بعد تحذير رعاياها بمغادرة لبنان…التصعيد السعودي إلى أين؟

شهد لبنان في منذ إعلان السعودية إعادة النظر بعلاقتها مع لبنان حركة على الصعيد الحكومي ومن قبل أحزاب وفعاليات لإعادة ترميم علاقة لبنان مع محيطه العربي، فهل ستنجح هذه المبادرات وتمنع عزلة لبنان واللبنانيين عن محيطهم بسبب ولاء حزب الله والتيار الوطني الحرّ للمحور الإيراني؟

استدركت الحكومة اللبنانية ولو متأخرة هول الكارثة التي وضعت لبنان فيها على أثر السياسة الخارجية للبنان، فكان اجتماع وزاري بالأمس دام 7 ساعات للخروج ببيان لمحاولة إعادة تطبيع العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وقد لحق البيان الوزاري لقاء «الوفاء للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي» في بيت الوسط أكّد فيه الرئيس سعد الحريري في كلمة ألقاها أمام حشد من السياسيين والإقتصاديين والتجار والإعلاميين أنّ «أي إهانة للسعودية ودول الخليج سنردها لأصحابها» وانتهى اللقاء بتوقيع وثيقة مليونية لتأكيد «التضامن مع الإجماع العربي والوفاء للدول العربية الشقيقة».

إقرأ أيضاً: رسالة إلى جمهور 14 اذار: لماذا العودة إلى الشارع؟

إذاً هذا الحراك اللبناني استمر اليوم في السفارة السعودية في بيروت حيث زارها أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ووفد من تيار المستقبل ومسؤولين وشخصيات، لتأكيد العلاقة المميزة بين لبنان والسعودية وأنّ ما يصدر عن بعض اللبنانيين لا يمثل كافة الشعب اللبناني.

هذه الخطوات ردّ عليها السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في مؤتمر صحافي عقده بعد استقباله وفوداً أمت السفارة متضامنة، أنّ «التحرك العفوي الذي شهدناه اليوم من خلال الشخصيات السياسية والروحية والوفود التي أمت السفارة من بيروت والمناطق تعبر خير تعبير عن محبة الأشقاء اللبنانيين لقيادة المملكة العربية السعودية وحرصهم على صون العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية ولبنان، وتؤكد أنّ بعض الأصوات والجهات التي تسعى إلى النيل من هذه العلاقة لا تعبر عن لبنان الذي نعرفه، لبنان الهوية العربية، لبنان الوفاء للأشقاء ولبنان المنسجم مع محيطه وثقافته وتاريخه».

سفير السعودية في لبنان
سفير السعودية في لبنان

ولكن هل يمكن لهذه التحركات التي شهدتها بيروت أن تعيد ترميم العلاقة بين لبنان وأشقائه العرب؟ وتعيد المليارات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي؟ إضافة إلى تبدّد المخاوف حول مصير مئات الآلاف من اللبنانيين في دول الخليج؟

في هذا السياق أكّد النائب في كتلة المستقبل النيابي غازي يوسف لـ «جنوبية» أنّ «تصريحات حزب الله وممارسات التيار الوطني الحرّ هي التي أساءت علاقة لبنان بدول الخليج وأبعدت لبنان عن عروبته، ولكن البيان الحكومي وعلى الرغم من أنّه أقل من التمنيات فكيف للبنان أن ينأى بنفسه وحزب الله المكوّن الأساس في الحكومة يحارب في سوريا إلى جانب المحور الإيراني – الروسي، إضافة إلى تأكيد على الوقوف مع الوحدة العربية شرط أن لا تضرّ بالوحدة الوطنية، إلاّ أنّنا لمسنا تفهمًا من السفير السعودي في زيارتنا له اليوم. حيث أكّدنا على عروبة لبنان وشعبه وناشدنا خادم الحرمين الشريفين بأن لا يترك لبنان لقمة في فم من يريد قضم هذا البلد لتحويله جزء من المشروع الفارسي في المنطقة».
غازي يوسف
وتابع يوسف أنّ «السفير السعودي أعرب عن تفهّم المملكة لشعور اللبنانيين تجاهها وأكّد أنّ ما يحصل اليوم هو غيمة عابرة وستمرّ» وعن مصير اللبنانيين في دول الخليج استبعد يوسف «أي تصعيد خليجي أو سعودي تجاه لبنان واللبنانيين في الخليج، مع التأكيد على تفهّم الموقف السعودي تجاه لبنان فعلى الرغم من كل الخير والمساعدات والاحتضان الذي مارسته السعودية تجاه لبنان طوال العقود الماضية إلاّ أنّ هناك جزء من اللبنانيين غدروا وطعنوا بها وتنكروا لفضل المملكة على لبنان».

غير أنّ اللافت هو التصعيد الذي شهدناه بعد ظهيرة هذا اليوم، من تحذير المملكة العربية السعودية لمواطنيها من السفر إلى لبنان وحثهم على مغادرته حرصاً على سلامتهم، وطلبها من المواطنين المقيمين به أو الزائرين له المغادرة وعدم البقاء هناك إلا للضرورة القصوى.

إقرأ أيضاً: قرارُ المملكة … الهجوم

هذا القرار السعودي تقاطع معه ما صدر عن دولة الإمارات العربية المتحدة من تخفيض التمثيل الدبلوماسي في لبنان ومنع الإماراتيين من السفر إليه، وما صدر في الساعة الماضية عن دولة البحرين التي طالبت مواطنيها بمغادرة لبنان فوراً.

لنتساءل هنا، ما هي الأهداف من هذا التصعيد الخليج لا سيما وأنّ الأغلبية اللبنانية ما زالت تشدد على العروبة وعلى التمسك بالعلاقة الأخوية مع دول الخليج.

فهل قررت السعودية وخليجها التخلي عن لبنان أم أنّ كل هذه القرارات “فركة اُذن”

السابق
البحرين تناشد مواطنيها في لبنان بضرورة المغادرة فوراً
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 23-2-2016