«السلة» مع السلاح!

علي حمادة

لا نشك لحظة في حسن نيات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طرح أخيرا، بعدما بدا ان التعطيل على كل المستويات سيطول كثيرا، فكرة “السلة”، على أن يتم الاتفاق عليها في الجولة المقبلة من الحوار الوطني في مطلع آب المقبل. وفكرة السلة كما يظهر لنا، أشبه بما حصل في مؤتمر الدوحة الذي عقد بعد غزوات “حزب الله” الداخلية في ٧ و١١ أيار، فولد “اتفاق الدوحة” الذي تضمن الاتفاق على ثلاثة بنود رئيسية، هي اسم الرئيس الذي سيتم انتخابه، ورئيس الحكومة الانتقالية وشكل الحكومة قبل (وبعد) الانتخابات النيابية التي حصلت بعدها بسنة، وكان جرى التوافق مسبقا على أن سعد الحريري يمكنه ان يكون رئيسها بعد الانتخابات، وخصوصا أن قانون الانتخاب الذي كان البند الثالث الذي جرى الاتفاق عليه، كان، فضلا عن موازين قوى الشعبية، يؤشر الى أن قوى ١٤ آذار ستحافظ على الاكثرية في مجلس النواب!
“السلة” المطروحة اليوم تهدف الى اتفاق حول ثلاثة أمور رئيسية أسوة بـ”اتفاق الدوحة”: الرئيس، قانون الانتخاب والحكومة رئيسا وتركيبة! بهذا المعنى، لا يأتي بري بجدبد على الطاولة سوى أنه يحاول الدوران حول المشكلة في محاولة لاختراقها من زاوية رخوة. لكن من قال إن لبنان يجب أن يبقى أسير معادلة الدوحة التي لم تعمر كثيرا، فجرت إطاحتها استنادا الى معادلة القوة، وقد شكل بيت الجنرال ميشال عون مسرحا لإعلان إسقاط الحكومة التي ترأسها سعد الحريري على قاعدة التزام (ضمن الدوحة) عدم إسقاطها. ومع ذلك جرى نقض الاتفاق. بهذا المعنى لا يشكل “اتفاق الدوحة” تجربة مشجعة على تكرار صيغة “السلة”، وإن يكن الوضع مختلفا اليوم عما كان سابقا، سواء إقليميا إو محليا.

اقرا ايضًا: الإنتحار الجماعي مستمر عند السنة والشيعة
لكن، وهنا بيت القصيد بالنسبة الى المزاج الاستقلالي، هناك خشية أن يكون طرح موضوع “السلة” مقدمة لانتزاع مزيد من التنازلات من جانب سعد الحريري، الذي قدم تنازلا لا أبالغ إن قلت إنه هائل، ودفع ويدفع من رصيده بترشيحه النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. والتنازل الجديد الذي يلوح شبحه في الأفق، هو تأييد ترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية (سوف يكون الرئيس الفعلي هو العنصري جبران باسيل)، في مقابل إمرار قانون انتخاب مختلط، وتأييد وصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة الاولى في العهد الجديد! فهل هذا حقا ما يتم التحضير له في كواليس “السلة”؟
إننا ننصح الرئيس سعد الحريري بعدم التسرع في قبول أي “سلة” تطرح، وان بحسن نية، وفي المقابل يفترض فيه ان يضع نصب عينيه مسألتين عليه ان يفكر فيهما منذ الآن: وضع سقف زمني لترشيح سليمان فرنجية الذي لم يفلح حتى الان في اقناع “حزب الله” بتأييده بدل عون، وإعادة وضع بند سلاح “حزب الله” غير الشرعي على الطاولة، وآخر “مآثره” دماء مواطنيين مسيحيين سالت بالامس بسببه!

(النهار)

السابق
هذا هو الحزب بسلاحه وماله وإيرانه
التالي
ارجاء تشييع شهداء القاع الى موعد يحدد لاحقاً