ذكرى 13 نيسان الأليمة «لا تنذكر ولا تنعاد»

في 13 نيسان أمس، مرّت ذكرى 41 عاماً على اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية، التي استمرت نحو 17 عاما، ولم تنته الا بعد توقيع اتفاق الطائف، الذي لم يطبّق إلا بعض من بنوده فيما تنتظر البنود الأخرى تطبيقها، وأهمها بند إلغاء الطائفية السياسية.

حفلت الحرب الأهلية بالآلام والقهر والمجازر، والتي كانت أهمها مجزرة “السبت الأسود” التي حصلت بين مرفأ بيروت والكرنتينا، ومجزرة مخيم تل الزعتر، بعدما أودت بحياة 130 ألف قتيل بين لبناني وفلسطيني، ناهيك عن تهجير للشعب اللبناني داخل الوطن وخارجه.

اقرأ أيضاً: لم تنته الحرب الأهلية…

هذه الحرب التي انطلقت شرارتها في منطقة عين الرمانة، بعد مرور البوسطة التي كانت تقل فدائيين فلسطينيين مسلحين متوجهين الى مخيم تل الزعتر، وذلك بعد عودتهم من احتفال في مخيم صبرا، ما شكل استفزازاً لابناء منطقة عين الرمانة ذات اللون المسيحي، مع العلم انه وقبل مرور البوسطة بساعات عدة، سبقتها محاولة إغتيال فاشلة لرئيس حزب الكتائب بيار الجميل في منطقة عين الرمانة من أمام كنيسة المنطقة من قبل مسلحين فلسطينيين، فقتل على الفور مرافق بيار الجميل جوزيف أبو عاصي، وثلاثة مواطنين وجرح 7 كانوا متجمعين أمام الكنيسة، وجميعهم من أهالي منطقة عين الرمانة.

وأمام هذا الجو المتوتر وبقصد الاستفزاز، أصرت الحافلة أو البوسطة ومن بداخلها المرور داخل منطقة عين الرمانة، ما سبب غضب أهالي المنطقة المنضويين أصلاً تحت لواء “حزب الكتائب”، وبدأو باطلاق النار باتجاه البوسطة انتقاماً، واسفرت تلك الحادثة عن مقتل جميع من كان بداخلها، وهذه كانت شرارة البداية واشتهرت بـ”حادثة بوسطة عين الرمانة”، وانطلقت الحرب الاهلية اللبنانية بعدها، وأخذ الصراع طابعاً طائفياً علنياً بين ميليشيات اسلامية منضوية تحت لواء ما يسمى بـ “الحركة الوطنية”، وذلك بمشاركة ودعم من المقاومة الفلسطينية من جهة، وميليشيات مسيحية تحت ما يسمى “الجبهة اللبنانية” من جهة اخرى، وأدى صراعهما إلى تقسيم مدينة بيروت إلى قسمين، قسم كان يعرف بـ”بيروت الغربية” (الشطر المسلم)، والقسم الثاني بـ”بيروت الشرقية” (الشطر المسيحي).

الحرب الاهلية

وبعد إنتهاء الحرب الأهلية في أوائل تسعينات القرن الماضي إثر توقيع إتفاق الطائف، تبين للشعب اللبناني لاحقاً أن تلك الحرب لم تكن حرباً طائفية بين المسلم والمسيحي، بل حرب مصالح ونفوذ وأوامر الآخرين على أرض لبنان، وعلى رأس تلك الأوامر في إشعال الصراع الدائر على الساحة اللبنانية كانت سورية من جهة، وإسرائيل من جهة اخرى، وذلك من خلال أيد لبنانية كانت تنفذ الأوامر كالدمى على المسرح التي تحرك من خلال الخيطان من وراء الستارة بمزاج وأوامر الخارج، وذلك كله تحت الشعارات الوطنية المتزلفة المبتكرة أصلاً من كلا الطرفين اللبنانيين المنافقين المخربين، ودائماً على حساب دماء وأرواح واقتصاد الشعب اللبناني.

اقرأ أيضاً: في ذكراها: الحرب الأهلية قائمة بعونه تعالى

هذه الحرب الأليمة التي اندلعت شرارتها يوم الاحد 13 نيسان عام 1975، ستبقى ذكراها الأليمة خالدة في كتب التاريخ ووجدان كل لبناني، فقط من أجل إستخلاص العبر منها كي لا تتكرر مأساتها على اللبنانيين، وأتمنى من كل قلبي وباللهجة العامية اللبنانية دائماً، “لا تنذكر ولا تنعاد”.

 

السابق
أوساط الحريري تكذّب جريدة الأخبار: منفتحون على الجميع فكيف بـ «ريفي»‏
التالي
المعهد الديمقراطي لتقييم مرحلة ما قبل الانتخابات تبحث أبرز القضايا المؤثّرة على المناخ السياسي