قطاع الشباب في المستقبل افتتح مؤتمره «مشاركة الشباب .. مدخل للتغيير»

برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب بهية الحريري ومشاركة رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة افتتح قطاع الشباب في تيار المستقبل المؤتمر المركزي حول السياسات الشبابية في لبنان تحت  عنوان ” مشاركة الشباب .. مدخل للتغيير ” والذي ينظمه القطاع بالتعاون مع ” مؤسسة فريدريش نومان من اجل الحرية ” وذلك في خان الافرنج في صيدا بحضور النائب محمد الحجار وممثل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ ابراهيم الديماسي وامين سر المكتب التنفيذي لتيار المستقبل مختار حيدر ومنسقي التيار في ” الجنوب الدكتور ناصر حمود ، اقليم الخروب الدكتور محمد كجك ومرجعيون عبد الله عبد الله “،  ومسؤول قطاع الاقتصاد وليد شحادة ومنسق قطاع التربية لشؤون الانتخابات والنقابات وليد جرادي، وعدد من اعضاء منسقيات وقطاعات التيار . وكان في استقبالهم منسق قطاع الشباب وسام شبلي والمسؤول التنظيمي في القطاع زياد ضاهر ومسؤول القطاع في الجنوب هشام قطب واعضاء اللجنة المنظمة .

شبلي

استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الوطن ، وبالنشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة ترحيب من منسق المكتب الطلابي للمستقبل في الجنوب جلال عون ، تحدث بعده منسق قطاع الشباب وسام شبلي فعرض لأهداف المؤتمر وقال: ان تيار المستقبل ومن خلال قطاع الشباب يحاول انتاج كوادر وقيادات سياسية وشبابية تستطيع ان تحمل مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وان التقييم امر طبيعي في اي تجربة.. لذلك نحن نعمل على انتاج كوادر وقيادات ونعمل على تنظيم وكودرة المجتمع .. فنحن من مدرسة حررت العقول عندما كانت الحرب الاهلية تدمر العقول بالسلاح وباستشهاد الرئيس الشهيد ايضا تحررت ارادة اللبنانيين من الوصاية والتبعية ..

قطاع الشباب تيار المستقبل

الحريري

ثم تحدثت ممثلة الرئيس سعد الحريري  النائب بهية الحريري فنقلت تحياته للمشاركين في المؤتمر  وتمنياته لهم بالنّجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منه .. وقالت :إنّ سعادتي بهذا اللقاء تفوق كلّ تعبير وأنا أرى أمامي حلم رفيق الحريري يتحقّق بأن يتولى شباب لبنان مسؤولياتهم في صناعة مستقبلهم وتحديد أولوياتهم على أسس علمية ووطنية ..تقوم على أساس بناء الدولة اللبنانية العربية الحديثة، الدولة التي تحتضن كلّ أفرادها وتحترم طموحهم .. وترعى طاقاتهم وتعزّز قدراتهم .وإنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضع لمؤسسة الحريري شعاراً هو “مستقبل لبنان .. الإستثمار في الإنسان ” فبادر منذ اللحظة الأولى لانطلاق مسيرته النهضوية باعتبار الشباب هدفاً وحيداً من خلال تعليمهم وتمكينهم بالعلوم الحديثة واطلاعهم على تجارب العالم المتقدّم لينقلوها إلى وطنهم الحبيب لبنان.وها هو العالم الآن يسأل أين رفيق الحريري لإخراج دول النزاعات الشقيقة لإنقاذها مما ابتُلِيت فيه؟.. مع الأسف الشديد كما ابتُلِيَ لبنان .. إنّ مهمّتكم الآن الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي أسّست للسّلم الأهلي وإعادة الإعمار والإنضواء تحت لواء الدولة اللبنانية دون سواها لأنّ الخروج عليها ومنها سيؤدّي إلى كوارث عرفناها لعقود طويلة .. ونشاهدها أمامنا في أكثر من دولة من الدول الشقيقة.. علينا أنّ نميّز بين بناء الدولة وإعادة تكوين السّلطة .. أي أن تكون السّلطة هي إنعكاسٌ لصورة المجتمع المتطوّر والمتقدّم بطاقاته وشاباته وشبابه .. لا أن تكون الدولة إنعكاساً للحاكم أو السلطة.وإنّ كلّ فرد ناجح في مجاله وفي مكانه هو مساهم أصيل في نهضة دولته واستقرارها وازدهارها.ولا يسعني اليوم إلاّ أنّ أجدّد حلم رفيق الحريري فيكم وثقته في طاقاتكم وقدراتكم من أجل بناء لبنان المستقبل لبنان العلم والمعرفة والحرية والعدالة والتّقدم والإزدهار ..

بهية الحريري بهية الحريري

السنيورة

بعد ذلك استؤنفت اعمال المؤتمر بلقاء حواري بين الرئيس فؤاد السنيورة والشباب اداره منسق قطاع الشباب في المستقبل – الجنوب هشام قطب . فاستهل السنيورة اللقاء بكلمة اكد فيها على اهمية الشباب كدينامو ومحرك لعملية التغيير نحو الأحسن كونهم نصف الحاضر وكل المستقبل ، مذكرا بالدور الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري على صعيد تعليم ورعاية ودعم الشباب وانشاء وزارة مستقلة للشباب والرياضة في عهده الرئيس الشهيد العام 2000 . كما ذكر بالوثيقة السياسية التي صدرت عن تيار المستقبل والتي تحدد نقاط اساسية حول دور الشباب والموارد البشرية وادارتها بشكل افضل معتبرا انها تعبر بوضوح عن ايمان تيار المستقبل بأن ثروة لبنان الأساسية تكمن في موارده البشرية . وقال: ان الشباب هم رهاننا للمستقبل ولمشاركتهم في عملية التغيير . وفي هذا المجال اود هنا ان اوضح بعض الأمور التي نرتكز اليها في تيار المستقبل :نحن مع تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة ، لكن هذا الكلام يقتضي تعديلا دستوريا ونحن معه وملتزمون بهذا الأمر . نحن مع اتاحة اكبر قدر ممكن من الفرص للشباب للمشاركة في الحياة العامة والسياسية ، اكان ذلك في المجلس النيابي ام في الحكومات ام في البلديات ام في الادارة للذكور وللاناث بالتساوي .  ونحن مع تجديد الدم في هذه المؤسسات والادارات وهذا يكون باعطاء مزيد من الفرص للشباب .ونحن مع تعزيز الحريات وحمايتها ، ولكن حدود حرية الانسان او المؤسسات تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين وبالتالي الحريات لدينا ليست متفلتة من أي وازع اخلاقي او وطني .

فؤاد السنيورة فؤاد السنيورة

واضاف: نحن مع التأكيد على قيم السيادة والاستقلال واحترام اتفاق الطائف واحترام الدستور . ونحن ايضا مع الاعتدال ، ومع العروبة المستنيرة وضد التطرف ودعوات التشنج والعصبية الطائفية والمذهبية . نحن مع اعلان بعبدا ، نحن مع كرامة الانسان . ونحن مع مبدأ البطاقة الشبابية ، هذا المبدأ مرحب به ونحن مستعدون لدعمه في مجلس النواب وفي الحكومة ، لكن يجب ان نكون واضحين في كيفية ايجاد الموارد التمويلية الصحيحة لإستدامة هذه الفكرة . ونحن مع تعزيز الرياضة وانشاء المؤسسات الرياضية العابرة للمناطق والطوائف والمذاهب .ونحن مع حق الشباب في الحصول على افضل انواع التعليم . ونحن مع حق الشباب في الحصول على فرص العمل وهذا يقتضي منا فهما حقيقيا ما هي الاعاقات واين المآزق وكيف يمكن ان نزيلها لكي نطور اقتصادنا لكي يستطيع ان يوفر مزيدا من فرص العمل .

وراى الرئيس السنيورة ان لبنان يعيش منذ عقود حالات صعبة ادت الى تدمير منهجي لكافة موارده وللفرص التي كانت تتاح له من اجل تحسين اوضاعه الاقتصادية متوقفا عند ما وصفه ” التدهور الكبير الذي اصاب الدولة وادارة الشأن العام في لبنان والانحلال المتزايد وسيطرة اصحاب النفوذ والمصالح السياسية والحزبية والميليشياوية على الدولة ومؤسساتها مما افقد الثقة لدى الناس ولدى المواطنين ولدى الشباب بالدولة وحياديتها ومرجعيتها ، وادى الى تراجع كبير في مستوى ونوعية عيش اللبنانيين ، وتراجع مستويات النمو والتنمية الاقتصادية في لبنان” .

وقال: العالم يتغير من حولنا ويسير بسرعة هائلة وثورات في مختلف المجالات ولا سيما في ثورة قطاع المعلومات والتحول نحو اقتصاد المعرفة الذي من حيث المبدأ لبنان بتركيبته ونظامه الاقتصادي وكيفية بناء ابنائه وشبابه هو الأكثر استعدادا للاستفادة من هذا التطور . في هذا الوقت كسرت اربعة حواجز اساسية هي حواجز الزمان والمكان وحاجز الصمت وحاجز الخوف، هذه الحواجز الأربعة غيرت العالم من حولنا .وبالتالي لم يعد بامكاننا ان نطور اقتصادنا وان يتلاءم انساننا مع هذه التغيرات في العالم اذا لم نستفد من هذه المتغيرات . وطبيعي ما نراه هو التراجع الكبير في جميع المؤشرات الانسانية والتربوية والصحية والاقتصادية ومستويات المعيشة والمالية . كما اننا نشهد مزيدا من بروز عمليات الشحن الطائفي والمذهبي وعمليات تخريب العقول لدى اللبنانيين واظهار ان هناك قضايا التي ليست هي القضايا الأساسية . الانسان اللبناني يريد ان يعيش في ظل دولة مدنية يتساوى هو وغيره مع كل الناس دون أي تفريق لا لمذهب ولا لطائفة ولا لعرق ولا لأي اتجاه. الجميع متساوون امام القانون هكذ دستورنا يقول .. لكن للأسف هنا من يخرب عقول الناس ..وعندما جئنا لننتخب رئيسا للجمهورية خلقنا لهم قضية منعتنا من ان ننتخب رئيس جمهورية.. وقس على ذلك .. كل هذا ادخل لبنان الى هذه المآزق .

قطاع الشباب تيار المستقبل

واستعرض الرئيس السنيورة مجموعة من المشكلات التي يعاني منها لبنان مثل” استتباع الادارة لصالح الطوائف والمذاهب والأحزاب والميليشيات بعيدا عن الولاء للدولة ، وتفشي الفساد مع تراجع معايير قياس الأداء والانجاز ، بحيث لم يعد الترقي مبنيا على كم الواحد ينجز وكم لديه انتاجية وكم هو ملتزم بالقانون وعدم وجود محاسبة على اساس الاداء .. وبالتالي انحسرت الثقة بالدولة وحياديتها ولم يعد هناك احترام لقواعد الجدارة لا بالدخول الى الموقع الوظيفي ولا هناك مكافأة على الأداء ولا معاقبة على الأخطاء” . وقال : ان باب النهوض له مفتاح اساسي هو الاصلاح، والاصلاح عادة على صعيد الفرد او المؤسسات او الدول تقوم به عندما تكون قادرة على ذلك وليس عندما تصبح مجبرة على ذلك لأنها عندما تكون مجبرة سيكون الاصلاح مكلفا وموجعا . فالاصلاح الحقيقي هو الطريق الذ يوصلنا لأن نخطو باتجاه عملية النهوض التي تمكنا من اجل تحقيق النمو والتنمية وبالتالي زيادة فرص العمل .

وراى ان المطلوب تغيير حقيقي في ذهنية المواطن والدولة في عملية اعادة الاعتبار للعمل والانجاز والكفاءة ولما يسمى التنافس المجدي . وقال:لا شيء اسمه حلول سحرية وانما هناك حلول يجب ان نسلك الطريق باتجاهها ، ولكن ليس هناك من مستحيل في الدنيا ، فعندما تتوفر الارادة هناك امكانية لتذليل كل الصعاب ، لكن هذا يحتاج الى ارادة ومثابرة والتزام بقيم معينة لنستطيع ان نخرج من هذه المآزق الكبرى التي بدأ اقتصادنا ومجتمعنا يواجهها ويعاني منها . وانا اعتقد انه من اول الأمور التي علينا ان نركز عليها في تفكيرنا هو اعادة الاعتبار للدولة ، فلم تعد تنتظم الأمور بدون وجود دولة، ولم تعد تنتظم الأمور في ظل وجود ثنائية للدويلة وللدولة ، لم تعد تظبط. فعلينا ان نعيد في ذهننا وفي تصرفاتنا الاعتبار للدولة .

قطاع الشباب تيار المستقبل

طبيعي هذا يقتضي ان نشجع انتخاب الرئيس لأنه طالما هذا الرئيس غير موجود الأمور “مروكبة” ، وتبين لنا انه عمليا عندما لم يعد هناك رئيس كيف كل الأمور فلتت في البلد واصبح هناك نوعا من فقدان التوازن وتبين لنا ما هو الدور الأساسي الذي يلعبه رئيس الجمهورية في نظامنا السياسي .

وخلص للقول : صحيح ان هناك تحديات لكن ايضا هناك فرص وجيل الشباب هو الأكثر تنبها والأكثر دينامية للتلاؤم مع هذه المتغيرات ، ونحن قادرون على التغيير والاستناد الى حيوية ومبادرة الشباب لكن يجب ان نتنبه من المتسلقين والمبادرات التي يحاول ان يستعملها البعض للصعود على اكتاف الآخرين لتحقيق مآربه الشخصية .

ثم فتح باب الحوار واجابالرئيس السنيورة عى اسئلة ومداخلات عدد من الشباب حول قضايا وطنية وتربوية واقتصادية واجتماعية ، فاعتبر ردا على سؤال ان الأمة التي لا تولد الكفاءات والطاقات التي تستطيع ان تحمل البلد او الاقتصاد او المؤسسات خلال المرحلة الجديدة والتلاؤم مع مقتضيات هذه المراحل هي امة تشيخ وتذوي وتنقرض .

واذ شدد على دور المؤسسات الرقابية في المحاسبة اعتبر السنيورة ان معالجة الفساد تبدأ بانفسنا ، بأن نرفض هذه الممارسات الخاطئة ولا ننصاع اليها ، وهذا الموضوع يجب ان يكون مبنيا على مزيد من الافصاح والشفافية ومعاقبة المخطئ في تجاوزه ومكافأة المنتج في عمله والمبادر في مبادرته ..

وراى السنيورة ان ايجاد فرص عمل جديدة لا يمكن ان يتم الا من خلال توسيع البنى التحتية والبنى الفوقية لكي يستطيع الاقتصاد ان ينمو والمناطق ان تحصل فيها تنمية لتستطيع ان تولد فرص عمل جديدة ، وان هذا الأمر يقع كيف على عاتق القطاعين الخاص والعام والموقف التوجيهي للدولة اللبنانية ..

قطاع الشباب تيار المستقبل

واعتبر السنيورة ان الحكم استمرار وان على كل وزارة ان تستفيد من هذا المخزون الكبير الذي توافر لديها وان تتابع ما بدأتها سابقتها وليس ان كل وزير يحمل ممحاة بدلا من ان يحمل قلم فيمحي ما قام به من سبقه ، هناك امور بحاجة الى اعادة نظر وتغيير وتعديل لكن هذا لا يعني التركيز على هذا الامر والامتناع عن القيام بما ينبغي متابعته من جهة او القيام به في ظل مثلا موضوع الكهرباء

وردا على سؤال حول الربيع العربي قال: كنت وما زلت من المؤمنين بما يسمى بالربيع العربي واللوم ليس على اهل الربيع ، اللوم على اهل الخريف العربي الذين بادروا الى مواجهة اهل الربيع باطلاق النار ، وبالتالي انا مع الربيع لكن انا لست مع اللجوء الى العنف ولا الى اللجوء الى قلب الاوضاع ، انا مع عملية التطوير وعملية اعادة الاعتبار للدولة وللمحاسبة ، لا يوجد هناك حلول سحرية..

وسئل الرئيس السنيورة عن رايه في اجراء الانتخابات البلدية فقال: نحن مع اجراء الانتخابات البلدية وان كان هناك صعوبة باجراء انتخابات نيابية لسبب ان الانتخابات النيابية عليها اشكالات سياسية كبرى ومعايير مختلفة وظروفها مختلفة وايضا المداخلات مختلفة ، بينما البلدية عادة الناس فيها اقرب بكل بلدة وقرية ومدينة حتى يعرفوا من كان بقربهم ومن خدمهم ومن اعطى وبالتالي مهما كانت المصاعب نحن مع اجراء الانتخابات البلدية في موعدها ..

السابق
اطلاق سراح السوري الذي خطف امس من عرسال
التالي
الفلسطينية بيلا حديد بصورة مثيرة وجريئة!