جنبلاط منسحباً: خَلَصْ ما بقى تْسِمّوني!

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: جنبلاط منسحباً: خَلَصْ ما بقى تْسِمّوني!

آنَ الأوان لتيمور على ما يبدو. ويقول القريبون من النائب وليد جنبلاط: إذا كان المطلوب أن نتجرَّع كأس الانتخابات البلدية في موعدها المقرّر، فلتكن لها إيجابية على الأقل: إيصال تيمور. فهذه هي الفرصة الفضلى لضمان دخوله النادي النيابي من دون معارك مزعجة. بالنسبة إلى جنبلاط، الانتخابات البلدية كأسٌ مُرَّةٌ يحاول أن يتجنّبها في ظلّ تفاهم عون – جعجع في البلدات المسيحية وعدم تفاهمه مع “المستقبل” في إقليم الخروب وتجاذب بعض الأنصار في الشوف وعاليه على أسُس عائلية ومصلحية. ولكن، إذا لم يكن أحد يَجرؤ على تَحمُّل المسؤولية عن تعطيل الانتخابات، فعلى الأقلّ يجب الخروج منها بالحد الأدنى من الأضرار وما يمكن من مكاسب. ومن ذلك، الإفادة من فترة الهدوء الانتخابي، نيابياً، لإيصال تيمور إلى المجلس النيابي بعيداً من المعارك الصاخبة والمساومات التي تَغلب على المعارك الانتخابية الشاملة. لذلك، سارَع جنبلاط إلى الإعلان عن نيتِه تقديم استقالته من المجلس النيابي عند أوّل جلسة تشريعية. وهو بذلك يفرض انتخابات فرعية في الشوف لمصلحة تيمور الذي لن يكون له منافِس جدّي. ولبلوغ الهدف، يُفترض أن تُعقد الجلسة التشريعية قبل الانتخابات البلدية في جبل لبنان، في 15 أيار… إلّا إذا طرأ ما يعطل هذه الانتخابات وفق ما تشتهي قوى أساسية عدة! وفي شكل تدريجي، سيستفيد وليد جنبلاط من الظروف للتقدُّم في تسليم وريثه السياسي مسؤوليات حزبية. وهو اليوم يحمل صفة “عضو مرشد”، ما يخوِّله سلوك الآليّة التي تقوده إلى رئاسة الحزب. وإذ يتمّ تأجيل انعقاد الجمعية العمومية في السنوات الأخيرة، فقد بات واضحاً أنّ الأمر يرتبط بتهيئة الأجواء لتسليم تيمور صلاحيات حزبية قيادية. يقول البعض إنّ التوتّر الاستثنائي والمعارك التي يخوضها وليد جنبلاط على جبهات عدة في آنٍ واحد ربّما تكون جزءاً من عدّة الشغل. فهو غالباً ما يشعل غضبَه ويطلق النار في كلّ الاتجاهات للتمويه. ثم يصوِّب سرّاً على هدف محدّد. إنّه أسلوب جنبلاطيّ بامتياز، وقد أثبتَ مفاعيله حتى الآن.

السابق
الحريري يردّ على «السفير»: لا علاقة لي بطربيه
التالي
اقتراح رئيس لسنتين… بين الاشاعة والحقيقة