ماستر بدرجة جيد جدا لقاسم قصير عن دراسة حول تغير خطاب وأداء حزب الله في لبنان بين العام 1985 و2009

تمت أمس مناقشة رسالة الماستر في معهد الدراسات الاسلامية – المسيحية في الجامعة اليسوعية للطالب قاسم قصير وكانت النتيجة جيد جدا عن الدراسة حول تغير خطاب وأداء “حزب الله” في لبنان بين العام 1985 وعام 2009. وكانت لجنة المناقشة برئاسة الدكتورة رولا ابي حبيب خوري وعضوية الاب الدكتور باسم الراعي وعميد معهد الدكتوراه للعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني عطا الله.

واوضحت مقدمة الدراسة ان “حزب الله” – لبنان يعتبر احدى ابرز الحركات الاسلامية التي برزت في العقود الثلاثة الاخيرة، معددة اسماء مؤسسي الحزب، والتطور الابرز الذي جاء بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وحصول الخلاف بين المنتمين للجان والهيئات الاسلامية من جهة ورئيس حركة امل نبيه بري من جهة اخرى حول كيفية مواجهة الاحتلال والمشاركة في هيئة الانقاذ اللبنانية”، مشيرا الى ان المنتمين اعترضوا الى اللجان الاسلامية وبعض المؤيدين لهم داخل حركة امل وعمدوا الى تشكيل حركة امل الاسلامية، ومن ثم تم اتخاذ القرار بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي بالمقاومة المسلحة وجرى التواصل مع القيادة الايرانية ولا سيما الامام الخميني الذي اعطاهم الفتوى بالمقاومة وتشكيل اطار جديد فجرى تأسيس هذا الاطار والذي سمي لاحقا: حزب الله”.

واشار الى انه “بعد 3 سنوات من التأسيس والعمل السري والعسكري والشعبي اعلن الحزب عن تأسيسه العلني في شباط 1985، لافتا الى تطور عمل الحزب سياسيا واعلاميا وشعبيا وعسكريا، ومشاركته في الانتخابات البلدية والنيابية ومن ثم وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 شارك الحزب في اول حكومة لبنانية. وفي العام 2009 اعلن الحزب وثيقة سياسية جديدة تتميز بلغة جديدة وخطاب جديد.

ولفت الى ان “البحث ينطلق من السؤال الاساسي: هل تغيرت مواقف حزب الله وادائه وافكاره بين العام 1982 والعام 2009 ام لا يزال يحمل الافكار نفسها؟ وهل هذا التغيير يعود لاسباب سياسية ام الى تغيير في العقيدة والرؤية الفكرية والايديولوجية؟ وما هي الاسباب التي ادت الى هذا التغيير؟”

وتنطلق “الفرضية الرئيسية للبحث من قاعدة: ان القوى والحركات الاسلامية المستندة الى اسس عقائدية وفكرية ثابتة لا يمكن ان تبقى ملتزمة بحرفية هذه الاسس والقواعد عندما تصطدم بالواقع والمجتمع وخصوصا اذا كان المجتمع يتميز بالتعددية والتنوع والتغير السياسي السريع”، طارحا سؤالا رئيسيا: هل هذا التغيير يقتصر على الاداء والخطاب ام انه يشمل الافكار والعقائد ايضا؟ وهل هذا التغيير تكتيكي وآني ام هو تغيير حقيقي ونهائي؟ وهل التغيير الحاصل في حزب الله يشبه التغييرات التي حصلت لدى العديد من الحركات الاسلامية في لبنان والمنطقة؟ وهل يمكن ان يشكل التغيير الحاصل في حزب الله نموذجا لما يمكن ان يحصل لدى اية حركة اسلامية تغييرية اذا توفرت الظروف السياسية المناسبة”.
وتطرقت الدراسة الى الاسباب والعوامل والخلفيات التي ساهمت في هذا التغيير، من خلال استعراض تاريخ تأسيس حزب وتطوره والعوامل المؤثرة في التغيير، والاجابة بعد ذلك على السؤال الاساسي لهذه الدراسة: هل هذا التغيير حقيقي وجذري؟ ام انه تغيير تكتيكي وشكلي مع احتفاظ الحزب برؤيته وعقيدته الاساسية؟”.

وتم تقسيم البحث الى 4 فصول، تضمن لمحة عن تأسيس الحزب وتطوره، وتطور حزب الله التنظيمي والسياسي والهيكلي بين العامين 1985 و2009، دور وتأثير العوامل الفكرية والداخلية اللبنانية على الحزب خلال الفترة الممتدة بين المرحلتين، والدور الايراني والسوري في عملية التغيير.

وعدد قصير بعض المصاعب والعقبات التي واجهته في البحث، عارضا لنتائج وخلاصات توصل اليها كخطاب حزب الله واداءه قد خضع لتغييرات كثيرة منذ تأسيسه عام 1982 واعلان رسالته المفتوحة في العام 1985 وصولا لاعلان وثيقته السياسية في العام 2009، وهذا التغيير ناتج عن العديد من الاسباب والمعطيات سواء بسبب البيئة اللبنانية وتنوعها وتعدديتها، او بسبب تغير تركيبة بنية الحزب الداخلية، او بسبب الظروف والتطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة وعلى الصعيد الدولي بين العام 10985 والعام 2009″، مشيرا الى ان “التغيير برز بوضوح من خلال دور الحزب السياسي وعلاقته بالنظام اللبناني او التزامه ببعض القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701، لكن يبدو ان هذا التغيير لم يصل الى البنية العقائدية والرؤية الفكرية الاساسية للحزب وكذلك لجهة التزامه بولاية الفقيه وعلاقته العضوية بالجمهورية الاسلامية الايرانية، ولذلك نلاحظ من خلال المقارنة بين الرسالة المفتوحة وبين الوثيقة السياسية وبعد استعراض النقاط الاساسية التي لا تزال تشكل جزءا اساسيا من عقيدة الحزب ومشروعه السياسي والجهادي يمكن الاستنتاج ان التغيير في الخطاب والاداء السياسي ما بين العام 1985 و2009 كانت تغييرا تكتيكيا وشكليا وخارجيا وليس تغييرا في المشروع الاساسي للحزب”.

ورأى قصير ان “التحول والتغيير في خطاب واداء حزب الله من اجل ان يصبح حزبا سياسيا يلتزم بشكل كامل بالعملية الديمقراطية واسس بناء الدولة في لبنان يستلزم تغييرا حقيقيا في رؤيته الفكرية وعلاقته الاستراتيجية بالجمهورية الاسلامية الايرانية وبالالتزام باسس الدولة في قرارات الحرب والسلم، وان يتحول من حزب عقائدي ديني يضم عناصر من اتجاه ديني ومذهبي محدد الى حزب سياسي وطني مفتوح لجميع اللبنانيين”، معتبرا ان “هذا التحول غير ممكن في المرحلة الحالية نظرا لاستمرار الخلاف الداخلي حول الاستراتيجية الدفاعية وحول دور ومستقبل المقاومة في لبنان، وكذلك في ظل الصراعات الخارجية وانعكاسها على الوضع اللبناني وكذلك عدم الاتفاق على مستقبل النظام في لبنان ودور الطوائف في هذا النظام بعد مضي 27 عاما على اتفاق الطائف وتغير المعطيات السياسية والاقليمية والدولية التي ساهمت في توقيع اتفاق الطائف والبدء في تطبيقه”، لافتا الى ان اشتداد الصراعات في المنطقة ولا سيما في سوريا والعراق واليمن والبحرين والصراع السعودي – الايراني ومشاركة حزب الله في هذه الصراعات تحت حجج مختلفة ستؤدي الى الاستمرار في الخلافات حول موقع ودور الحزب في الحياة السياسية اللبنانية، وفي النتيجة فان التغيير الشامل في خطاب الحزب وادائه يتطلب ظروفا اخرى داخلية وخارجية غير متوفرة حاليا ، لكن لا يمكن للحزب الاستمرار في نهجه الحالي الى ابد الابدين نظرا لتضارب هذا النهج مع متطلبات قيام الدولة وفي ظل المتغيرات المتوقعة في المنطقة في المرحلة المقبلة”.

(الوكالة الوطنية)

السابق
افطارات التعاون الخيرية
التالي
بالفيديو: مارسيل غانم مهدد أمنياً.. وشارع منزله ممنوع من التصوير!