الثنائي المسيحي يخسر ثقله الرئاسي في المعركة البلدية؟

كتبت كلير شكر في “السفير”:  الثنائي المسيحي يخسر ثقله الرئاسي في المعركة البلدية؟

قد لا يجد سعد الحريري من فريقه السياسي مَن يُطلعه على جدية التراجع الدراماتيكي الذي يصيب تياره وحضوره ونفوذه… ولكن ستكفيه قراءة أرقام تصويت البيارتة ليتأكد أن زعامته تواجه مأزقاً وجودياً، وبأن جمهوره ملّ الشعارات السياسية التي لا تطعم خبزاً ولا توقف مزاريب الهدر ولا تؤمّن قسطاً مدرسياً لأطفاله، وها هو يبحث عن مشروع بديل يعبّر عنه. ولعل رهان الثنائي المسيحي، أي «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية»، على تقريش نتائج الانتخابات البلدية في الاستحقاق الرئاسي، هو الذي يدفع بمعارضيهم الى مواجهتهم بمنطق الأرقام ذاته، وذلك لدحض «مقولة الـ86%» التي حاول «المتحالفان الجديدان» إسقاطها على البلديات لتثبيت نظريتهما بأنها يمثلان الأغلبية الساحقة من الشارع المسيحي. ولتكون لهما وحدهما الكلمة الفصل في مصير كرسي بعبدا.ترقّب معارضو هذه القوى جردة الأرقام التي أظهرتها صناديق الاقتراع ليحاججوهم باللغة نفسها: لا يكفي أن تحصل لائحة الأحزاب على أكثر من عشرة آلاف صوت زحلي كي تثبت أنّ عاصمة الكثلثكة لها، لأنّ النتائج بيّنت أنّ ثمة قوتين مقابلتين تمثلان مجتمعتين أكثر من خمسة عشر ألف صوت.. وهنا كل الفرق. يقول هؤلاء إنّه بناء على هذه المعادلة التي تجعل من الأحزاب الثلاثة لا تمثل أكثر من 40% من أصوات الزحليين، فقد سقطت «مقولة الـ86%»، والتي ستنعكس حكماً على بقية المعارك الانتخابية المنتظرة، لا سيما في جونية. ويقولون إنّ معركة جونية هي معركة أحجام ونفوذ يُراد ترسيم حدودها قبل الانتخابات النيابية ولهذا تخطت أصداؤها نفق نهر الكلب وصارت ساحة مواجهة تلتقي على أرضها كل القوى المسيحية. هكذا أيضاً يبدو أنّ التحالف العوني – القواتي سيقف على أبواب المدينة، لأنّ حسابات الفريقين اختلفت.

السابق
حوار 28: أجواء البلديات وقانون الانتخابات
التالي
وثائق بنما: تاجر سلاح إسرائيلي «يقيم» في برج حمود!