اتّفاق رباعي على الطّريقة البلديّة

الانتخابات البلدية

عندما تصبح العملية الإنتخابية محطّة للتّخلص من النّاخبين وتشتيت أصواتهم، وعندما تمسي الماكينات الإنتخابية هياكل هشّة تستعرض أمام العامّة بإنتظار توافق الخاصّة، نكون لا محالة أمام ديمقراطية صوتيّة يقدم لها زعماء مستعينون بصناديقٍ خاوية سيسمع تردد صداها في القرى والبلدات وفي المدن الكبرى ولاحقاً ستقهر ذلك أنّ التّساوي بين ضدّين في العادة لا ينتج عنه إلا صفر.

اقرأ أيضاً: أسرار جنبلاط: هل يريد تأجيل«البلدية»؟ وماذا عن الشحّ المالي الخليجي؟

وفي التّفاصيل فإنّ الإنتخابات البلديّة الحاصلة في موعدها لن تحرّك سكون البلد وهي في الأصل لم تحرّك إلى الآن ساكن النّاخبين، وتفصيل ذلك أن الرّعاة الرّسميين قرّروا عدم الصّرف وتوقّفوا عن الإنتاج والدّعم، والإستحقاق بغيابهم لا بدّ وأن يتحكّم به تلقائيّاً متوسّطي الشّأن، من أصحاب الشّركات والمؤسّسات والأراضي وفارهي الدخل، وفي أسوء الحالات الفتوات المعشعشة في الحي.

إنّها ببساطة قصّة الخلط بين النّفق والبئر، هي بالفعل حكاية هرب بالحفر تحت بيتٍ إختارته النّار وكأنّما ليس للنّار في الأرض أصل جمهورية سايكس بيكو ذكرها الزّائر الفرنسي مجازاً بزمانه، فترحم من تبقى من الكبار على إنتدابه، رافقهم في ذلك اليائسين البائسين بتنهيدةٍ تنمّ عن رضى وتسليم بحكمة لا يملكها في نظرهم إلا من راكم عمراً وغاب عنهم أن التّسليم يبس ويقيناً لن يولد من الأشياء ما يخالفه.

الانتخابات البلدية

ما ستشهده الإنتخابات من حماوة في الأيام المقبلة لن تكون أكثر من حرارة فردية في مناطق لا تصنّف على أنّها رئيسيّة، تختلف في ما بينها في الأيام العادية وتصطلح في أخرى على الطّريقة العشائرية، أي يكفيها وجود شيخ وكبار قوم وفنجان قهوة وشاي وديوانيّة، أمّا البلديّات الكبرى فيلزمها كما جرت عليه العادة جيوب ملأت بليراتٍ مؤلّفة ومئاتٍ من الدّولارات تليق بحجم الهبرة وإن إستحال ذلك بسبب الطفرة كان في التوافق موعظة وعبرة.

اقرأ أيضاً: الاحزاب لن تنخرط في الانتخابات البلدية في اقليم الخروب

إنتخابات البلدية على ما يبدو سيكون لها صداها في الشّارع المسيحي حصراً وستستخدم لحسم معركة السّيادة عليه، هي بالنسبة للمرشحين كالهواء المنفوخ في القفّة تحت الماء شأنه الصّعود. والمتضرّر سيكون حصراً الجنرال، الذي سيخوضها ملزماً إما بالتنازل أو التحالف مع وارث بكويّةٍ وحامل لقب حكيم، في المقابل هناك إتّفاق رباعي لكن هذه المرة بنسخةٍ بلديّة أمّنت توافقاً، في حين أنّ الدّيوك في حلبة واحدة لم ولا ولن تتّفق.

 

السابق
بالفيديو: جثت مقاتلين من النظام والشبيحة ..
التالي
سعد: سنخوض الانتخابات البلدية مع التيار الوطني في مواجهة المستقبل وحلفائه