الرئيس سعد الحريري أمام وفد العشائر العربية

الشيخ سعد الحريري

استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم في “بيت الوسط” وفداً من اتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان وتحدث إليهم عن الأوضاع في لبنان وعلاقاته مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وقال:
“أهلا وسهلا بكم في هذه الدار الجامعة لكل اللبنانيين، نحن مستمرون في مسيرة جمع اللبنانيين التي ارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولن نحيد عنها.
يتساءل البعض لماذا المملكة العربية السعودية قامت بالإجراءات المتخذة ضدّ لبنان؟ كلنا شاهدنا بالاعترافات والأدلة ما يقوم به حزب الله، سواء في المملكة او اليمن او البحرين او سوريا أو الكويت وغيرها، لذلك لا يستغرب أي شخص ما يحصل وقد سبق وقلنا لحزب الله بأن مصلحة لبنان واللبنانيين تقتضي بأن لا يذهب للقتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا. الحزب اليوم “فاتح على حسابو” في كل الدول العربية، هذه ممارسات وسياسة تضر بمصلحة لبنان وبسيادته وتعرض البلد وأبناءه إلى كوارث غير مسبوقة، فلبنان جزء من الجامعة العربية ومعلوم أن ميثاق الجامعة الأساسي يحظر على أي دولة التدخل في شؤون الدول الاخرى الاعضاء.
حزب الله يتصرف اليوم كدولة، ويقوم بما يقوم به من ممارسات وتدخلات عسكرية وأمنية في أكثر من دولة عربية، وهذا أمر جنوني ومرفوض لأنه سيعرض لبنان لأخطار هو بغنى عنها.
نحن قمنا ما بوسعنا لتحييد لبنان عما يحصل في سوريا بين الشعب السوري ونظام قاتل واستبدادي.

سعد الحريري
اليوم هناك إجراءات لإرساء هدنة، وإن شاء الله تستمر، لكن في النهاية، الحلّ النهائي سيطال رأس بشار الأسد، وسيعود عناصر ومسلحو حزب الله إلى لبنان. وعندها كيف سيواجه الحزب أهالي وذوي آلاف القتلى والجرحى والمعوقين الذين قضوا في القتال إلى جانب نظام الأسد الدكتاتوري، وبماذا سيبرر ما حصل؟
نحن نرفض رفضا قاطعا ما يقوم به “حزب الله” في كل المنطقة العربية وندعوه للعودة إلى لبنان لأن ما يقوم به هو عمل ارهابي واجرامي بحق الآخرين.
لكل هذه الاسباب والوقائع والممارسات، اتخذت المملكة ودول الخليج العربي هذه الإجراءات. لذلك علينا أن نرفع الصوت عاليا ونقول للحزب “كلا” لأن ما تقوم به يشكل تعديا على سيادة لبنان.
وخاطب الرئيس الحريري وفد العشائر قائلا:أعلم أنكم زرتم سفارة المملكة العربية السعودية وأتيتم من كل المناطق اللبنانية للتضامن مع المملكة، وهذا واجب لأن المملكة لم تقدم يوما للبنان إلا الخير، كما هو حال دول الخليج العربي أيضا.
فالمملكة لم تبادر أو تطلب من أي مجموعة أو فرد منكم أو من غيركم التسلّح والقيام بأعمال غير قانونية ضدّ الآخرين.
نسمع دائما اتهامات بأن المملكة تصدّر الإرهاب. ونريد دليلا واحدا أو تسجيلا واحدا يؤكد اتهاماتهم الباطلة.
إنما ما يقوم به حزب الله من ممارسات وارتكابات وقتل ضدّ الآخرين، فهو موثّق، والأدلة عليه لا تحصى ولا تعد، من سوريا إلى العراق والبحرين والكويت واليمن وسواها، هي ارتكابات يتمّ تداولها بالعلن وصارت في متناول الجميع، وهذا أمر مرفوض، ليس في استطاعة لبنان أن يتحمله، ولذلك، نحن سنرفع الصوت برفض هذه الممارسات، ونؤكد بأنها غير مقبولة إطلاقا، ولكن في المقابل علينا أن نرصّ صفوفنا ونتوحدّ في كلمة واحدة لمواجهة ما يحصل.
نحن مشروعنا واضح، نريد الدولة، نحن أبناء الدولة ودعاة مشروع الدولة فقط. ان لبنان لا ينهض الا بالدولة وعلى جميع أبنائه أن يكونوا ضمن مشروع الدولة وفي حمايتها وضمانتها لأن مشروع الدولة هو مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
الدولة الآن في لبنان بلا رئيس للجمهورية، وعندما يغيب الرئيس تتعطل الدولة وتنهار بالشكل الذي نعيشه اليوم.
هناك من يحاول حرف الانظار عن المشكل الاساسي وهو تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. فحزب الله هو الذي يعطل الانتخابات الرئاسية، وهو المسؤول عن عملية التعطيل والا فلينزل جميع النواب الى المجلس النيابي ويمارسوا حقهم بانتخاب رئيس للجمهورية، ويفوز من يفوز.
وختم الرئيس الحريري كلامه بالقول: نحن متمسكون بمشروع انقاذ لبنان وسنبقى مدافعين عن هذا المشروع، رافعين الصوت عاليا ضدّ ممارسات وارتكابات حزب الله بالداخل والخارج معاْ.
نحن نرى ما يحدث في العراق وسوريا وعلينا بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن مخاطر ما يجري في هذين البلدين من حولنا.
فكما استطعنا اخراج الجيش السوري من لبنان بدون ضربة كفّ، نحن قادرون بوحدة كلمتنا وصفّنا ان نواجه كل التحديات والمخاطر وإنقاذ لبنان وإعادة مشروع الدولة إلى السكّة الصحيحة.

وألقى الشيخ محمد سليمان “أبو عبد الله” كلمة باسم عشائر وادي خالد قال فيها: “إن هذا المنزل منا ونحن منه، هذا البيت بيت للجميع، بيت العشائر، بيت الاستقلال، والعشائر العربية ستبقى وفيّة لهذا البيت ولنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، ودائما وأبدا بإذن الله نحن خلفكم وخلف قيادتكم الحكيمة، ونسأل الله التوفيق للبنان، وإن شاء الله لا يحصل إلا الخير، ونحن هنا لدعوتكم بأي فرصة تراها مناسبة لكي تزور عكار والبقاع لأن كل هذه الناس تعتبر نفسها مددا لكم”.
الشيخ العسكر
كما تحدث الشيخ جاسم العسكر باسم العشائر العربية وقال: “نحن مهما فعلنا فلن نستطيع أن نفعل ما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن إلى جانبكم في كل المراحل، والولاء مطلق لكم. فمن دون أي تردد، لبينا رغبتكم وأسسنا اتحاد العشائر العربية في لبنان لكي نكون منظمين، وهذا الاتحاد يضم الآن حوالي نصف مليون مواطن وحوالي 180 ألف ناخب”.

السابق
نفاياتنا… نحو النجومية العالمية!
التالي
الدلالات.. التداعيات السياسية والأمنية لجريمة أنقرة الإرهابية