بمليارات الدولارات.. بهذه الطريقة تموّل واشنطن «حزب الله»

إنطلاقاً من تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، في ذكرى مرور 40 يوماً على مقتل القيادي مصطفى بدر الدين، رفضه قانون العقوبات الأميركي “جملة وتفصيلاً”، وتشديده على أنّ إيران تموّل الحزب وتزوّده بالسلاح، تطرّق المحلل السياسي الأميركي والخبير في السياسة الخارجية وشؤون الشرق الأوسط مجيد رفيع زاده، في تقرير نشره موقع معهد “غايتسون” الأميركي المعني بدراسة السياسات وتقديم النصح للسياسيين، إلى العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب، في ضوء الاتفاق النووي الإيراني.

في تقريره، أوضح رفيع زادة أنّ إيران تعتبر “حزب الله” مؤسسة اجتماعية وسياسية ودينية شرعية، لافتاً إلى أنّها ساعدت على ولادته وحوّلته إلى وكالة لها في المنطقة، وساعدته كي يصبح جزءاً من النظام السياسي اللبناني.

أمّا على صعيد الاتفاق النووي الإيراني، فألمح إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى أملاً بأن هذا الاتفاق (الذي مازال يتنظر توقيع طهران)، بالإضافة إلى رفع العقوبات عن إيران والتعاون معها، قد يساعد على تغيير السياسة التي تنتهجها إيران إزاء المعتدلين فيها وإلى التقليل من حدة “عدائيتها” و”مناهضتها للسامية”.

وعلى رغم أنّ أوباما أشار إلى أنّ إيران أصبحت قادرة على اعتبار أنّ الأحداث في سوريا تهددها كما تهدد الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني، ازدادت عدائية المرشد الأعلى للحرس الثوري الإيراني آية الله علي خامنئي و”حزب الله” تجاه كلٍ من إسرائيل والولايات المتحدة، على حدّ قول الكاتب.

وكشف رفيع زادة أنّه بعد الاتفاق النووي “الواهي” و”غير المكتمل”، بدأت إدارة أوباما تحوّل مليارات الدولارات إلى البنك المركزي الإيراني، من بينها مبلغ يُقدَّر بمليار دولار و700 مليون جرى تحويله في كانون الثاني من العام 2016، لافتاً إلى أنّ الضرائب الأميركية تشكِّل مصدر مليار و400 مليون منه. وأردف قائلاً إنّ إيران زادت ميزانيتها العسكرية على الفور وذلك بقيمة مليار دولار ونصف، فارتفعت من 15 مليار دولار 600 مليون إلى 17.1 مليار دولار، مؤكداً أنّ الأموال بدأت تتدفق إلى إيران، بعد رفع العقوبات الدولية عنها.

في هذا الإطار، شدد رفيع زادة على أنّ “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” هما المستفيدان الأساسيان من رفع العقوبات وعودة تدفق الأموال إلى إيران، فعندما فُرضت العقوبات على إيران في الماضي، اضطرت طهران إلى تقليل تمويلها لـ”حزب الله” وقناة “المنار” التابعة له، بعدما كانت تموله بـ200 مليون دولار في السنة تقريباً. أمّا الآن، فبفضل الرئيس أوباما، تستخدم إيران الأموال التي تحصل عليها بعد رفع العقوبات، ومن الولايات المتحدة، ومن التجارة الدولية ومن زيادة مبيعات النفط، لتمويل “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني”، ما يصعّب على واشنطن تنفيذ أهداف سياستها الخارجية في المنطقة، على حدّ تعبيره.

السابق
ما حقيقة سقوط موقع لـ «حزب الله» في القلمون؟
التالي
داعش… الوحش المفيد؟