هي هاشتاغات تجسد تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع المناخ السياسي ومستجداته، وتظهر أنّ اللبناني على بساطته “بيتعلق بقشة”، لربما الحالة الوطنية المزرية واستراتيجية النفايات والإيديولوجيا الإيرانية ومخططاتها، والذهاب بالوطن نحو معارك إقليمية لا ناقة لنا بها ولا جمل، هي ما تجعل هذا المواطن الموبوء فقراً وجرثمةً وبطالةً والمخنوق من النزوح ومن النفايات ومن الفراغ والخائف من عبّارة موت تقتله على طريق الهجرة بباسبور سوري ومن غد قد لا يجد به لقمة عيشه، يتعلق بأي خطاب سياسي يحمل معاني التغيير.
إقرأ ايضاً: الحريري.. هو حضنٌ أولاً
ما قبل الحريري وعودته لا يشبه ما بعد، فكل ملامح التصويب والانتقاد انعكست تأييداً وتصفيقاً له، ليتبدل هاشتاغ “لا يمثلني” إلى “يمثلني وبقوة” خلال أيام عدة، ردود الفعل المغايرة هذه لا تظهر التناقض على الساحة اللبنانية بقدر ما تظهر التفاعل والتماهي مع المواقف والزعامات، فخطاب 14 شباط أسمع اللبنانيين ببساطة ما أراد أن يسمعوه، والصورة التي عكسها احتفال البيال أرتهم ما كانوا ينتظرونه، فلم يتساءلوا إن كان ما قيل مجرد خطاب لفظي، ولم تساورهم الشكوك إن كانت هذه الصورة “فوتوشوب بصري”.
اللبناني الإنفعالي بطبيعته شكلت له الجبهة الالكترونية فسحة للتعبير وللإنتقاد، ليفتقد في بعض المحطات الموضوعية والعقلانية وليظهر انفصاماً، وهذا ما تجلى على خلفية سوء التفاهم الذي سببته عبارة “يا ريتك عملتا من زمان يا حكيم”.
بضع كلمات أظهرت مدى هشاشة المواقف، فبعد أنّ كان كل من القوات والمستقبل يغردون في صوب واحد، أصبحوا يتلاسنون، وما بين “الإعتذار في معراب” و”#واثق_الكلمة_سعد” لم يقصر الجمهوران الحليفان بحق زعمائهما وبالألفاظ الشخصية، صورة غير لائقة ما لبثت ان انتهت وتوحّد الصف بزيارة الحريري لمعراب وإعلان الحكيم أنّ بينهما ما من اعتذار.
هذا المثال من السجالات في الجبهة السياسية الواحدة يظهر عدم الإتزان في الإنجراف والتغريد، وأنّ اللبناني على اختلاف التبعيات يصفق “مع الماشي”
إقرأ أيضاً: سعد الحريري: عُد إلى لبنان
اليوم لا نختلف أنّ ما قاله الحريري أشبع النرجسية في التفوق على حزب الله، وأن بقاءه في لبنان هو غاية أدركناها، وأنّ خطواته حتى الآن متزنة وتوحي “بالزعامة” ولكن الأهم هو أن يظلّ على ما قال وأن تكون مواقفه أكثر من خطاب ولا عودة بها.
الناشطون تحمسوا وأطلقوا هاشتاغ “#سعد_الحريري_يمثلني”، منطلقين من عدة محطات قالها في ذكرى الشهيد وممّا قاله يوم أمس أنّه يعود لرئاسة الحكومة بشروطه هو.
فهل يكون الحريري على قدر التمثيل، أم أنّ خطوة ناقصة سوف تعيده لخانة التصويب من قبل الجيش الإلكتروني.
لو لم يكن سعد الحريري رئيسي ﻻخترت ان يكون سعد الحريري رئيسي#سعد_الحريري_يمثلني
— Saleem Nasser (@saleemnasserlb) February 18, 2016
لانه همك لبنان اولاً#سعد_الحريري_يمثلني
— mohamad osman (@mohamadosman888) February 18, 2016
#سعد_الحريري_يمثلني
نحن مشروع وطني عابر للطوائف، خصوصاً عندما يكون غيرنا مشروع طائفي عابر للأوطان! pic.twitter.com/AZvA29tQD4— Bilal Al Rabih (@rabih_bilal) February 18, 2016
#سعد_الحريري_يمثلني ويمثل كل لبناني وطني يضع مصلحة لبنان اولاً
— Mounir Hafi (@mounirhafi) February 18, 2016
https://twitter.com/lebouss/status/700309975327899649
#سعد_الحريري_يمثلني لانه غير شعبوي ولا يلقي علينا خطابات تعبوية شعبوية لكنه يعمل بصمت
— Amal.S (@Amal_sa60) February 18, 2016
مصير لبنان في يدنا نحن، ولبنان سيحكم من لبنان، ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكانٍ آخر. #سعد_الحريري_يمثلني pic.twitter.com/oQ4BjIhZ2c
— khaled moussa (@khaledmoussa92) February 18, 2016