المشنوق: حزب الله رفع شعار الموت لآل سعود وسبب الأذى للبنان

اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن البلد على حافة الهاوية و”أننا ذاهبون إلى مواجهة عربية كبرى”، كاشفاً عن أن “هناك دولاً أخرى ستنضم إلى الخليج وستحصل اجتماعات في الجامعة العربية، وستؤخذ قرارات بالإجماع بمسألة لبنان”.

وعن عدم مشاركته في جلسة اعمال مجلس الوزراء، قال المشنوق في حديثٍ الى “LBCI”: “اعاني وجعاً في ظهري. صار الحمل على ظهري اثقل بكثير مما اي احد يتصور، نحن في ازمة كبرى نتيجة ما حصل في “جامعة الدول العربية” في القاهرة وما حصل في المؤتمر الاسلامي في جدة، لان هذا الامر يتعلق بعروبة لبنان وليس بموقف لحظة من قضية محددة، هذا التوجه ذاهب الى مشكل اكبر ببكثير مما نتصوره نحن”.

حوار “المستقبل” “حزب الله”

وفي شأن عدم مشاركته في جلسة الحوار بالامس بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” برعاية الرئيس نبيه بري، اجاب: “كان رايي انه يجب تعليق الحوار لفترة يكون الشخص راجع كل خياراته وكل سياسته وبعدها يقرر العودة الى الحوار وفق نظرة جديدة للامور”.
أضاف: “في موضوع الفتنة المذهبية نشعر ان الامور ذاهبة الى مشكلة اكبر، وتوجد قراءة انه كلما تأزمت في السياسة تنفجر منطقة من المناطق. بالاتصال بين الرئيس الحريري والرئيس بري تقرر ان يحصل الاجتماع بالطريقة التي تم بها ان يذهب الاستاذ نادر الحريري والحاج حسين الخليل بحضور الوزير علي حسن خليل ويجتمعون لفترة محدودة. والكلام الذي قيل في الفترة التي عقد فيها الاجتماع كلام جديّ وليس شكلي”.
وعن الأزمة مع السعودية، قال: “أنا في محاولاتي من سنتين حتى اليوم، تصرفت كوزير داخلية لكل لبنان، ولكن في إزاء ازمة كبرى نعيشها، لا يمكن أن لا يكون لي رأياً سياسياً محدداً، ليس في السفارة السعودية فقط بل في اي مكان، أنا قلت هذا الكلام، وقلت في مجلس الوزراء كلاماً أكبر من هذا. حزب الله في الفترة الاخيرة رفع شعاراً سياسياً عنوانه الموت لآل سعود، وقيل عن السعودية ودولاً أخرى كلاماً كثيراً لا حدود لقدرته على الاعتداء وقدرته على الإيذاء، وايذاء لبنان أولاً. قبل ان نصل الى ايذاء الاشخاص الذين يسمعون هذا الكلام”.

وتابع: “كان لي محاضرة في ابو ظبي عنوانها “العروبة في وجه الولاية والخلافة”، أي في وجه ولاية الفقيه وخلافة ابو بكر البغدادي، وقبلها أجبت في خطاب لعشاء اتحاد العائلات البيروتية رديت فيه على كلام للسيد خامنئي يقول فيه “سنمرغ أنوفهم في التراب”. سمعت كلاماً عالي النبرة لم يصل الى حد التهديد ولكنه كاد ان يصل لأن الكلام عن السيد خامنئي لا يجوز وغير مقبول وغير مسموح، كيف يُسمح لأحد أن يقول أعلى الكلام بحق حكام عرب وفي النهاية يُعتبر أن هذا الكلام طبيعي ويخدم علاقات لبنان وعروبته. هذا كله يضر”.

خلايا ارهابية يصدرها لبنان

تابع: “في إحصاء بسيط للخلايا الارهابية النائمة او الفاعلة في سنة 2015 والتي يدعمها ويشغلها الحرس الثوري الإيراني نجد أن هناك 8 دول: كينيا، نيجيريا، قبرص، بلغاريا، السعودية، الكويت، البحرين والامارات، هذه دول فيها خلايا ارهابية، هؤلاء الشباب من اين أتوا؟ اين تدربوا؟ ماذا ذهبوا ليفعلوا؟ خرجوا من لبنان وتدربوا في لبنان، و8 من 10 من الموقوفين في تلك الدول هم لبنانيين.
وقال: “في الخطاب الاخير للسيد نصرالله الذي يخاطب فيه السنة، ويتهم دولاً عن حق أو عن باطل بأنها تسعى للتنسيق مع اسرائيل ويخونها، سؤالي هو التالي: لنفترض ان جزءا من هذا الكلام صحيح، هل تساءل نصرالله لحظة لماذا وصلت هذه الجهات الى الامن الحقيق لحمايتها؟ وهذا كله افتراض، لان لدى الجميع خوفاً من السياسية الايرانية في المنطقة. اذا كان الامر الذي تحدث عنه نصرالله صحيحاً، فهو نتيجة السياسة الاميركية في المنطقة التي مهمتها تخويف الناس، عندما يكون هناك 8 خلايا تم الاعلان عنها معلنة في سنة، ماذا ننتظر من هذه الدول؟ بدل ان تجد نفسها أن تلجأ للامريكيين وتجدهم كلاما فارغا وتلجأ للاوروبيين ويساعدوها قليلا، تلجأ للشيطان، لكن من اوصلها الى الشيطان؟ رغبتها؟ عقيدتها؟ لا يمكن مخاطبة السنّة بهذه الطريقة، اذا كنت فعلا حريص فعليك ان ترى الاسباب والموجبات وتقولها او تحاول معالجتها، لكن ان تتجاهل كل الاسباب والموجبات وبعدها تخون هذه الدولة او تلك، ما علاقتنا بالبحرين وكينيا والكويت والامارات؟”.

أضاف: “التنظيم اللبناني الذي يخوض مقاومة ضد اسرائيل هو امر معترف به في العام 2000 و2006 ولم يناقش احد، وانا بهذا الجانب تحديدا لم اقصر لا شفاهة ولا كتابة عندما كانت المواجهة مع اسرائيل مع قلة قليلة جدا جدا من بيئتي ومحيطي في ذلك الحين، ولكن ما اراه الان ان لبنان يتحول لغرفة عمليات امنية وارهابية للعالم
وسأل: “من كلفنا باصلاح النظام السعودي؟ من كلفنا بتحضير انقلاب في الكويت؟ من كلفنا بمخازن سلاح في نيجيريا؟ بعدها نقول ان الامور ماشية ويجب ان نجلس سويا ونتكلم سويا، وان لا علاقة لكم بها، كيف لا علاقة لهم بها؟ كيف ذلك؟ هذه ارض لبنانية ووزارة داخلية لبنانية ووزارة خارجية لبنانية، واذا كان الامر غير ذلك يبحث على ان قواعد التوافق والخلاف تتغير بهدوء لتذهب في مكان نتفق او نختلف عليه”.

وسأل: “ما هي مهمة المقاتلين اللبنانيين من حزب الله في حرب اليمن؟ كانت منظمة التحرير تفعل الامر عينه، كان يوجد يابان في بيروت من هذه الجهة وتلك ومن حركات ما يسمى في ذلك الحين بحركات التحرر، الى اين ذهب لبنان؟ الى اين انتهت؟ نحن لسنا جزئا من حرب اهلية، لكن تطور الامور ليس دائما بيدنا، وليس بيدنا ان لا تقوم كل هذه الدول المعنية بهذه الخلايا للحرس الثوري ان لا تقوم بردات فعل”.

وقال: “السياسة العربية في لبنان قبلت بالـ “سورنة”، وسكتت عن كل تمدد النفوذ الايراني لسنوات وسنوات، لا أحد يمكن ان ينكر هذا الامر، وفي هذا الاطار أحيي الصحافي شارل جبور على مقاله الرسالة الى المملكة، ولكن الان نحن امام امر واقع، هذه الدول اعلنت المواجهة مع لبنان، ماذا نفعل؟ لبنان هو كيان واحد موجودة فيه كل هذه القوى وتتصارع بالسياسة، وهناك قوة انفردت بقرارها بان تقاتل في سوريا. اذا السعودية او اميركا قررت ان تقاتل في سوريا، انت ما علاقتك؟ اليوم قرأت كلام خامنئي عن أننا لو لم نقاتل في سوريا، لحصل القتال داخل ايران، كيف هذا الكلام؟ اذا كانت كل جهة تريد ان تقاتل في سوريا دفاعاً عن وجود مسلمين او منعاً لتمدد الاسلاميين اليها، لأصبحت كل الكرة الارضية في سوريا. لم أكن على علم بان هناك خوفاً من قتال اسلامي اسلامي داخل ايران. الروس دخلوا على قاعدة أن هذا التمدد التكفيري سيؤدي الى الاسلاميين المسلمين الموجودين عندهم”.

أضاف: “المتبع تجاهنا الان هو سياسة الصدمة، لنتفق ونقرر ما الذي نفعله بهذه السياسة التي كنا شركاء فيها. نحن قبلنا بالحكومة الائتلافية وذهبنا الى الحوار باعتبار ان هذه صيانة لأمن وأمان لبنان.
تابع: “الكويت أعقل دولة خليجية وأعقل حاكم عربي، طلبت من الكويتيين مغادرة لبنان، الى اين ستوصل هذه الامور؟ ليس هناك من حضن ايراني دافئ ليذهب اليه اللبنانيون. هذا بلد (لبنان) عربي هويته عربية، تاريخه ومستقبله عربي، لان بلد من دون هوية لا قيمة له ايا كانت طبيعة هذه الهوية. اُتبعت مع لبنان سياسة الصدمة، وهذه الصدمة يجب ان توقظ الجميع وتوقظ المسؤول والمعني بأمن البلد وبوطنيته، اذا اراد احد عدم الاستيقاظ ويعتبر الامر اشتباكا شخصيا بينه وبين دول عربية فمن انت حتى تخاصم كل الدول العربية وتواجهها؟ قوة عظمى؟”.

وعن الهبة السعودية، قال: “لا تستطيع جهة لبنانية ان تقرر وحدها مسار السياسة الخارجية اللبنانية، ولا تستطيع جهة لبنانية وحدها ان تقرر انها مسؤولة عن التدخل في امن الدول، ثم نتفاجأ ان هذه الدول أخذت قراراً اصابت به لبنان. هذا السؤال سابق وليس الان. حُكي كثيرا بموضوع الهبة السعودية. حتى بالنسبة لنا المسألة ليست مالياً. المسألة سياسية، نحن نحترم الناس ونحبهم ونشكرهم على كرمهم، ولكننا لسنا شحاذين. يجب أن يكون واضحاً أن الجيش وقوى الامن سيستمرون بعملهم وقدرتهم ولو باللحم الحي، وسيستمروا بمسؤوليتهم عن كل اللبنانيين وبمواجهة الارهاب”.
أضاف: “السعوديون بالهبة العظيمة التي قاموا بها وتراجعوا عنها، هم احرار وهذا قرارهم السيادي الذي نحترمه. الموضوع ليس مالياً بل سياسياً يعيدنا الى قدرة طرف لبناني وحده ان يقرر سياسة لبنان الخارجية في كل المجالات الامنية عبر التمدد والخارجية عبر التحكم بالموقف الديبلوماسي”.
وبشأن موقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر جدة، أجاب: “هناك خلل على نية موقف رئيس الحكومة بهذا المعنى.

وعن المؤتمر الصحافي لباسيل، قال:”صراحة هو مبكّل كلامه، ولكن ادخل الحق بالباطل، نص البيان الوزاري واضح ودقيق، الناي بالنفس عن الازمات المجاورة.
واكَّد أنه “لا يمكن ان تكمل المسيرة السابقة بالطريقة ذاتها، قال وزير لحزب الله داخل مجلس الوزراء “بين الاجماع العربي وبين ايران نحن مع ايران” وهذا موجود في محضر مجلس الوزراء.
ورداً على سؤال بشأن الاعتذار من السعودية، أجاب: “تعبير الاعتذار تعبير فج بالدبلوماسية وليس من الضروري استعماله، قلت انه يجب ايجاد تسوية ترضي العرب وتحقق للبنانيين أمنهم وأمانهم وبقاءهم في محيطهم. بالعادة يبدأ بالتسوية الرئيس بري الذي قال بالامس شكرا… وألف شكر للسعودية بكل جراة وبكل واقعية وبكل موضوعية لانه عروبي ويعرف ان لبنان لا يمكنه الخروج من محيطه”.

سُئل: لماذا لم تسجل اعتراضك على ما حصل في مجلس الوزراء من داخل المجلس وقلت بالامس في السفارة السعودية انك غير موافق؟، أجاب المشنوق: “من قال انني لم اسجل؟ انا لا اقوم باستعراضات سياسية، والتزمت بالقرار الذي قام به الرئيس الحريري مع الرئيس سلام ولم اتحدث عن الموضوع حتى تم سؤالي بالامس واجبت، بالطبع لست موافقا، وقلت في الداخل انني معترض وتركت الجلسة. اعتمدت سياسة هادئة وابلغت الرئيس الحريري والرئيس السنيورة ان هذا الوضع غير مقبول”.

وقال: “الاستقالة ليست مسالة شخصية، قراري منذ البدء هو الالتزام بالتيار السياسي الذي سماني وزيرا في هذه الحكومة، مهتمي اقناع هذا التيار بالخيار الذي اقتنع به او ادافع عنه. اقترحت الاستقالة والخروج من الحوار، وتم الراي انه لا، وقلت للرئيس بري هذا الكلام”.
وعن حديث حزب الله عن ابتزاز من قبل الدول العربية، قال المشنوق: “ليسمح لنا، هذا التعبير اخذه من الوزير باسيل. لا يوجد ابتزاز، هذا تعبير بدائي.

وقال: “كل اللبنانيين بالمعنى الاقتصادي والمالي سيتضررون. المطلوب موقف سياسي جديد واضح بين اللبنانيين، وهذا ممكن وليس مستحيلا ليتفقوا فيه على قواعد محددة لسياستهم الخارجية وتمددهم الامني وقتالهم في اليمن. هذه الحكومة تعطلت ثمانية اشهر بسبب تعيين ضابط؟ المسؤول عن هذا الامر هي الجهة السياسية التي كانت تريد هذا الضابط، وعطلت ثلاثة اشهر بسبب تعيين عضو في المجلس العسكري”.

وعما إذا ستقبل الحكومة استقالة الوزير اشرف ريفي؟، قال: “لم اسأل، لكن الامر الطبيعي ان يلبوا طلبه اذا اراد هو ان يستقيل. هو جدّي في هذا الموضوع. اشرف صديق وتوجد عشرة عشرات السنوات بيني وبينه، يوجد خلاف في وجهات النظر هذا حقه وحقي”.
وقال: “للرئيس سعد الحريري رمزية غير متوفرة لأي كلام يقال من اي منا. وعريضة المليون فكرة سلمية سياسية ممتازة طبيعية .
وعما اذا ستصل هذه الحكومة الى حكومة تصريف اعمال؟، قال: “ماذا الذي يمنع؟ ماذا تقدم وتؤخر؟ غيرنا ياخذ البلد ويريد عزل لبنان عن محيطه ويريد مناقشة عروبته وهويته”.
وعن رئاسة الجمهورية، قال: “نحن موقفنا واضح وصريح وعلني، موضوع الرئاسة يقرر في مجلس النواب. ترشيح الوزير فرنجية مثل موقف الرئيس الحريري على باب المحكمة، هناك رغبة بالسلام والامن والانتظام الدستوري للبلد وان هذا مطمئن لفريق 8 اذار. في ظل هذا الاشتباك لا نستطيع ان ننتخب رئيسا، يجب ان تحصل تسوية لهذا الاشتباك داخلية واقليمية وخارجية”.
وأكَّد ان “ليس هناك اي مانع امني او سياسي لاجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها المحدد، وقال: “الموقف السياسي الذي صدر من باسيل سبّب مشكلة كبيرة لعون، لكن الخلاف ليس على المرشح انما على التوقيت وعلى الاتفاقات التي ستحصل خارج لبنان. في الانتخابات البلدية سأقف على الحياد ولن اتدخل الا لفرض القانون. واذا كان لدي رأي بأشخاص او بأفراد سأعرضه على الرئيس الحريري. لن نترك اي جهد ليكون هناك التوازنات نفسها، والرئيس سعد الحريري ليس أقل قدرة من والده على ان يكون حريصاً على التوازن في بلدية بيروت بين المسلمين والمسيحيين”.

السابق
حسين الجسمي «يبلوك» للبنانيين
التالي
مريم البسام تردّ على الجسمي: تحدّى قرار حظر السفر