حزب الله يعتبر أنّ وحدة «8 آذار» أهم من الرئاسة

ترشيح ميشال عون
لا شكّ أنّ خطوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيح النائب ميشال عون إلى الرئاسة، حشرت حزب الله، ولعلّ أكثر ما أحرج الحزب، هو وجود ميشال عون في معراب، وتحت رايات القوات اللبنانية، وهنا قد يجوز سؤال الحزب، عن إذا ما كان جعجع تحوّل إلى مقاوم أم عون أصبح عميلاً، هو السؤال الأصعب الذي قد يتمّ توجيهه للحزب، ويحشره أمام جمهوره.

لطالما أكد حزب الله، أنّه يقف خلف ترشيح عون للرئاسة، وهو مرشّحه الأول والأخير، ومنذ فترة، قال السيد ابراهيم أمين السيد من بكركي، بأنّ مرشح الحزب هو عون، وعلى الجميع كي يقتنع بذلك أن يجرب الحزب، اليوم أتت ساعة الحقيقة، اتخذ جعجع قراره، تبنى ترشيح عون، ووضع ورقة الرئاسة أمام الجميع على الطاولة.

إقرأ أيضاً: بعد 11 سنة ناموا الحراس… وجعجع مش حكيم!

هي المرة الأولى، التي يتلقى فيها الحزب، من خصومه في 14 آذار على مدار الصراع المديد بينهما ضربتين سياسيتين متقنتين في فترة قصيرة، الأولى أتت عن طريق الحريري عبر ترشيح النائب سليمان فرنجية إلى الرئاسة، وما أحدثته المبادرة من خلط للأوراق على صعيد الحلفاء داخل 8 آذار، وخصوصاً الإشكال الذي وقع ولا تزال تداعياته ماثلة ما بين عون وفرنجية، بالإضافة إلى إضطرار حزب الله الوقوف إلى جانب عون، ما دفع بفرنجية إلى الإستعجال لإعلان ترشيحه وهذا ما أثار حفيظة الحزب.

الرئاسة اللبنانية
الرئاسة اللبنانية

في الضربة الثانية، تلقاها من معراب، التي زارها عون، للحصول على تبني جعجع لترشيحه، تكاد تكون هذه الخطوة الأكبر، لضرب حلف 8 آذار، وبعد تصدّعه بفرنجية، قد ينهار بما قام به جعجع، إذ أن حزب الله اليوم يقف أمام إستحقاقين أساسيين، إذا ما انحاز إلى عون يعني خسارة فرنجية، وإذا لم يشارك بأي جلسة، ولم يؤيد مبادرة جعجع، سيخسر عون ولن يكون له أي مبرر لعدم الذهاب إلى جلسات الإنتخاب، وإنتخاب عون رئيساً.

إقرأ أيضاً: اتفاق معراب وترشيح جعجع لـ«عون»: الموارنة نهضوا من جديد
في السياق الأبعد من ذلك، فإن الإستحقاق اللبناني، هو جزء من الأوراق الإيرانية على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية، وبالتالي فإنّ الحزب غير جاهز للإنتخابات الرئاسية، وهناك من يعتبر أن مصلحة الحزب في هذه المرحلة تقتضي وجود الفراغ، وهو مطلوب حتى لو خسر حليفه المسيحي الأوّل. فالفراغ يشتري له مشاركة في الحكم، وقد يدفعه إلى تشكيل نظام جديد عبر مؤتمر تأسيسي، لأن الحزب ليس كاريتاس، ولا يلعب على صعيد ضيّق كالباقين، الرئاسة اللبنانية ورقة إيرانية من ضمن أوراق المنطقة.
في المقابل، فإنّ السياق المنطقي للأمور، يقود إلى أنّ حزب الله، لا يريد خسارة الورقة اللبنانية، ولا يريد خسارة أيّ من حلفائه، وهو يعتبر أنه يربح في سوريا واليمن، فيما السعودية تخسر وتتراجع، وبعد تنفيذ الإتفاق النووي، فإنّ الحصة الأكبر ستكون لإيران في المنطقة، وبالتالي لا داعي إلى الإستعجال في هذه المرحلة، بل لا يزال هناك متسع من الوقت.

وإنطلاقاً من هذه الوجهة النظر، فإنّ حزب الله، أبعد ما يكون عن تفصيل الرئاسة التي لا تقدم له شيئاً، على الصعيد العملي، بقدر ما يقدم له حلف 8 آذار متماسكاً، وبالتالي فلا يمكن أن يفرط لا بفرنجية ولا بعون، وهو سيلعب على التناقضات، لإستمرار تعطيل هذه الإستحقاق مع تحميل مسؤولية ذلك إلى خصومه وخصوصاً تيار المستقبل، الذي لا يريد عون، وقد يعطل النصاب.

إقرأ أيضاً: للمشككين … جعجع قد يفعلها

يعمل حزب الله، إنطلاقاً من مبدأ وحدة 8 آذار أهم من الرئاسة في هذه المرحلة، وهو يرى أنّه طالما المستقبل وجعجع قدموا تنازلات عبر القبول بمرشحين من 8 آذار، فما مع استمرار الوقت سيقدمان تنازلات أكبر، وبذلك يكون الحزب مرتاحاً ويكون قد رتب بيته الداخلي، أملاً بالحصول على مكتسبات أخرى.

السابق
بعد 11 سنة ناموا «الحراس» … وجعجع مش حكيم!
التالي
من هي المرأة الواقفة قرب ميشال عون… ولماذا اختارت «العقرب»؟