«الإخبار الإجتماعي» حاجة لبنانية في وجه الفساد!

الوزير بو صعب
هل فعلا صُدم وزير التربية إلياس أبو صعب بشبكة الغشّ التربوية؟ وكم لبناني كان يعلم بوجود هذه الشبكات؟ هل آن الآوان لإطلاق (الإخبار الإجتماعي telling social) على غرار الإخبار السياسيّ؟

دوما ومن على الشاشات أو أثير الإذاعات يطرق أسماعنا كلمة (فلنعتبر هذا الكلام بمثابة إخبار للسلطات المختصة Informez les autorités compétentes.) فكل سياسي لديه معلومة مضادة يبثها في الهواء دون أن يُكمل واجبه، ويتقدّم بشكوى رسميّة الى السلطات اللبنانية يُعلمها فيه بما يملك من معلومات خطيرة. وهذا الإخبار السياسيّ غالبه ناتج عن مناكفة ما.

والمواطنون الصالحون في دولة القانون هم الخفراء واليقظون فيما لو مارسوا مواطنيتهم بكاملها. لكن في لبنان الصورة معكوسة تماما. فمع انتشار فلسفة “حادت عن ضهري بسيطة” في حال كانت المشكلة لا تتعلق بي شخصيّا لا يهمنيّ. وربما يعود إنتشار هذه الفلسفة الى قانون لبناني يوّرط المُبادر او المُواطن الصالح بـ(سين وجيم) داخل المخافر وقصور العدل.

واللبناني، وبسبب ضعف السلطات المعنيّة بالسهر على راحة الناس وقضاياهم، وإنتصار العقل الميليشيوي منذ بداية الحرب الأهلية وحتى اليوم، بات هذا اللبنانيّ يتجنّب تقديم أيّة مساعدة او المبادرة الى المساعدة، وأدلّ دليل على هذه الفلسفة اللعينة هو جريمة قتل المواطن جورج الريف أمام الملأ وبسكين دون ان يرّف للمارة جفن!!

ورغم ذلك لا زال بعض السياسيين والمحامين والعاملين في الشأن العام يرددون هذه الجملة: (فلنعتبر هذا الكلام بمثابة إخبار للسلطات) في اطار التدليل على تقصير او ارتكاب صادر عن الطرف المعادي او المناهض او المناوئ.. وليس بدافع الوطنيّة الزائدة. بمعنى أنهم يستعملون هذه الجملة لـ(التنقير) فقط وليس بدافع الإصلاح.

ومناسبة هذا الكلام هو اكتشاف شبكة مزورة لتقديم إمتحانات رسميّة بديلة عن الطلاب الحقيقيين.

الياس بو صعب

علما ان هذا الإكتشاف لم يصدم اللبنانيين، ولم يهزّهم، رغم كونه خبرا يمسّ أولادهم مباشرة. لماذا؟ لأننا جميعنا نعرف هذه المعلومة، وجميعنا يعرف مزور هنا ومزور هناك. بدءا من امتحانات الرابع متوسط وصولا الى إمتحانات الجامعة.

هذا ان لم نتطرق الى فضيحة شراء رسائل الماجستير والدكتوراه والتي تقضيّ بدفع مبلغ معين لكاتب على ان يتسلمها الأكاديمي جاهزة.

والذي يفاجئنا ان الوزير المعنيّ، اعتقد انه كشف شبكة شبيهة بشبكة الزعرور او شبكة الدعارة في جونيه اللتان كانتا معروفتان أيضا من قبل المعنيين فقط.

إقرأ أيضاً: القبض على جامعي يحترف التزوير في الامتحانات الرسمية

اما شبكة الغشّ في الامتحانات الرسمية فهي معروفة ومنذ زمن من قبل جميع اللبنانيين، ومعظمهم، الا قلة قليلة نادرة، لجأ الى الغشّ بطريقة من الطرق للوصول الى منصب رسميّ معين.

فهل نطالب هؤلاء المتعاونين مع الغشاشين بأن يفتحوا ملفا ما يسمى بـ (إخبار إجتماعي) في سبيل التقليل من الفساد التربوي والأكاديمي؟ وهل ان هذا الوزير، النشيط إعلاميا، فعلا قد تفاجأ بوجود هذه الشبكة؟

للعلم فإن الكثير من الطلاب الخليجيين يتسجلون في جامعات لبنان حيث يقوم أحد الأساتذة بكتابة رسائل الماجستير لهم وبيعها لهم بمبلغ محترم. وهو ما كشفه أحد الأساتذة أمام طلابه في الجامعة اللبنانية.

“الإخبار الإجتماعي” يحتاج الى ذهنيّة التبليغ عن الفساد بكل أنواعه، واعتقد ان إطلاقه يحتاج الى فريق وظيفيّ جديد في لبنان.

وهنا لا أصّعب الأمور أبدا على المواطنين، لأن الذي وصل الى وظيفته في أية دائرة رسميّة بالواسطة والغشّ والتواطؤ لن يقبل ان يُخبر عن أية حالة غش وسرقة..

شاهد أيضاً: بالفيديو: الأستاذ يسرب الامتحان وبو صعب يضبطه بالجرم المشهود

فالخيوط كلها متشابكة، لكن المطلوب أولا إطلاق معلوماتنا كلبنانيين في الفضاء العام، وإبلاغ مسؤولينا الغافلين عن كل ما يجري في مجتمعنا في الطبقات الدنيا.

السابق
رشا الخطيب بعد الانفجار: بهايم.. ويمنى فواز تعلق
التالي
اخسر 5 كيلو من وزنك اسبوعياً خلال شهر رمضان..‏