بروكسل …و تحدّيات الاسلام الصعبة!!!

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
ليس أسوأ من جريمة بروكسل إلا ردّة فعل المجتمعات الإسلامية الباهتة ، حتى يبدو كأنّ الإنسان غير المسلم لا قيمة له بالنسبة للمسلمين ، بل و كأنّ سمعة الإسلام ليست ذات أهمية لديهم ؛ هذا إذا تناسينا المنطق الإنساني في مقاربة الموضوع!

يكفي أن يُطلق أحد الغربيين رأياً يُعارض فيه بعض طقوس المسلمين أو أفكارهم أو ممارساتهم  لتنهال الأصوات المنددة من أعلى المواقع و أحطها … من كل حدب و صوب , حتى تخال أن دين الله في خطر محدق !!

إقرأ أيضًا: تفجير العاصمة بروكسل فتش عن الأصابع الصهيونية!

ناهيك عن المسيرات التي تخرج في عدد من بلاد المسلمين ، و التي قد تترافق مع أعمال شغب … لكن أن يحصل اعتداء سافر على مواطنين أبرياء فهذا ما لا يحتاج لأكثر من بعض الاستنكارات الخجولة و المحدودة .
مع جريمة بروكسل آن أن  نعي أن المسؤولية لا تنحصر بمن خطط و نفذ فحسب ، بل تشمل كل البيئة الإسلامية ، كل بحسبه ، مع العلم بأن السكوت يجعل صاحبه شريكاً في الجرم تطبيقاً للحديث : ( الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ) .
التفجير لم يُضعف الغرب ، بل لم يناله بسوء حتى – رغم استشهاد بعض ضحاياه الأبرياء – ؛ بل أصاب مجتمعنا الإسلامي ، و فجّر عقول شباب المسلمين ، و سيجعلهم أكثر بعداً عن الإسلام .

المسلمون في بلجيكا
المسلمون في بلجيكا

و الرسول ص يحدد المسلم بأنه الذي ( سلِمَ الناسُ من يده و لسانه ) ؛ و لكن اليوم أصبح العكس هو الصحيح .
حريٌ بعلماء الإسلام و قادته و أصحاب الفاعلية و القرار في مجتمعاته – على اختلاف اهتماماتهم – أن يعمموا ثقافة خطاب الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : ”  يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ”
و عليه ، و مع حزني الشديد على الضحايا الذين يرتفعون شهداء على أيدي من يدعي الإسلام ، و لكن لا يمكنني إلا أن أحزن على الضحية الواقعية ، و هو المجتمع الإسلامي ، الذي يغيب فيه صوت الدين و العقل ، لتعلو فيه الغرائز و العصبيات و الاهتمام بالقشور و الطقوس دون الروح …

إقرأ أيضًا: لا صلاة على ضحايا بروكسل.. ويقولون من أين جاءت داعش؟!
و أخيراً ، تبقى المسؤولية الأساسيّة لإعادة النظر بمفهوم الجهاد ، و بتحديد موقف الإسلام من غير المسلمين ، و تبيين حدود حرية الإيمان بل و عدمه أيضاً. .. مع العلم أن مستقبل البشرية يتّجه لإيجاد فسحة كبيرة للحرية المطلقة للمعتقد ، و لمزيد من نشر السلام … ؛ على أمل أن يعي المسلمون مستجدات وقتنا الراهن , المقبل على تطور كبير في نمط المعيشة و الذهنية العامة للشعوب ؛ ما سيجعل المسلمين أمام مخاطر وجودية حقيقية .

السابق
المعارضة السورية: نظام الأسد متواطئ مع داعش واستعادة تدمر خطة تسويقية
التالي
نجمة بيروت انطفأت