حزب الله «إرهابي» والإتهام اليمني موثّق !

حزب الله
حزب الله منظمة إرهابية" هذا هو عنوان الملف اليمني إلى مجلس الأمن. المدعوم من الرياض. وهو موثق بالصوت والصورة. وكأنها محاولة "قوطبة" من المملكة على محاولات النظام السوري وروسيا لتصنيف بعض الحركات الإسلامية في سورية مثل "جيش الإسلام" كحركة إرهابية. لاستثنائه من وقف النار. ويبدو أن النار تمتد لتحرق مراحل الحرب الباردة بين إيران والمملكة. فكيف ومتى سيرد حزب الله. بعد أن صارت كرة النار في بيته؟!

ها هو حزب الله يقدّم دليلاً تلو دليل على تورطه في كل حروب العرب. من سورية إلى العراق إلى اليمن. وخصوصاً إن صحّت مشاهد الفيديو المطوّلة بالصوت والصورة التي بثها التلفزيون اليمني الرسمي. والتي تُصوّر مسؤولاً لبنانياً ميدانيّاً يلهج باللبنانية الواضحة في خيمة.وهو يوجه تعليمات قتالية ويدعى أبو صالح.

ويبدو أن السلطات اليمنية متأكدة من الوثائق والصّور والمعطيات. وهي تعدّ ملفاً متكاملاً حول القضية لاعتماده كوثيقة إدانة لاتهام حزب الله بأنه منظمة إرهابية. ويأتي ذلك عشية تنفيذ خطة وقف النار الدولية باستثناء النصرة وداعش كمنظمتين إرهابيتين. وفي سياق الحملة التي تشنها السعودية على حزب الله من ضمن الحرب الباردة بينها وبين إيران. وتهدف حملة إمكانية تصنيف حزب الله إرهابيًّا ليشمله قرار الإستثناء هذا. وهي محاولة جادة ليكون الإتهام للحزب بالإرهاب عبر مجلس الأمن لإحراج روسيا التي تعتمد الحشد الشعبي والحرس الإيراني وحزب الله لمؤازرتها برًّا وتغطيتهم جوًّا لاجتياح المدن والقرى المحسوبة على المعارضات السورية. وكأن توقيت الشكوى اليمنية تقول للروس: أنتم تقاتلون في سورية وتتعاونون مع منظمات إرهابية. والذي يساعد المملكة هو بالإضافة إلى الملف المذكور المتكامل هو وجود جثث من أفراد الحزب والحرس بين ضحايا الحرب على الحدود اليمنية – السعودية. يضاف إلى الدليل المادي الموثّق مستند سياسي تجلّى في قرارات قمتي مجلس التعاون الخليجي والقمة الإسلامية في الرياض مؤخرًا. وهذا كله يشكل دعمًا سعوديًا للشكوى اليمنية إلى مجلس الأمن. والذي أجاز تمديد حرب التحالف على الحوثيين.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: «حزب الله» متورط مع الحوثي في اليمن

إن توقيت الدعوى هدفه الربط المحكم بين ما يجري في اليمن وسورية والعراق. وهدفه إبراز للدور الإيراني “الإرهابي” المتدخل عبر منظمات مذهبية محلية في الدول التي تدور فيها رحى الحرب بضراوة. وتتدخّل فيها إيران بقوة وقادتها العسكريين والسّياسيين يصرحون بذلك بكل وضوح في العام 2015. فالمملكة كانت تقول دائمًا بتورّط حزب الله في قتالها باليمن ولكنها كانت تفتقد إلى الدليل المادي. وها هو يأتي طواعية. بعد تهاوي مواقع الحوثيين وتطويق العاصمة صنعاء من محورين عسكريين رئيسيين.

هذه الإتهامات بالدعم الإيراني العسكري المفتوح تتوافق مع تصريحات من القيادي في حركة حماس في غزة موسى أبو مرزوق الذي كشف أكثر من مرّة أن الدعم العسكري والمالي الإيراني مقطوع عن غزة وحماس التي تقاتل العدو الإسرائيلي كليًّا منذ العام 2009 وحتى الآن. بينما هي مفتوحة بلا حساب للحوثيين الذين يقاتلون المقاومة والجيش اليمنيَّين. وإذا انكشفت بعض تلك المساعدات أو السفن العسكرية ادعى الإيرانيون أنها كانت موجهة إلى حماس وضلّت الطريق بحسب القيادي في حماس أبو مرزوق.

خسائر ايران في سوريا
خسائر ايران في سوريا

والأخطر في الأمر أن القاعدة وداعش الإرهابيتين تستثمران انشغال الجيش والمقاومة اليمنيتين بمحاربة الحوثيين وتجتاح مناطق في الجنوب اليمني على حساب تمدد السلطة الشرعية اليمنية. وتتقاطع مصالحها وحروبها ضد السلطات اليمنية مع قوات المخلوع صالح والحوثيين. وهو الدور نفسه الذي تلعبه داعش في سورية. وتتبادل الأدوار مع النظام السوري.

إقرأ أيضاً: بالأرقام (5): هذه الهبة الإيرانية وهذه هبات دول الخليج.. ليعلم حزب الله!

حزب الله لن يتأخر بالطبع للرد على هذه الإتهامات له بالتدخل العسكري واللوجستي المباشر في الحرب اليمنية. وهو تورّط موثّق بالصورة والصوت. وسيكون من الصعوبة بمكان ردّها هذه المرة. ولكنّ الحزب سيكون في وضع لا يُحسد عليه إذا ما فشل في رد هذه الإتهامات الخطيرة. لأنها توصل إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية. ولن يجد التحالف واليمن كبير عناء لإقناع واشنطن بـ “إرهابية” حزب الله. لأنها سبقت الكل في تصنيفه بذلك وفرضت عليه عقوبات وملفه دسم وموثّق. وسيكون من الصعب على تهران إخفاء تورّطها ودعمها لتدخلها عبر الثلاثي الذهبي: الحشد-الحرس-حزب الله. وعليه ستتغيّر معطيات ووقائع وستأخذ الحرب الباردة بين إيران والمملكة العربية السعودية منحى يتجه نحو السخونة.

السابق
السفارة الكويتية تلغي حفل العيد الوطني في لبنان
التالي
«الكتائب»: لن نعتذر من السعودية!