برّي غاضب… ويلوّح بحمل «أمل» السلاح؟!

أثار الحديث عن الذمية السياسية في الايام الاخيرة غضب الرئيس نبيه بري الذي عكسه في مجالسه الداخلية، ولا سيما بعدما تناول الوزير جبران باسيل هذا الموضوع في احتفال لـ”التيار الوطني الحر” وتطرق فيه ايضا الى اللامركزية الموسعة. ولم تنته الامور عند هذا الحد إذ انفجر الخلاف في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بين باسيل والوزير علي حسن خليل، وعمل الرئيس تمّام سلام على التهدئة بينهما بعدما تبادلا اتهامات بممارسة الذمية السياسية.
لماذا العودة الى نبش هذا النوع من المواضيع التي لا يحبذ بري تناولها، لكنه يعبر عن تراكمات عايشها شخصيا منذ انتخابه رئيسا لمجلس النواب وكيف عمل في اوائل التسعينات على تثبيت الشيعة في المؤسسات الرسمية وفي وظائف الدرجة الاولى. ورداً على اسئلة زواره يقول: “لا احد يذكر الشيعة بالذمية السياسية التي كانت تجتاح مناطق لبنانية عدة وخصوصا في الاطراف”. ويرجع بالذاكرة الى الوراء وكيف انه “جاهد” في تثبيت اسماء شيعية في القضاء والعسكر والادارات ووظائف الدرجة الاولى، وانه كان ممنوعا على ابناء هذه الطائفة احتلال مواقع عليا في الديبلوماسية ، وانه في السابق كان لا يتم اختيارهم الى بلدان افريقية على اهميتها الى ان تم تثبيتهم في سفارات عواصم كبرى شأن بقية الطوائف وتم تعيين سفراء شيعة في بريطانيا وبلجيكا وبلدان اخرى وفي منظمات دولية.
ويروي انه في احدى المرات عندما لمس ان الرئيسين الراحلين الياس الهراوي ورفيق الحريري يعملان (عام 1993) على تعيين اسماء تخصهما ، عمل على سحب ورقة من جيبه كتب عليها اسم هيثم جمعة المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية . وخاطبهما في تلك الجلسة انه لو جاء اسم جمعة مكتوبا في نهايته بحرف الالف لوجب اعتماده. اما اذا اخضع الجميع لامتحانات مفتوحة فلا مانع لدي. ولذلك فإن بري يدعو من يعنيه الامر ويتناول الذمية الى عدم العودة الى هذا الموضوع. ويؤكد انه لا يريد الحديث عن تعيين الوزير السني فيصل كرامي من حصة الشيعة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي”ولست نادما على هذا الخيار”. ويدعو الى التدقيق في مواقع شيعية في عدد من الوزارات يشغلها بالتكليف من هم من غير ابناء الطائفة ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية “ولا نسأل من اجل مصلحة البلد”.
ويعتبر ان “الحديث عن الذمية وتقديم اللامركزية بحسب اهواء البعض هو شكل من الفيديرالية والتقسيم الذي يبشروننا به”.
ويرد على هؤلاء بالقول انه على استعداد لتسليح حركة “أمل” وان يحمل البندقية شخصيا عند وقوع ثلاث حالات:
“- لقتال اسرائيل وهذا امر معروف زرعه في نفوسنا وعقيدتنا الامام موسى الصدر للدفاع عن ارضنا وكل لبنان.
– لمحاربة التقسيم والتمييز بين اللبنانيين على ان نعيش جميعنا تحت سماء لبنان.
– نحمل السلاح للدفاع عن النفس”.

اقرأ أيضًا: حزب الله سيخسر فرنجية وعون
ويعود الى القول انه اول من نادى ولا يزال يعمل لالغاء الطائفية السياسية. ويسجل هنا للعماد ميشال عون في خطابه الاخير تمسكه بتطبيق النسبية في قانون الانتخاب ولو في نصف المقاعد مع ان طموحنا اكبر. لنطبق النسبية ويأخذوا ما يريدون ونعجل في انتخاب رئيس الجمهورية ونحافظ على المؤسسات”.
ولدى مفاتحة بري بعودة البعض ولا سيما الرئيس فؤاد السنيورة الى الحديث عن انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد، يعيد رئيس المجلس الجميع الى انتخاب الرئيس بشير الجميل في الكلية الحربية في الفياضية عام 1982 وكيف عمل فريقه والساعون لانتخابه على تأمين النصاب المطلوب للجلسة وعدم تخطي هذا الامر حتى في الظروف القاهرة وابان وجود الاحتلال الاسرائيلي آنذاك. ويروي كيف عمل والرئيس الراحل صائب سلام على منع اتمام النصاب ولم ينجحا. ولا ينسى الى اليوم كيف خاطبه سلام ودعاه عشية الجلسة الى الاطمئنان بلهجته البيروتية المحببة عن عدم حضور نائب بيروتي سابق :”طوّل بالك يا نبيه ، فلان لن يشارك”، الا انه كان في مقدم الحاضرين في الفياضية.
ويكرر بري هنا ما قاله للسنيورة في جلسة الحوار الاخيرة في عين التينة من ان يهتم بالاقتصاد والارقام اكثر من الدستور واطلاقه الفتاوى “واذا استطاع ان يقنع رئيسه سعد الحريري بنظريته هذه فليخبرني ، واذا نجح انا باق على رأيي والسلام”.

(النهار)

السابق
حلفاء أخطر من أعداء
التالي
قوى الامن : ضبط 739 مخالفة سرعة زائدة