبين طهران حول هذا الأمر”. ورفضَت تحميلَ السعودية مسؤولية عرقلة الاستحقاق الرئاسي، وقالت: حلفاء السعودية ليسوا هم مَن يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس، ثمّ إنّ 90% من زيارات الفرنسيين هي إلى إيران وليس إلى السعودية. ورأت أنّ إيران تتنازل عن الورقة الرئاسية في 24 ساعة عندما تقبض الثمنَ المطلوب، وهذا الثمن ربّما يكون في الاتفاق النووي أو في سوريا والعراق، وحتى مع الحوثيين في اليمن.

 

السابق
يوم أمني في بيروت: توقيف مطلوبين ومخالفين وحجز دراجات نارية وسيارات مخالفة
التالي
الأسد وماهر مطلوبان لواشنطن بجريمة قتل صحافية أميركية