وقائع اغتيال مصطفى بدر الدين…وكيف كانت علاقته بـ«حزب الله»؟ وبالسيد نصرلله؟

بحسب ما نشر موقع “الراي” عن وقائع اغتيال مصطفى بدر الدين، أنّه كانت الساعة قرابة العاشرة والنصف من ليل الخميس – الجمعة حين استهدف صاروخا جو – أرض أحد المباني في حرم مطار دمشق الدولي، في عمليةٍ أمنيةٍ بالغة الدقة أدّت إلى مقتله وجرح خمسة آخرين من «حزب الله» بعدما أحدث الصاروخان انفجاراً هائلاً في المبنى الذي كان موضوعاً في تصرُّف الحزب، فدُمّر على نحو كامل…

وتؤكد مصادر الـ”الراي” ان الصاروخين ضربا المبنى بعد نصف ساعة من مغادرة قائد لواء القدس العميد قاسم سليماني له اثر اجتماع عقده مع بدر الدين، ما يعني من وجهة نظر مراقبين أنّ اسرائيل حيَدت المسؤول الايراني وانتظرت خروجه من المبنى قبل ان تقصفه.

وتضيف “الراي” أنّ اغتيال بدر الدين، يشكل ضربة موجعة لـ «حزب الله»، رغم ما يشاع عن أن تَحوُّل هذه المنظمة غير النظامية إلى مؤسسة تشبه الجيوش، من شأنه الحد من الخسائر التي قد تنجم عن سقوط «العقول المدبرة» فيه.
فهو أحد القادة المخضرمين في «حزب الله» و«الرجل الملتبس» الذي حيكت حوله روايات كثيرة على غرار رفيقه عماد مغنية، وقد انتقل إلى سورية بعدما قرّر الحزب الدخول وبقوة في المعركة هناك منتصف العام 2013، وكان يتولى مسؤولية الأمن عن الآلاف من مقاتلي الحزب المنخرطين بالحرب في سورية.
كما ليست المفارقة الوحيدة أن سورية ابتعلت أبرز قيادييْن في «حزب الله»، مغنية وبدر الدين، بل إنهما قريبان. فبدر الدين هو شقيق زوجة مغنية، وكان أحد مؤسسي الحزب وأقدمهم، وعُرفت عنه طباعه الحادة حتى في العلاقة مع أقرب المقربين منه، إضافة إلى ميْله الدائم للعمل الأمني – الاستخباراتي.
ويتابع الموقع،  أنّه في العام 2000 تَقرر انتخاب أعضاء المجلس الجهادي وتعيين نائباً للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن المجلس الجهادي، على أن يكون هذا التعيين مداورةً بين الأعضاء، إلا أن العلاقة المميزة بين نصرالله ومغنية أفضت إلى استمرار الأخير في هذا الموقع منذ تعيينه وحتى اغتياله في العام 2008.

والثابت في هذا السياق أن مغنية كان يقبض على كل الصلاحيات العسكرية للقيادة في جميع تفاصيلها، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالمخابرات وقيادة الأركان وسواها من الملفات، وثمة مَن يقول، في هذا الإطار، أنه حين اغتيل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، لم يكن بدر الدين ممسكاً بأيّ مسؤولية أو ملف، ودوره كان يقتصر على مركز جهادي رمزي كأحد القياديين الكبار في الحزب، واستمرّ الوضع على هذه الحال إلى حين اغتيال مغنية في دمشق في العام 2008.

ويروى في هذا المجال أنه بعد اغتيال مغنية، قرّر نصرالله عدم تسليم المسؤوليات إلى قائدٍ بذاته وقام بتوزيع المهمات التي كان يتولاها مغنية كملفات على أعضاء المجلس الجهادي بعدما جرى توسيع هذا المجلس وزيادة عدد أعضائه.

ويلفت الموقع، أنّ بدر الدين قد تعرض لمحاولة اغتيال في العام 1996 حين ضربت طائرات إسرائيلية شقة كان يتواجد فيها في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت وأصيب خلالها بجروح طفيفة.

إقرأ ايضًا: هل توقعت جنوبية الاعلان عن اغتيال مصطفى بدر الدين

وأنّ باغتياله يكون سقط مسؤول الجناح الأمني لوحدات «حزب الله» المقاتلة في سورية، وهو كان أحد المطلوبين على لائحة إسرائيل التي من المستبعد أن تعلن مسؤوليتها على نحو رسمي عن اغتيال هذا القيادي في «حزب الله»، لكنها ستترك لإعلامها حرية الاجتهاد في تسريب معلومات توحي بمسؤولية إسرائيل عن «الصيد الثمين».

وبالعودة لعملية اغتيال كشفت مصادر متابعة في دمشق لـ موقع «الراي» عن جانبٍ من عملية اغتيال بدر الدين، فقالت إن الصاروخين (جو – أرض) أصابا المبنى الذي كان يستخدمه «حزب الله» فدُمّر بالكامل، وهو عبارة عن قاعة كبيرة في حرم مطار دمشق الدولي كانت موضوعة بتصرف الحزب لأغراض لوجيستية وقيادية نظراً لشراكته مع النظام السوري في الحرب الدائرة هناك.

واعتبرت هذه المصادر عملية اغتيال بدر الدين أمنية بامتياز بعدما كان ملاحَقاً من الاستخبارات الإسرائيلية، من دون أن تستبعد المصادر أن تكون العملية ثمرة تعاون مشترك بين الاستخبارات الإسرائيلية ونظيرتها الأميركية.

إقرأ أيضًا: هل سيتهم حزب الله السعودية باغتيال بدر الدين؟

ومن غير المتوقّع، بحسب ما سربت دوائر على بيّنة من مجريات الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» لموقع “الراي”، أن يطرأ أي جديد على تدابير التحوط الأمني التي اعتمدتها إسرائيل، في الداخل والخارج، وفي شكل مكثّف منذ اغتيال مغنية.

ويرى هؤلاء أن «حزب الله» الذي لن يردّ في شكل مباشر، لن يبخل أيضاً بأيّ جهدٍ لتصفية الحساب مع إسرائيل حين تتوافر الموفّقية، وهو حسابٌ مفتوح ذات طبيعة استخباراتية – أمنية يشبه «الكرّ والفرّ» بين الطرفين.

كما توقّعت جهات متابعة في بيروت أن تتخذ إسرائيل بعض التدابير الأمنية الطارئة على الحدود مع لبنان، كانكفاء العناصر والدوريات لفترة محددة، وسط استبعاد أي مواجهات عسكرية مباشرة لأن المعركة تدور رحاها الآن بين الآدمغة الاستخباراتية لا بالعضلات الصاروخية.

السابق
لائحة «النبطية مدينتي» هل تتشكل؟ ومن هم اعضاؤها؟‏
التالي
قلت ما عندكم أموال …. وملايين الدولارات يا سيد ؟؟؟!!!!