لماذا تعاقب ايران حركة الجهاد الاسلامي؟!

ما هو السرّ الذي يكمن وراء تخفيض الدعم الماليّ الإيراني عن الحليف الفلسطيني الإسلامي البارز الا وهو حركة الجهاد الإسلامي وعدم توفر الرواتب لقناة فلسطين اليوم الفضائية؟

تعاني حركة الجهاد الإسلامي، وهي الحركة الفلسطينية الإسلامية الموازية لحركة حماس، والتي تتميز عن حركة حماس بعلاقتها الجيدة جدا مع أيران ومع حزب الله، وتأييدها للنظام السوري بمعنى انه يمكن وصفها بـ(حزب الله فلسطين)، هذه الحركة عانت مؤخرا ولا تزال من أزمة ماليّة حادة تجلّت بتوقف بعض المصاريف والرواتب عن منتسبيها، خاصة فيما يتعلق بقناة (فلسطين اليوم)، وهي الفضائية التي أسستها إيران للحركة في بيروت، ومكاتبها موجودة بشكل رئيس في بيروت – كما هي حال الفضائيات العربية المعارضة الأخرى التي أطلقتها طهران في بيروت- وكانت اسرائيل قد اقفلت مكاتب القناة في القدس بسبب بثها المؤثر بعيد انطلاقة الهبّة في القدس.

إقرأ أيضًا: اين اصبحت «المبادرة الفلسطينية» التي اعلنت قبل عامين؟!

وكان عدد من العاملين في مكاتب القناة في بيروت، شكا من توقف دفع الرواتب منذ بضعة أشهر لعدم توفر الأموال التي تقدمها ايران للقناة واضطرار بعض الزملاء للذهاب نحو خيارات معارضة تماما لسياسة ايران، رغم انه من المفترض ان ترتفع نسبة المساعدات والإعانات المالية لحركة الجهاد بعد رفع الحصار عن إيران وبعد اجراء عدد كبير من الصفقات التجارية والاستثمارية مع عدد كبير من الدول الغربية وبعد الاتفاق النووي الإيراني الغربي.

فما سرّ توقف الدعم المالي عن حركة الجهاد الحليف الأبرز لكل من إيران وحزب الله في لبنان وسورية، وهي الفصيل الفلسطيني الذي حافظ على علاقته بالقوى الوطنية في لبنان من خلال مسؤوله الحاج ابوعماد الرفاعي. والذي كان من المفترض ان يصبح الأبن المدلل للحزب بعد إنفضاض حركة حماس عن السياسة الإيرانية الاقليمية في المنطقة وتوجهها صوب محور قطر- تركيا؟

ان هذا السرّ الذي قد لا يخطر ببال، هو ما سرّبه أحد العارفين بالوضع، حيث قال ان السبب الأساس والحقيقي الذي يقف وراء توقف الدعم المالي للحركة من قبل ايران هو رفض الدكتور رمضان عبدالله شلّح إدانة حملة عاصفة الحزم السعودية على اليمن دعما للموقف الإيراني والموقف الحزب اللهي.

ومبرر قرار شلّح هو تحييد المقاومة الفلسطينية عن الصراعات العربية والإقليمية حفاظا عليها وعدم وجود مصلحة للحركة في ان تكون طرفا منحازا لهذه الدولة او تلك في ما لا يخصها كحركة مقاومة، وهي الحركة التي أيدت قتال حزب الله في سورية دون ان تعلن ذلك رسميّا، انطلاقا من الموقف نفسه.

اقرأ أيضاً: بسبب تحرير اليمن وسوريا… ضاعت فلسطين؟

هذه التخفيضات في المعونة ضد حركة الجهاد لا علاقة لها بما يروّج له البعض من أن أموال إيران تصبّ كلها في سورية، ومن ان أسعار النفط الهابطة هي السبب ايضا، والصحيح ان الموقف التاريخي لحركة الجهاد الاسلامي من حرب اليمن هو السبب الفعلي والحقيقي.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تسعى ايران الى الزج بالقوى والفصائل الفلسطينية في الصراعات الإقليمية، في حين ان هذه القوى بحاجة لكامل الدعم العربي والإسلامي سواء أكان ماديا أم أعلاميا ؟

السابق
الوزير جريج لـ«جنوبية»: كاريكاتور الشرق الأوسط سمج!
التالي
فياض: سنخوض الانتخابات البلدية مع حركة أمل وفق الأسس المتفق عليها