هكذا ضاع ملفّ لبنان بين مليارات طهران الأوروبية؟

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: تقول أولى التقارير الديبلوماسية التي وصلت من باريس الى بيروت إنّ الرهان على حصة للإستحقاق الرئاسي في لبنان من محادثات الرئيس الإيراني في العاصمة الفرنسية لم تكن في حجم الآمال التي علّقها البعض الذي راهن على دورٍ فرنسيّ أكبر من ذي قبل في ظلّ الإنفتاح الإيراني المنتظر عقب توقيع الإتفاق النووي وبدء مرحلة رفع العقوبات وعودتها الى المجتمع الدَولي. وأضاف التقرير أنّ الرئيس الإيراني لم يعترض على أيّ بند أو ملف من بنود جدول الأعمال رغب الفرنسيون بإثارته بما فيها الملف اللبناني في ظلّ الإنفتاح الذي عبّر عنه روحاني في أولى جولة خارجية له في عمق القارة الأوروبية التي كانت مقفلة ومحظورة على إيران وعلى مؤسساتها الكبرى طوال الفترة السابقة من العقوبات الدَولية. وعكست المعلومات القليلة التي تسرّبت من المفاوضات بين الدولتين نوعاً من التريّث في الخطوات السياسية ولا سيما منها تلك المتصلة بالإستحقاق الرئاسي، فلم يتلمّس الفرنسيون أيّ تغيير في الموقف الإيراني من الإستحقاق عندما ردوا الأمر الى الأفرقاء اللبنانيين الداخليين، فهم أدرى بما يمكن القيام به وهو ما يعني تفويضاً إيرانياً متجدّداً لـ”حزب الله” في الملف الرئاسي مع وعد ببذل مزيد من الجهود لتقريب وجهات النظر ما لم يكن للرياض دور في الجانب الآخر من الملف، وهو ما يعني دعوة إيرانية واضحة للجانب الفرنسي الى ممارسة مزيد من الضغوط على العاصمة السعودية لتلاقيها إيران بما تستطيع فعله في هذا المجال. حصد الرئيس الايراني من زيارته الفرنسية 15 ملياراً من العقود بعدما حصد 18 ملياراً من زيارته الإيطالية، وهو ما يعني كثيراً بالنسبة الى روحاني الذي قد تُمدّ له كيلومترات من السجاد الأحمر لدى عودته الى طهران.

السابق
ضمانات تعيد المعارضة السورية إلى جنيف
التالي
واشنطن تواصِل الضغط على «حزب الله»