«مارك زوكربيرغ» و «نصر الله» !

مارك زوكربيرغ يحجب صور الممانعة
"إدارة فيسبوك تحجب صور السيد حسن نصر الله"، هذا الخبر الذي ضجّت به المواقع واستنكره ناشطو الممانعة جملة وتفصيلا، متسائلين من هو مارك "هذا" وكيف تجرؤ يمناه على حظر صور سماحة نصر الله (المكرم) فيسبوكياً.

من هو مارك هذا الذي أصبح عدو الممانعة؟
مارك زوكربيرغ هذا هو مؤسس موقع فيسبوك وهو من يعلم “لماماً” أو ربما لا يعلم “أبداً” من تمثل الشخصية المسماة “حسن نصر الله”، هو ليس بجالس أمام شاشة حاسوبه ليراقب الـ 1.59 مليار مستخدم، أو ليبحث في الحسابات الممانعة فإن وجد صورة للسيد يبتسم ويقول لنفسه بخبث “لقيتا” ثم يعمد إلى حذفها وتنبيه صاحب الأكاونت من إعادة نشرها مجدداً.
وهو أيضاً ليس برفيق “الثورجيين” ليشارك في حملة “أسقط الممانع”، هو ببساطة مدير لمؤسسة هي الأهم وقد جعلت منه رابع أغنى رجل فى العالم بثروة تتخطى الـ50 مليار دولار.

إقرأ أيضاً: صور نصر الله ممنوعة فيسبوكياً بأمر من مارك زوكربيرغ

في شركة فيسبوك أكثر من 11 ألف موظف، ومارك لم يشغلهم ليراقبوا السيد حسن أو ليتابعوا صوره فهذه المؤسسة لها سياسة خاصة، وهي “التبليغ”، ومسؤوليتها في متناول المستخدمين لهذا الموقع والذين عليهم إعلام “فيسبوك” بمنشور غير لائق أو لا يناسب السياسة المعتمدة.
مع الإشارة أنّ لموقع فيسبوك قوانيناً محددة تفرض حظراً أو إلغاء الحساب نهائياً لمن يخالفها وهي تتعلق أولاً بمنشورات المحتوى الإرهابي و صور التعرّي واستعراض كل ما يشجع العنف بشتى أنواعه، يضاف إلى ذلك ما أعلنته الشركة مؤخراً عن منع مستخدميها ومستخدمي موقع انستغرام المملوك لها من نشر إعلانات بيع الأسلحة عبر الموقعين.

السيد حسن نصر الله ممنوع من الفيسبوك
السيد حسن نصر الله ممنوع من الفيسبوك

في هذه السياسة وإنطلاقاً من اتخاذ الموقع خطوة إغلاق لأربعة مواقع إخبارية تابعة لإعلام الممانعة وهي الإخبارية السورية، الميادين، قناة سما وقناة الدنيا، وهو قرار متزامن مع حملة أروروبية إنطلقت ضد المشاركات المتطرفة على الموقع، والتي لها تأثير سلبي ضد اللاجئين، وصولاً إلى ما تداولته الصفحات الفيسبوكية أمس عن حظر صور السيد، هل أصبح مؤسس “فيسبوك” تيار مستقبل أو جبهة النصرة أو في المحور التركي – السعودي؟

قوانين موقع فيسبوك لا خلفية سياسية لها، وهي تندرج ضمن الإطار الإنساني وإطار حماية المتصفح للموقع وعدم السماح بتحويله لساحة للعنف أو للإتجار بالإنسان أو للإستغلال، وسبق وقلنا أن حذف منشورات معينة يتكل أولاً وأخيراً على المستخدم وعلى “التبليغ”.
فإدارة الموقع ولدى تلقيها تبليغات عدّة فيما يتعلق بمحتوى صورة أو بوست أو صفحة تعمد إلى حظرها، وهذا لا يعني بالضرورة أنّ ما حظر مسيء أو لا يتناسب والقوانين وأبلغ دليل على ذلك هو تأسف الموقع نفسه بعد مسحه عن طريق الخطأ منشوراً يحتوي على تقرير مفصل كتبته هيومن رايتس عن مراكز الإعتقال و التعذيب السورية وفي حينها برر المسؤول عن هذه الشبكة الإجتماعية هذا القرار بأنهم قد تلقوا عدد كبير جداً من التبليغات ممّا أدى إلى مسحه بصفة تلقائية وفقا للنظام الأوتوماتيكي.

إقرأ أيضاً: مارك زوكربيرغ يحجب إعلام الممانعة فيسبوكياً
إذاً، فيسبوك لا يراجع المواد التي يتم التبليغ عنها وإنّما هناك نظام معين يلجأ للحذف والحظر، من ناحية ثانية فيسبوك ليس ممانع، فمقابل حظر صور السيد حسن تمّ القيام بحذف العديد من المنشورات في صفحات تسلط الضوء على جرائم نظام الأسد، والسبب في الحالتين ليس التوّجه السياسي “غير الحاضر أساساً” وإنّما الـreport.
كذلك في فترة ما وعلى أحد المواقع الإلكترونية المعارضة لحزب الله تمّ حجب صورة السيد عنها وبقرار من متابعيه الذين كثفوا التبليغ على المنشورات المنتقدة فحظرت لمرحلة ومنع الموقع من نشر أي صورة للسيد.
وموقع جنوبية نفسه لم يسلم من ميزة “التبليغ” وأغلقت صفحته ثلاث مرات ليضطر بعدها البدء من جديد مع العلم أنّ محتوى المنشورات لم ينتهك في أيّ مرة السياسات التي يتخذ بموجبها الفيسبوك قرار الحظر.

ممّا يعني أنّ التبليغ “نعمة ونقمة”، وهو إحدى ثغرات الفيسبوك إذ يعتمد بقرار الحذف والحظر والإلغاء على عدد المبلغين فيما يُفترض على الموقع في ظلّ التعبئة والجمهرة الإلكترونية أن يفرض سياسة تكون قواعدها دراسة المحتوى المبلغ عنه أولاً ومن ثم اتخاذ القرار ثانياً.
لذا أقول لجمهور الممانعة قبل أن تلعنوا “مارك” تذكروا كم من كلمة حق أسكتها (الرفيق مارك) بسبب تبليغاتكم الكيدية.

السابق
والدة بشار الأسد… فارقت الحياة منذ قليل
التالي
صرخة فلسطينية ضد الأونروا: «بدك تذلينا … بدك تشاركي الصهيوني بقتلنا»