السعديات: عودة الحريري سياسياً دون اتفاق.. تحرّك الأمن

أحداث السعديات
منذ أن وصل الرئيس سعد الحريري الى لبنان برزت حيوية سياسية حول الاستحقاق الرئاسي، عبّر عنها البطريرك بشارة الراعي خلال لقائه الحريري الجمعة. وقبل ذلك كانت ذكرى ١٤ شباط حين دعا الحريري للنزول إلى البرلمان وانتخاب رئيس: "ومن سينجح سنهنئه".

وقبل أن تغلي طبخة اللعب على عبارة الحريري لسمير جعجع حول اتفاقه مع ميشال عون، كان الحريري يحطّ على مائدة العشاء في معراب. لم يكتف بذلك، بل أعاد لملمة ما بدا تصدّعا داخل تياره، فاستقبل الوزير أشرف ريفي ثم النائب خالد الضاهر، منهيا بذلك كل ما قيل عن انفراط في عقد مناصريه وتياره.

اقرأ أيضاً: عن «سعد الحريري» و «الكيميا»

الحريري غاب عن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ١٦ شباط. تجاهل نصر الله هذه الحيوية، وتجاهل دعوة الحريري له إلى ترجمة “الانتصار” الذي تحدث عنه، بالنزول إلى البرلمان بعد أن صار المرشحان من معسكر ٨ آذار.

أكثر من ذلك، بدا الوزير سليمان فرنجية أكثر هدوءا، بعد زيارته بيت الوسط، وإشادته بـ”صدق” الحريري و”إخلاصه”. حتّى الجنرال ميشال عون لم يوجّه أيّ رسالة سلبيه اتجاه الحريري. كذلك وليد جنبلاط أشاد بموقف الحريري، والرئيس نبيه بري أوحى على طريقته بانسجامه مع الحريري.

السعديات

وحده صمت حزب الله السياسي، وتجاهل حركة الحريري، كشف عن إحراج سياسي يعيشه حزب يعطّل انتخابات الرئاسة لغاية في نفس يعقوب. إحراج ظهّرته أكثر حركة الحريري، وصولا إلى استقباله كزعيم في طرابلس. كلّ ذلك كان يدفع سياسياً بخيارات الحريري الرئاسية إلى الأمام، بسبب التفاف معظم القوى حول ضرورة انتخاب الرئيس في جلسة ٢ آذار.

في السياسة أخذ الحريري يكسب. فها هو يحقّق تقدماً في المشهد السياسي. وبعد طرابلس كان لا بدّ من صيدا وجولات في بيروت. لكن كانت الرسالة الأمنية من السعديات، لكي تدفعه إلى إعادة الحسابات.

اقرأ أيضاً: من عدشيت للسعديات: هل أدار حزب الله يندقيته إلى الداخل؟

إذا كان الحريري يكسب في السياسة فهناك من يستطيع أن يلجم هذه الاندفاعة، لكن أمنياً وليس سياسياً. يكفي ما جرى في السعديات ليدرك الحريري أنّ عليه ان يعيد حساباته، وربما مغادرة لبنان هو الخيار الذي تدفعه إليه تلك الأحداث. تلك المنطقة الواقعة في المنتصف بين بيروت وصيدا. أحداث السعديات ربما هي البداية، أو البروفا لتوترات تتحضّر لتصير متنقّلة بين صيدا وبيروت وطرابلس وربما البقاع الأوسط.

 

السابق
هل بات لبنان دولة عدوة للعرب والخليج؟
التالي
حادثة السعديات للسعودية: أنصاركِ يحتاجون قوى الأمن وليس أنصارنا